قرر الجهاز المركزي للمعلومات في مملكة البحرين في خطوة رائدة من نوعها، أن يبدأ مشروعه الطموح لإنشاء بنية تحتية خاصة بأنظمة الحكومة الإلكترونية على المستوى الوطني معتمدا في ذلك على منصة عمل لينكس المعيارية المفتوحة، وهي تأتي في إطار اتفاق واسع النطاق تم إبرامه بين الجهاز المركزي للمعلومات وشركة الخليج للحاسبات الآلية، و«آي. بي. ام.» لتزويد البرمجيات والمعدات والخدمات اللازمة لتطوير الخدمات التي تقدمها المملكة إلى شعب البحرين.
وقال وكيل الجهاز المركزي للمعلومات الشيخ أحمد بن عطية الله آل خليفة: «إن التقنيات المعيارية توفر لنا فرصا غير مسبوقة لتنفيذ مبادرات التحديث في مجتمعنا. كما ان الرؤيا المستقبلية الرائدة التي تتحلى بها حكومة البحرين تسعى إلى أن تظل المملكة في طليعة التقنيات المتطورة وأن تظل الخدمات التي تقدمها الحكومة للمواطنين تتمتع بأعلى مستويات المرونة والسهولة».
وكانت شركة الخليج للحاسبات الآلية قد تعاونت مع الجهاز على توفير تطبيقات متوافقة مع الشبكة العالمية لتوحيد البنية التحتية للمعلومات التي تعتمد عليها الحكومة، وتقديم خدمات شاملة إلى مواطنيها بالاستفادة من أحدث ما توصلت إليه تقنيات البرمجيات والمعدات والشبكات والإنترنت . يهدف المشروع إلى توحيد أنظمة البحرين الرئيسية مثل قاعدة البيانات الوطنية و نظام الهجرة وسجل التعداد السكاني الوطني، أما أنظمة دعم القرار وإدارة علاقات العملاء فستدعم الحكومة على طرح بطاقة ذكية وطنية تمكن المواطنين من الوصول إلى ما يرغبون من معلومات والحصول على ما يشاءون من خدمات والاستفادة مما يحتاجون من منشآت حكومية.
وفي سياق تعليقه على الاتفاق قال نائب رئيس مجموعة للبرمجيات في آي. بي. أم. أوروبا والشرق الأوسط وافريقيا توم فرانشيس: «بعقدها هذا الاتفاق مع آي. بي. أم. فإن مملكة البحرين تنضم إلى عدد متزايد من الحكومات في جميع أنحاء العالم التي تستفيد من الكلف المخفضة والمرونة العالية التي توفرها لها التكنولوجيا الحديثة. إن قرار بناء استراتيجية وطنية للحكومة الإلكترونية على أنظمة المعايير المفتوحة يؤكد الدور الحيوي المهم الذي يمكن لنظام تشغيل لينكس أن يلعبه في استراتيجية الحكومة الاقتصادية».
وتتكون استراتيجية الحكومة الإلكترونية لمملكة البحرين من خمسة مشروعات أساسية هي: قاعدة البيانات الوطنية، تطبيق الاستراتيجية الأمنية، تحديث المعدات والبرمجيات، وتحديث شبكة البيانات الحكومية، بالإضافة إلى مشروع تحويل التطبيقات. وإلى جانب هذه المشروعات فإن مشروع البطاقة الذكية الوطنية وبنية المفتاح العام التحتية سيؤدي إلى إصدار بطاقة موحدة للمواطنين والمقيمين في البحرين تمكنهم من الحصول على الخدمات الحكومية وتدعم طريقة المحفظة الإلكترونية e-purse للدفع.
