العدد 407 - الجمعة 17 أكتوبر 2003م الموافق 20 شعبان 1424هـ

ظلمك من سمّاك بدرا

رسالة للشاعر بدر بن عبد المحسن

رسالة للشاعر .. بدر بن عبد المحسن !

ظلمك من سماك بدرا

فكيف تكون بدرا وأنت سماء الإبداع كلها

و وجه الشعر ! .. نبض القوافي.. وعشق الحروف

قد تكون نجما مشعا.. لكنك أبدا لن تكون قمرا يعكس كالمرايا

أستاذ الشعر .. بل مدرسته

اسمح لي أن أجول اليوم في رياضك !

واكتب عن الشاعر الذي طالما ابهرني..

وطالما تمنيت أن أزين حروفي بذكره .. رغم خوفي !

فالكتابة عن شاعر مثل البدر ، وقصائد امتلكت الأحاسيس كقصائده أمر يحتاج اكثر من شجاعتي واكثر من قلمي لتقديمها

لا يخفى على كثيرين أن الشاعر الفنان بدر بن عبدالمحسن .. جمع بين موهبتين خلاقتين .. هما الكتابة والرسم.. فاكملتا بعضهما بصورة بديعه وحس مرهف ..و اهدانا بهاتين الملكتين .. تلاحم وتكامل المعاني في دواوينه ولوحاته التي جمعت بين الاثنين!

فحين يجتمع إحساس الفنان بموهبة الشاعر

ريشة المبدع مع محبرة الكاتب

يتولد من رهافة الشعور ورقة البيان جوهر مشترك !!.....

حينها تصاغ لآلئ عقد القصيد ، ويقلدها لنا إهداء مشاعر

هكذا هي مشاعر ( قصائد ) البدر

أجدها قلائدا نادرة أتوشحها ، و أحس أنها ارق من أن تلمس

و أغلى من أن تبسط للعيان

ترى فيها جمالا ظاهرا يجمع عليه العامة

وبيانا خاصا يذوب في عشقه هواة الشعر

أنا منهم..

أدمن القراءة له

أجد نفسي اسافر في أبياته.. وكلماته

علمني البدر أن القصيدة سفينة ثمينة

تبحر بي من إحساس لإحساس ومن شعور لمشاعر

جعلنا نعيش معه قصص حب الوهمية

وشاركناه معاركه .. فانتصر دوما علينا في ميدان حربه !

خلق جوا من إحساس المعنى وفهم الشعور

خلق من كل كلمة لون ومن كل لون لوحة

ومن كل لوحة جمالا يحمل خصوصية الوطن والحبيبة والديار

علمنا البدر أن الحب هو الإغراق في التضحية ( وخصوصا للوطن )

قصة حب

.. في كل قصة حب أحلام ومدينة

.. ليل ونخيل وهبوب

.. لكل قصة حب لو كانت حزينة

.. أجمل ألوان الغروب

.. ناظري ضيّ الحوانيت القديمة

.. ونقش أبواب البيوت

.. كلها شعر ومواعيدٍ قديمه

.. وصوت قلبـي اللي يموت .. وما يموت

.. لكل قصة حب عذال وحسود

.. ليه تخدعنا الأماني والليالي السود .. سود

.. أشعلي جمر العناد قربـي معاد أشوفك

.. لا يفرقنا السواد

.. ارسمي وجهي بكفوفك

.. ولا تجرّحنا عيون الليل وحروف النميمة

ولا يعذبنا السكوت

.. إن عطشنا أو شربنا الدمع ديمة

للهوى بنحيا ونموت

.. لكل قصة حب أشواك و ورود

.. وليه نصرخ من ألمها وكلها تنبت في عود

.. ناظري هذا قمرنا لو تغطيه الغيوم

.. وناظري هذا شجرنا ومهما تحرقه السموم

.. ولو تجرّحنا عيون الليل وحروف النميمه

.. ولو يعذّبنا السكوت

.. إن عطشنا أو شربنا الدمع ديمة

!! للهوى بنحيا ونموت

ومن قصائده الجميلة التي تحكي عن معاناة شخصية.. ولكل انسان رحلة بحث عن هويته !!

