أقلعت الحكومة التشيكية بمشروع خصخصة الخطوط الجوية التشيكية، وهي الشركة الأكبر في مجال الطيران في البلاد من خلال موافقتها على الإقتراح الذي قدمته وزارة المالية لها والذي يتضمن شروط بيع هذه الشركة التي تمتلك الدولة حتى الآن 92 في المئة من أسهمها.

وستجري مسابقة انتقاء الشركة التي تريد شراء أسهم الخطوط الجوية التشيكية على جولتين في الأولى سيتم التحقق من مدى استيفاء الشروط الاقتصادية والفنية الأساسية والتحقق من الشركة التي تبدي الرغبة بعملية الشراء من وجهة نظر الأمن السياسي الخارجي، أما في الجولة الثانية فسيؤدي دورا في اختيار الشركة الرابحة السعر الذي تعرضه مقابل أسهم الدولة.

ووفق شروط المسابقة فإن الكلمة الأولى في اختيار الشركة التي ستتقدم إلى الجولة الثانية من المسابقة ستكون يد الحكومة التي تتوقع أن تتم معرفة اسم المالك الجديد للشركة في موعد أقصاه نهاية شهر سبتمبر/ أيلول المقبل. وسيتحتم على الشركة التي تبدي اهتماما بشراء الخطوط التشيكية تقديم ضمانات بأن النقل الجوي سيبقى النشاط التجاري الرئيس للشركة بعد خصخصتها كما سيبقى مطار الشركة الأم مطار «روزينه» في براغ كما ستبقى الشركة محافظة على هويتها باعتبارها شركة الطيران التشيكية الوطنية.

وعلى رغم أن موافقة الحكومة على شروط مسابقة بيع الشركة لم تتم سوى الآن؛ إلا أن العديد من شركات الطيران التشيكية والأجنبية أبدت منذ فترة اهتمامها بشراء الخطوط التشيكية ولاسيما الخطوط الجوية الروسية «أيروفلوت» وشركة ترافيل سرفيس التشيكية. وكان مدير عام الخطوط الجوية الروسية فاليري أوكولوف قد سبق له وأن أعلن قبل فترة بأن «أيروفلوت» تحاول أن تتوسع دوليا، ولذلك تبحث منذ 18 شهرا عن إمكانيات شراء شركات طيران في أوروبا كما أن شركة الطيران الروسية تتعاون مع الخطوط الجوية التشيكية بشكل وثيق منذ العام 2006 حين انضمت «أيروفلوت» إلى مجموعة سكاي تايم العالمية.

وقد حاول حزب الشعب المشارك في الائتلاف الحاكم الأسبوع الماضي إبقاء الباب مفتوحا لتدخل الدولة من خلال وضع نص في شروط البيع يتحدث عن امتلاك الحكومة حق الفيتو في أي وقت تريده خلال عملية البيع وإبعاد المهتمين بالشراء من المسابقة لأسباب استراتيجية ولا سيما بعد الأزمة التي نشبت بين روسيا وأوكرانيا مؤخرا وأدت إلى توقف إمدادات الغاز عن بعض دول الاتحاد تماما غير أن الحزب تراجع عن هذا الطلب لاحقا.

ويقول رئيس اللجنة التشريعية الحكومية تسيريل سفوبدا الذي ينتمي إلى هذا الحزب إن «شروط المسابقة وضعت بشكل جيد وبالتالي ليس من الضروري امتلاك الحكومة هذا الحق لأن الذين يريدون التقدم إلى المسابقة مثلا لن يسمح لهم بالمشاركة فيها إذا كان قد حكم عليهم بسبب مخالفات إدارية كما أن الشروط الاستراتيجية تم التحقق منها بشكل جيد». وتتوقع وزارة المالية التشيكية أن تحصل الدولة من عملية خصخصة الخطوط التشيكية على مبلغ يتراوح بين 3,5 - 5 مليارات كورون تشيكي