وسيعمل مشروع قاعدة البيانات الوطنية على تحويل مجموعة بيانات البحرين التاريخية وتوحيدها في قاعدة بيانات تعتمد على منصة قواعد البيانات دي. بي. 2 DB2 من آي. بي. أم.، متيحا لمختلف الدوائر والهيئات الحكومية الوصول إلى هذه المعلومات، أما مشروع تطبيق الاستراتيجية الأمنية فهو يضمن أن تتمتع مختلف المعلومات الحكومية، وكذلك بيانات المواطنين الشخصية، بأعلى مستوى الأمان التي توفرها أنظمة أجهزة خادم الحماية المعتمدة على تقنيات الحاسبات الرئيسية. ثم هنالك مشروع تحويل التطبيقات والذي سيضمن أن تتميز التطبيقات الحكومية بحرية الحركة وأن تعمل طبق أسلوب موحد ومتكامل عبر أجهزة خادم اللينكس المختلفة. أما مشروع تحديث المعدات والبرمجيات فسيربط بين الاحتياجات الفعلية على مستوى الكمبيوتر الرئيسي المركزي وأجهزة الخادم ووحدات الاستخدام الطرفية واللازمة لتطبيق الاستراتيجية كلها. بالإضافة إلى ذلك فإن مشروع شبكة البيانات الحكومية سيعمل على تحديث شبكة المعلومات الحكومية الحالية بحيث تواكب متطلبات استراتيجية الحكومة الإلكترونية.
وفي هذا السياق قال وكيل الجهاز المركزي للمعلومات: «إن هذه الاستراتيجية المتينة قد طورتها هيئة البحرين المركزية للمعلوماتية في سبيل تأسيس نظام حكومة إلكترونية في المملكة يتمتع بأعلى مستويات الأمان والثبات والمرونة. لقد تعاونا بصورة مكثفة مع فرق عمل كل من شركتي الخليج للحاسبات الآلية و«آي. بي. أم.» لإنشاء نظام فعال وعملي أثبت جدارته بعد نجاحه في اجتياز اختبارات «إثبات المفهوم» ومعتمدا على مفهوم المعايير المفتوحة».
إن أحد أهم العناصر لتوضيح فعالية النظام هو إنشاء منصة اختبارات «إثبات المفهوم» من قبل شركة الخليج للحاسبات الآلية والتي تشمل تطوير تطبيق أولي يعتمد على تمكين نظام سجلات التعداد المركزية من التعامل مع الشبكة العالمية، واختبار درجة الأمان بالاعتماد على برنامج تيفولي أكسس ماناجير من «آي. بي. أم.»، كما تشمل أيضا قاعدة بيانات وطنية مصغرة تعتمد على برنامج دي. بي,2، أما سلسلة برمجيات ويب سفير فهي تمثل محرك توحيد خدمات الإنتاج.
إن عروض «آي. بي. أم.» تتيح إمكانية الحصول على نظام موحد يتوافق مع استراتيجية إطار العمل العام، لذلك كانت «جي. بي. أم.» و«آي.بي.ام» هي المزود الوحيد الذي استطاع التقدم بنظام متكامل وشامل.
من جهته قال الرئيس التنفيذي الأول في شركة الخليج للحاسبات الآلية سيزر كاردوني: «إن الأساس الذي تقوم عليه البنية التحتية يضم منصة عمل لينكس العاملة على أجهزة خادم «آي. بي. أم.» وذلك كمنصة عمل رئيسية. أما برامج «آي. بي. أم. ويب سفير»، فستلعب دور البرمجيات الوسيطة وبرامج خدمة التطبيقات، وبرامج الأعمال الإلكترونية والبنى التحتية. ثم هنالك IBM MپSeries الذي سيلعب دور محرك الدمج والتوحـيد، وبرامج «آي. بي. أم. تيفولي» التي ستدير بيئة العمل ، وقاعدة بيانات «آي. بي. أم. »DB2، كمنصة عمل قواعد البيانات. سيتم استخدام برنامج «آي. بي. أم. ويب سفير« العامل على جهاز 640 BM eServer pSeries كبيئة اختبار وتطوير. لا شك في أن قرار بناء استراتيجية حكومة إلكترونية على منصة عمل لينكس المعتمدة على المعايير المفتوحة يمنح العميل الثقة والاطمئنان إلى ثبات أنظمته على المدى البعيد وغزارة الاختيارات التي ستظل مفتوحة أمامه، إن هذا الأمر على قدر كبير من الأهمية خصوصا بالنسبة إلى حكومة قد اختارت أن تنتقل بجميع مواردها الوطنية إلى قاعدة تكنولوجية».