تعبت أسافر

تعبت أسافر في عروقي ومليت

من جلدي اللي لو عصيته غصبني

ياما تجاوزت الجسد و استــقليت

عن الألم .. لا شك جرحي غلبني

أنا سجين الحال .. مهما تسليت

و أنا الطليق وكل شيٍ قضبني

حريتي لا عل .. ياكود ياليت

ما شفت حيٍ جاد لي ما سلبني

وليت يا ليل التباريح وليت

أما محاني الحزن و الا كتبني

كل السما في دفتري وان تجليت

مثل الشموس .. غبار قبري حجبني

لي صاحب وان ما تخلى تخليت

لابد ما نهدم .. ولا بد نبني

استغرق الكثير من القصائد ليحكي لنا عن وطنه .. ليعمق فينا احساسه بالفخر الشديد .. فنسير على دربه في عشقنا لارض البيت الحرام !

اجمع الرمل في ضلوعك غرام

وإطو زندك على ضلعانها

عانق الرمث وعروق الثمام

واصل خدك على صوانها

أرضك اللي بها البيت الحرام

اشرق النور من وديانها

ربعت بالمحبة.. والسلامواعشبت بالفخر صمانها

انت في المجد لك راس السنام

وعزة الناس من اوطانها

ارفع الراس يا الحر القطام

واكثر الحمد للي صانها

ديرتك من عشقها ما يلام

ويغضب الله على من خانه

وشرح في بساطة كيف تكون أبدية الإخلاص..

العمر أحبك

لليل أحبك .. ما بقى في السما نور

و الى ضواني الليل .. للصبح أحبك

و اللحظة اللي كلها صد و غرور

أشــوف قــبــري بـيـن عـيـنـــك و قلــبـك

في صدري اسراجٍ حزينٍ ومكسور

رغم المطر و الريح .. شلته افدربك

و الله ما به غير لوعـاتي اقـصور

و خـــوفي عليك الله ربي .. و ربــك

إلى متى بـبني على صمـتك اجســور

لا حيرتــني أسبـــاب سلمـــك و حـــربـــك

العمر أحبـك .. ما بقى فيـني اشعــور

و متى جفــاني العمــر .. وشلون أحبـــك

علمني الفرق بين الاحتياج والرغبة ..

جمرة غضى

...

جمرة غضى .. أضمها بكفي

أضمها حيل حيل

ابي الدفا .. لو تحترق كفي

وأبي سفر لليل

بردان أنا تكفى .. أبا احترق بدفا

لعيونك التحنان .. فعيونك المنفى

جيتك من الأعصار .. جفني مطر .. والنار

جمرة غضى

والله الجفا برد .. وقل الوفا برد

والموعد المهجور ما ينبت الورد

ياحبي المغرور .. ياللي دفاك اشعور

رد القمر للنور .. واحلى العمر .. في وعد

بردان .. بردان انا تكفى

يا اول الحب .. شفتك أنا مره

اهديت لك قلب

ورديت لي جمرة

ومن يومها كان الرحيل

وليل الشتا .. القاسي الطويل

وآآه ي الحنين

لليل له حارسين

برد وسحاب

وبردان .. بردان أنا تكفى

لعيونك التحنان

وعيونك المنفى

ادمع عيوننا طالما كتب كثيرا في معاني الغربة ! والغياب !واثار الرحيل..

