من المتوقع أن تتراوح أسعار النفط بين 30 و40 دولارا خلال العام الجاري، وذلك وفقا لأستاذ الإقتصاد والأعمال الدولية في كلية ستيرن للأعمال بجامعة نيويورك البروفيسور نورييل روبيني. وقد كان موضوع أسعار النفط أحد أهم الموضوعات التي تم بحثها خلال منتدى المسئولين التنفيذيين «العالم خلال العام 2009»، المؤتمر الذي تم تنظيمه ليوم واحد من قبل «إيكونوميست للمؤتمرات» بتاريخ 20 يناير/ كانون الثاني الجاري في مدينة جميرا، بدبي. وقد تميز الحدث بحضور أكثر من 150 شخصية من أبرز صناع القرار في قطاعات النفط والغاز والأعمال المصرفية والتمويل والتصنيع والسياحة والسفر والعقارات والاتصالات والطاقة؛ إذ تم خلاله بحث الأزمة المالية العالمية وتأثيراتها على المنطقة والعالم. وقد قدّم المؤتمر كل من مدير تحرير مجلة «الإيكونوميست» دانيال فرانكلين، ومدير التحرير وكبير المحللين الإقتصاديين في «وحدة الإيكونوميست لاستقصاء المعلومات»، روبين بيو؛ إذ تمحورت النقاشات حول تحديد واستكشاف الاتجاهات التي ستؤثر على استراتيجية الأعمال خلال العام الجاري.
وقد أشار روبيني إلى أن العالم يشهد حاليا أسوأ أزمة مالية منذ حدوث الانتكاسة الإقتصادية الكبرى؛ إذ يتوقع أن يمر الاقتصاد العالمي بأسوأ مراحل الركود في التاريخ خلال العام الجاري. وسيشمل الركود أيضا الاقتصادات الواعدة في السوق التي ستشهد انخفاضا حادا في النمو ما يشبه هبوط الطائرة الاضطراري. كما يتوقع استمرار انخفاض أسعار النفط والغاز والسلع عن مستوياتها الحالية، ما سيؤدي إلى تأثر الدول المصدِّرة للنفط حول العالم وفي الشرق الأوسط بهذا الانخفاض الحاد. وتوقّع روبيني بأن الاقتصاد العالمي يمكن أن يشهد انتعاشا ملموسا خلال العام 2010 فقط عبر تحقيق عام مالي ناجح واعتماد سياسة نقدية ومالية موازية في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخرى، كما أوضح بأن آثار الركود الإقتصادي ستبقى مماثلة خلال ذلك العام على رغم تخطي هذا الوضع. وقد عمد دانيال فرانكلين إلى تقديم «مراجعة الإيكونوميست: العالم خلال العام 2009» كمقدّمة افتتاحيّة للحدث إذ تلتها موضوعات أخرى، بما فيها «الاستراتيجيات والتحديات في دخول الأسواق الواعدة» و»الموهبة والتعليم: الحرب المستمرة». كما تم بحث موضوع «استراتيجيّات الإستثمار في ظل الأزمة العالميّة» الذي اشترك بتقديمه كل من كبير الإقتصاديين لدى مركز دبي المالي العالمي، ناصر السعيدي، وكبير الاقتصاديين في أسواق الخليج من «أتش أس بي سي الشرق الأوسط» سيمون ويليامز.
وقال فرانكلين: «إن أي شخص يتطلع إلى فترة من الهدوء بعد هذه الاضطرابات التي شهدناها خلال مطلع العام سيخيب أمله. بالنسبة إلى الإقتصاد والأعمال والسياسة، تعِد سنة 2009 بأنها ستكون عام التكيّف مع العالم المتغير، وستعمد بعض الاقتصادات الغنية بعد ذلك إلى تسميته بفترة الركود مع تداعياتها مثل حالات الإفلاس والتقشف وارتفاع معدلات البطالة. أما بالنسبة إلى العالم المتنامي في الوقت نفسه، فإن معدل النمو سيكون بوتيرة أقل من ذي قبل، لكن ستتمكن العديد من الدول بشكلٍ لافت من المحافظة على وضعها الجيد نسبيا»
العدد 2331 - الخميس 22 يناير 2009م الموافق 25 محرم 1430هـ