إن جهاز خادم 800 IBM eServer zSeries قد بني على تقنيات مختبرة ومجربة وهو مصمم ليعمل على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع. أما مزاياه الكثيرة والتي تشمل: تخصيص الموارد ديناميكيا بناء على الأهداف العملية، مستويات حماية لا يمكن اختراقها، وقدرته الديناميكية للتكيف حتى يتلاءم مع الأحمال غير المتوقعة لأنظمة الأعمال الإلكترونية، كل هذه المزايا وغيرها تضمن للعميل الحصول على بنية تحتية تكنولوجية ذكية وقادرة على إدارة نفسها بنفسها. ستستطيع هذه البنية التحتية التعامل بذكاء مع تطبيقات الأعمال الحساسة وأن تدير بذكاء متطلبات الأعداد الهائلة من المستخدمين الذي يرغبون في الوصول إلى عدد كبير من التطبيقات والموارد البيانية، وهو الأمر الذي يميز بيئات عمل الحكومة الإلكترونية. سيتم إنشاء نسخة مطابقة تماما من هذه البنية التحتية في موقع الطوارئ الخاص بالعميل والذي يمنحه أنظمة حفظ احتياطي تضمن له عدم ضياع أي قدر من البيانات، مهما كانت الظروف. سيلعب موقع الطوارئ أيضا دور بيئة الاختبار والتطوير الخاص بالهيئة لأنظمة «ويب سفير ودي. بي. 2».
يتفرد نظام التشغيل الذي تعتمد عليه أجهزة IBM eServer zSeries بتمكينه الهيئة من تحديد مستويات الخدمات التي توفرها لمستخدميها بحسب التطبيق والمحافظة عليها. وهو شرط ضروري لأنظمة الحكومة الإلكترونية لأن مستخدميها ، آخذين بعين الاعتبار أن الكثير منهم سيكون من خارج المملكة ، سيشكلون انطباعهم عن البحرين بناء على التجربة التي خاضوها خلال تعاملهم مع خدمات الحكومة البحرينية المتوفرة عبر الإنترنت.
كما سيتم نقل تطبيقات قديمة بالكامل لتتوافق مع مجموعة أدوات IBM AD ، وستتم استضافة برامج tdmhg Nd Visualage للجافا، وويب سفير ستوديو لتطوير التطبيقاتWebSphere Studio »pplication Developer ومنصة عمل الحكومة الإلكترونية، على خادم آي. بي. أم. ويب سفير لاستضافة التطبيقات IBM WebSphere Application وسلسلة برمجيات Mپ لمعالجة التعاملات . أما برنامج تيفولي فسيتم الاستفادة منه لإدارة البنية التحتية باستخدام برامج jdtmgd kj tdm Tivoli Netview m jdtmgd لإدارة التخزين Tivoli «torage Manager لتلبية جميع احتياجات شبكة البيانات الحكومية والمتطلبات الأمنية.
إن تقنيات اللينكس وويب سفير وسلسلة Mپ هذه ستتيح لهيئة البحرين المركزية للمعلوماتية أن تحقق رؤيتها بالاعتماد على المعايير المفتوحة. أما تطبيقات لينكس المطورة حديثا فسوف يتم دمجها مع الوقت على أجهزة 800 IBM eServer zSeries ، وهي تشمل ويب سفير تحت نظام تشغيل لينكس ، ودي. بي. 2 تحت نظام تشغيل لينكس، وذلك لتوفير مستويات أعلى من الإدارة والأمان والأداء وتقليل درجة التعقيد
العدد 407 - الجمعة 17 أكتوبر 2003م الموافق 20 شعبان 1424هـ