لو تغيــبــــي

لو تغيبـي ولو رحـل وجهك حبيبـي

في غيابـي عنك أشوفك .. وفي عذابـي منك أشوفك

صـدقينـي مـا نـقـص هالليـل بعدك إلا قمـرا

وما فـقـدت من النهـار إلا شعاع الشمس بكـرا

واجمل الناس حبيبـي .. حبيبـي

لو تغيبـي لو رحـل وجهك حبيبـي

تصغر الدنيا وتضيـق

كلّ مافي الدنيا أعرفه إلا بيتـي والطريق

أنا أحبك ذا نصيبـي .. إبعدي عني وغيبـي

صـدقينـي مـانـقـص هالليـل بعدك إلا قمـرا

ومافـقـدت من النهـار إلا شعاع الشمس بكـرا

لك ليـالي ما سألتـي .. ولي ليـالي ما سـألت

لو دريت إنك زعلتـي .. كان أفرح مـازعـلت

بس داري مافي قلبـك إلا قلبـك

واختياري إني أحبـك والا أحبـك

ومن عذاب الحب يكفـي لو تجرّح قلب واحد

وإنتي يا حبـي وضعفـي لا يهمك كله واحد

لجل تتغير فصول .. ويبكي الغيـم في عيونـي

وتزهر جبال وسهول .. اضحكي بيـّا وبدونـي

وصدقينـي مـا نقـص هالليـل بعدك إلا قمـرا

ومافـقـدت من النهـار إلا شعاع الشمس بكـرا

فلسف لنا حرية الرأي في .. لحظة اختيار.. و استدرجنا ببساطة وعلى غفلة من عنادنا لأهمية عدم استملاك الاخرين..

الاختيار

.. ودي أختار .. الليله درب

.. ما تعرفه

.. ودي أجلس في مكان

.. ما يذكرني بصدفه

.. أو وعد

.. ودي أحكي ياحبـيـبـي.. مع أحد

.. غيرك أحد

.. لجل النهار .. و حريتي

.. أعطيـنـي .. لحظة اختيار

.. وحدي و غديت أنت الزحام

.. وحدي أبد .. و انت الكلام

.. نورك ما غيره .. ظلام

.. عذب الحروف .. طاغي الطيوف

.. أبعد عن عيوني .. بااشوف

.. لجل النهار .. و حريتي

.. أعطيـنـي .. لحظة اختيار

.. أبي درب.. ما يوصلني لدارك

.. أبي وعد .. ماحتمل فيه انتظارك

و أبي ليل .. مايجي بعده نهارك

.. ودي أدري .. هي حياتي

.. اختياري .. أو اختيارك

.. ودي أنسى .. ليلة وعدك .. أنسى وعدك .. ما أجيك

وش يضرك .. لو أخونك .. مره و اختارك عليك

ماذا بعد هذه الرائعة ؟!

بل هناك بعدها الأروع..

وكل ما كتبه البدر أروع !

ولكني سأختم هذه الرحلة بقصيدة اخيرة اهداء لكل محبي البدر.. وبها من النصائح الجميلة ما يجعلنا نتمنى ان نحتذيها..

إرفع جروحك عن انصـال الخناجـر

نـزفك عــزيز ومثلك النجـم لاطاح

ولاتنحني للريــح والذل فـاجـــر

والخـوف ســـاس الـذل والغبن ذبـّاح

مادام لك عن خفضة الهـام زاجــر

إمّــا إنكـســـر ولا تعــدّاك الاريـــاح

ماإنته بعشبٍ نـابتٍ وســط حاجـر

ولا إنته شـــراع التيـه والـوقت مـلاّح

إنت الّذي باسمك تضيق الحناجر

لو إنطقوا بك همس .. سمعوا بك صياح

تقفي وكن الحرف للحـرف هاجـر

وتقبل وقـلب الصـخـر بالشـعـــر بــوّاح

ولا من رمى صبحك عباة الدياجر

ثم إنتهض ما شـع بالنـور مصباح

إرفـع جروحـك عن تـراب الخناجـر

نزفـك عـزيــز ومـثلك النجــم لاطــاح

ويبقى في مدرسة البدر ..

دائما هناك جديد مخيف!

وجديد مبدع

وجديد خيالي

وجديد تتمنى أن ترحل معه حيث لا بداية!

ونهاية واحدة ... هي الغرق

العدد 407 - الجمعة 17 أكتوبر 2003م الموافق 20 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً