تناول برنامج «الوسط لايف» الذي يبث على «الوسط أون لاين» اليوم (الخميس) في حلقة جديدة من مدينة الإسكندرية، الندوة الدولية التي استضافها المعهد السويدي بالتعاون مع مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث «كوثر» وبدعم من جامعة الدول العربية، وهي الندوة التي تحدثت عن النوع الاجتماعي والمشهد الإعلامي العربي، ساعية إلى تفعيل أدوات واتجاهات الإعلام العربي من منظور النوع الاجتماعي في مسار إعداد وثيقة تضمن صورة متوازنة ومتنوعة حول النساء في العالم العربي.
ولتسليط الضوء على الحدث عن قرب التقى البرنامج من الإسكندرية مسئولة الإعلام والاتصال بمركز «كوثر» اعتدال المجبري، فكان هذا الحوار:
بداية، ما طبيعة الندوة الدولية التي نظمها مركزكم بالتعاون مع جامعة دول العربية عن النوع الاجتماعي والمشهد الإعلامي العربي، وإلى ماذا تطمحون على المستوى العربي؟
- هي ندوة كانت بمناسبة إطلاق وثيقة استراتيجية اسمها «المشهد الإعلامي العربي من منظور النوع الاجتماعي... اتجاهات وأدوات تفعيل»، ولكن أردنا كمنظمين من الأطراف الثلاثة أن نذهب إلى ما أبعد من الإطلاق بحيث ندعو مجموعة من الخبراء والمؤسسات العاملة في المجال لمناقشة ما بعد إطلاق الوثيقة، أولا تقديم قراءات نقدية في شأنها من الآن يمكن أن نجعلها في وقت من الأوقات ثم التفكير سوية في أدوات تفعيل مشتركة بيننا وبين الأطراف المشاركة، الهدف من الندوة كان إذا إطلاق الوثيقة من ناحية أولى ولكن أيضا النظر في ما بعد الوثيقة من خطوات واستراتيجيات ممكنة للتفعيل.
وهل يمكن تطبيق هذه الوثيقة في حال إعدادها بشكلها النهائي وفرضها بما معنى على المؤسسات الإعلامية الصحافية المختلفة سواء الخاصة أو العامة في العالم العربي؟
- أولا، وليس لأن مركز كوثر هو الذي قام بإعداد هذه الوثيقة الاستراتيجية، أعتبر الوثيقة بحد ذاتها مكسبا. لماذا؟ لأنها توخت طرحا مختلفا. المركز لم يبنِ على لا شيء ليقول إنني الرائد في المجال، لا المركز بنى على ما تم إنتاجه في العالم العربي منذ سنة 1995، أي مؤتمر «بيجي» إلى حد اليوم، وهذا في حد ذاته مجهود يذكر فيشكر بشكل كبير، لأنك ستلاقين في الوثيقة كل المرتكزات الدولية الإقليمية العربية التي تناولت هذا الموضوع، لذلك أراها بحد ذاتها قدمت طرحا مختلفا يمكن أن يشكل أساسا لجدل معرفي حول الموضوع وهذا مهم بالنسبة إلينا في منطقتنا العربية وأكدت المناقشات خلال اليومين الحاجة إلى مثل هذه الوثيقة.
ثانيا: كيفية تفعيلها فيما بعد سيكون في إطار شراكات مع مؤسسات إعلامية، سنبدأ أيضا خطوة بخطوة، ربما نقدم نموذجا للتعاون مع أحد المؤسسات الإعلامية من أجل اعتماد أدوات التفعيل التي أدرجتها الوثيقة.
ثالثا: تمخضت عن أعمال الندوة مجموعة من الأفكار جدا مهمة بالنسبة إلينا، يعني في كيفية التفعيل وفي كيفية إقامة شراكات استراتيجية تتناول بالدرس وبالتفعيل نقطة واحدة من النقاط الاستراتيجية، وأظن أنها خطوة ستكون بناءة على الأقل في أكثر من مجال؛ مجال الحقل المعرفي أولا ومجال الحقل التدريبي ثانيا والمجال الاستشرافي ثالثا.
النقطة التي أثارها الحضور بشأن ضرورة معرفة ما يتطلع له الجمهور وكيفية تقبل الجمهور للصورة هذه نقطة مهمة جدا، النقطة الثانية التي أيضا تعرضت إليها هي ضرورة معرفة المرتكزات المرجعية للإعلاميين والإعلاميات في حد ذاتهم، يعني يكتبون وفقا لماذا؟ وفق ماذا يكتبون؟ وفقا لأية مرتكزات؟ وما هي المرجعيات التي هي في أذهانهم؟
وهذا يحدث تماما في أشكال الصور النمطية أيضا في طرح القضايا ذات الصلة بالمرأة كجرائم العنف وغيرها؟
- هذا صحيح إلى درجة كبيرة جدا، إلى درجة أن الصور النمطية في غالب الأحيان لا يعتبرها الصحافيون صوراَ نمطية وهذا الإشكال، الأكيد أن هناك مرتكزات فكرية في أذهانهم جعلت أو تنشئ أو ناتجة عن التنشئة جعلنا لا ننتبه إلى هذه الصور النمطية التي أكدت الوثيقة أنها تقليدية ومستحدثة أيضا، يعني الصور النمطية المسيئة للمرأة ليست بالضرورة من تقاليدنا، لا لا بالعكس هناك إفرازات للعولمة وإفرازات للمجتمع الاستهلاكي، إفرازات للمجتمع الإعلامي المفتوح، إفرازات جعلت أيضا من صور النمطية للمرأة وكذلك للرجل تبدو أيضا في شكل مستحدث، فهذا مهم جدا.
ماذا عن تعاونكم مع جامعة الدول العربية، هل ستكون هذه الوثيقة امتدادا لوثيقة الفضائيات التي أثارت جدلا كبيرا في السنوات الأخيرة؟
- لا، هي يعني وثيقة مختلفة تماما، لم تصدر عن جامعة الدول العربية وإنما صدرت عن مجموعة من الخبراء المهتمين في العالم العربي في مجال النوع الاجتماعي وصورة المرأة في وسائل الإعلام، التعاون مع جامعة الدول العربية بالنسبة إلينا مهم بأن هناك أجهزة مختصة في هذا الاتجاه هناك أجهزة أيضا تقوم بعمل كبير على مستوى النوع الاجتماعي. صراحة العمل سيكون من خلال هذه الشراكات من خلال الأجهزة المختصة داخل جامعة الدول العربية، مجلس الإعلام العرب، اتحاد إذاعات الدول العربية، إدارة شئون المرأة والأسرة في جامعة الدول العربية، لديها من الهياكل ما يمكّننا من ضرورة اعتماد جعل اعتماد هذه الوثيقة سهلا إلى حد ما، وجامعة الدول العربية هي أحد أعضاء مجلس أمناء «كوثر».
ماذا عنكم على المستوى الدولي ومشاركتكم في المؤتمرات التي تتابع مثل هذه القضايا كالمراقبة على الأداء الإعلامي للنساء وطرح المواضيع، إلى آخر...؟
- انطلق مركز «كوثر» في المرحلة الأخيرة في مرحلة التشبيك في هذا الموضوع، وبالذات الإعلام والنوع الاجتماعي مع مؤسسات دولية أخرى انخرطنا في الرصد العالمي، يوم الرصد العالمي 10 نوفمبر/ تشرين الثاني كانت هذه السنة، وتقوم به مؤسسة دولية عريقة ويضم أكثر من 100 دولة لرصد صورة المرأة في البرامج الإخبارية في الإنتاج الإعلامي الإخباري، أيضا توافرت لنا من خلال برنامج يشارك في الإشراف عليه «كوثر» للاتحاد الأوروبي وهو عن المساواة بين المرأة والرجل في المنطقة المتوسطية وفيه جزء كبير جدا مخصص للمرأة والإعلام. مشروعنا أيضا مع جامعة الدول العربية في المرحلة المقبلة هي صورة المرأة العربية في وسائل الإعلام الغربية، وهذا مشروع كبير جدا، فالتشبيك مازال في مرحلة أولى لم تتبلور برامج مشتركة فعلية بيننا وبين الجهات الدولية في هذا الغرض، ولكن هناك مجموعة من العلاقات التي يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى تشبيك فاعل.
العدد 2652 - الأربعاء 09 ديسمبر 2009م الموافق 22 ذي الحجة 1430هـ