العدد 2650 - الإثنين 07 ديسمبر 2009م الموافق 20 ذي الحجة 1430هـ

أسبوعان أمام قادة العالم في كوبنهاغن لإنقاذ كوكب الأرض

بدأ في كوبنهاغن أمس (الاثنين) مؤتمر دولي عن التغير المناخي تجرى خلاله محادثات ماراثونية تاريخية بهذا الشأن وسط تحذيرات قاتمة بشأن مستقبل كوكب الأرض نتيجة الاحتباس الحراري إذا لم ينجح قادة العالم في التوصل إلى معاهدة طموحة لمعالجة هذه الظاهرة المناخية.

وفيما اجتمعت الوفود في العاصمة الدنماركية أطلقت صحف من 45 بلدا نداء مشتركا غير مسبوق لقادة العالم قالت فيه إن أمامهم أسبوعين لإنقاذ كوكب الأرض من تبعات ظاهرة التغير المناخي.

وتهدف قمة المناخ إلى صياغة اتفاق جديد لمعالجة الانبعاثات الضارة للبيئة بعد انتهاء العمل ببروتوكول كيوتو في العام 2012. ويتعين على الوفود المشاركة في المؤتمر صياغة مسودة اتفاق بشأن معالجة انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة التي يحدثها الإنسان والتي تتسبب في احتباس حرارة الشمس في كوكب الأرض ما يؤدي إلى اضطرابات في النظام المناخي العالمي.

كما يتوجب على الوفود وضع آلية تمويل لمساعدة الدول الفقيرة الأكثر عرضة للتأثيرات الكارثية المحتملة للتغير المناخي ومن بينها الجفاف والفيضانات والعواصف الشديدة وارتفاع مستوى مياه البحار.

وشارك مفاوضون من 192 بلدا في جولة مضنية من المحادثات التي تجرى برعاية الأمم المتحدة قبل أن يشارك نحو 100 من زعماء العالم في القمة التي ستعقد في 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

وقال مسئول ملف المناخ في الأمم المتحدة، إيفو دي باور إن «أمام المتفاوضين الآن أوضح المؤشرات على الإطلاق من قادة العالم على ضرورة صياغة مقترحات ملموسة للقيام بتحركات سريعة». مضيفا «لم يحدث خلال 17 عاما من مفاوضات المناخ أن قطع هذا العدد من الدول مثل هذا القدر من التعهدات معا».

وأكد «رغم أنه ستكون هناك المزيد من الخطوات على طريق الوصول إلى مستقبل مناخي آمن، إلا أن مؤتمر كوبنهاغن يعتبر نقطة تحول من حيث رد فعل العالم على التغير المناخي».

ومن المتوقع أن تجرى المزيد من المفاوضات في العام 2010 لوضع التفاصيل على ما يتم الاتفاق عليه في كوبنهاغن. وإذا سارت الأمور على ما يرام فإنه سيبدأ العمل في تطبيق معاهدة ملزمة قانونيا في نهاية 2012.

إلا أن محللين يؤكدون على وجود هوة عميقة بين مطالب الدول النامية واستعداد الدول الغنية لتقديم الأموال وخفض انبعاثات الكربون. وجددت الصين دعوتها الدول المتقدمة الاثنين إلى تقديم مزيد من التمويل لمساعدة الدول الأفقر على مكافحة تأثيرات التغير المناخي.

وقالت صحيفة «بكين نيوز» الرسمية «من البديهي أن الكوكب للجميع، ورغم أن على الدول الفقيرة أن تتحمل مسئولياتها، إلا أنها يجب أن تدفع الثمن... الذي يفوق قدراتها». من جانبه، يأمل الرئيس الأميركي باراك أوباما في أن يتم التوصل إلى اتفاق جديد بعد أن رفضت بلاده، أكبر اقتصاد في العالم، اتفاق كيوتو أثناء ولاية سلفه جورج بوش، فيما يعكف الكونغرس على وضع مسودة لقانون بشأن التغير المناخي.

ونشرت 45 صحيفة في مختلف أنحاء العالم مقالا مشتركا دعت فيه قادة دولها إلى الاتفاق على قصر معدل ارتفاع حرارة الأرض على درجتين مقارنة بمستواه في فترة ما قبل الثورة الصناعية، وذلك للحيلولة دون أن يحدث التغير المناخي «دمارا لكوكبنا».

وجاء في المقال «ندعو ممثلي 192 المجتمعين في كوبنهاغن أن لا يترددوا وأن لا يقعوا في الخلاف وأن يمتنعوا عن تبادل اللوم، وندعوهم إلى اغتنام هذه الفرصة».

العدد 2650 - الإثنين 07 ديسمبر 2009م الموافق 20 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً