العدد 396 - الإثنين 06 أكتوبر 2003م الموافق 09 شعبان 1424هـ

عرش مايكروسوفت يهتز بعد الثغرات الأمنية الأخيرة

عندما أعلنت مايكروسوفت في 16 يوليو/ تموز الماضي وجود ثغرة أمنية في نظام ويندوز تكمن في طريقة تعامل الويندوز مع بروتوكول RPC (Remote Proceudre Call)، كانت قد فتحت الباب على مصراعيه لمخترقي الشبكات لينشروا فيروسات جديدة تعمل على الاستفادة من هذه الثغرة وعلى شن هجمات حجب الخدمةDoS (Denial of Service) . وعلى رغم الإنذار المبكر ومسارعة كل شركات مضادات الفيروسات إلى تحديث برامجها، فإن ذلك لم يكن كافيا لوقف هجوم فيروس بلاستر Blaster الذي أُعلِنَ رسميا في 11 أغسطس/ آب الماضي.

فبعد حوالي 24 ساعة من انطلاق الفيروس الجديد أصيب أكثر من مليون جهاز حول العالم، مما سبب ضغطا كبيرا على شبكة الإنترنت، كما توقفت الكثير من مواقع الإنترنت عن العمل، وحتى مايكروسوفت نفسها لم تسلم، فقد توقف موقع ٍىكَُُّْنُّ.كٍُ عن العمل لعدة ساعات ظل فيها الكثير من مستخدمي الإنترنت حائرين وهم يبحثون عن الرقعة الأمنية اللازمة لوقف هجمات هذا الفيروس.

على رغم أن فيروس بلاستر قد أصاب عددا كبيرا من أجهزة الكمبيوتر حول العالم فإن خبراء أمن الإنترنت يعتبرون هذا الفيروس من أضعف الفيروسات من حيث الضرر الذي يحدثه في الأجهزة المصابة، فكان بالإمكان إعادة كتابة شفرته لإلحاق أضرار أكبر.

لكن الانتشار السريع لهذا الفيروس وانشغال مستخدمي الإنترنت بحماية أجهزتهم فتح المجال أمام تطوير فيروس جديد باسم Nachi، وهو الفيروس الذي بدأ ينتشر على أنه برنامج ترقيعي يعمل على إصلاح ما سببه فيروس بلاستر ويقوم بتثبيت الرقعة الأمنية، فكان هذا الفيروس أشبه بحصان طروادة، الذي يبدأ عمله بعد أن يقوم بتثبيت نفسه مباشرة، فيبدأ في مهاجمة مزودات مايكروسوفت، ما يؤدي إلى إبطاء سرعة الاتصال بالإنترنت، كما أنه يبدأ في نشر نفسه عبر الشبكة المحلية LAN، ما يؤدي إلى استهلاك الجزء الأكبر من سعة هذه الشبكات، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل بعضها، وتأتي بعد ذلك الضربة الموجعة التي ألحقها فيروس SoBig.F محققا أسرع انتشار لفيروس حول العالم، إذ تمكن من الانتشار بمعدل رسالة إلكترونية مصابة من كل 17 رسالة إلكترونية.

وفي العاشر من سبتمبر/ أيلول الماضي أي بعد أقل من شهر من إنطلاق فيروس بلاستر حول العالم، أعلنت مايكروسوفت بحرج وجود ثلاث ثغرات أمنية جديدة وهو ما قلل الثقة في نظام ويندوز وأضعف ثقة المستخدمين به في المزودات خصوصا أن الثغرات الأخيرة كلفت الكثير وأهدرت مئات الساعات من العمل.

أما خبراء أمن الإنترنت فيلقون باللائمة على عاتق مايكروسوفت لتردي الأمن على شبكة الإنترنت في برامجها، ما يجعل كل الأجهزة المحملة بنظام ويندوز عرضة للإصابة بالفيروسات. كما أن توالي الثغرات الأمنية أصبح هاجسا لدى الكثير من الشركات، ويشكل خطرا يهدد كيان أكبر شركة برمجيات في العالم، فبعد أن سعت كثير من الشركات مثل DHL إلى توحيد نظام التشغيل على جميع الأجهزة والهجرة إلى ويندوز، أصبحت الآن برامج شركة مايكروسوفت مصدر قلق وخوف، فهجوم فيروس بلاستر أوقف الكثير من الشركات عن العمل.

وفي خضم تلك الثغرات المتوالية تستعد حكومات كل من اليابان وكوريا الجنوبية والصين للاشتراك في العمل على تطوير نظام تشغيل كبديل لويندوز بحيث يكون متوافرا لجميع مستخدمي الكمبيوتر بكلفة أقل، وهو النظام الذي سيتم اعتماده إذا ما تم الاتفاق عليه من قبل حكومات هذه الدول، وسيكون حينها كفيلا بتوفير ما فشل ويندوز في توفيره من حماية واعتمادية.

قد يكون إدراك مايكروسوفت متأخرا لتعرف أن الوقت قد حان لوقف لهاثها السريع لطرح منتجات جديدة والعمل على تحسين المنتجات الحالية بصورة فعالة من ناحية أمنية، فالمعلومات الرقمية أصبحت جزءا لا يتجزأ من أصول أية شركة

العدد 396 - الإثنين 06 أكتوبر 2003م الموافق 09 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً