على رغم كل الحوادث التي تعصف بالمجتمع الدولي، التي يتعلق كثير منها بمصير الوطن العربي، يأبى العرب أن يلعبوا دورا أفضل من دور المتفرج، أو (كومبارس) في أفضل الأحوال... «اسرائيل» تعتدي يوميا على الفلسطينيين العزل، وأكثر ما يقوم به العرب هو الشجب والاستنكار! وأخيرا قامت «اسرائيل» بتجاوز كل الخطوط الحمراء... واستهدفت سورية العربية، وقامت بضرب أراضيها تحت ذريعة وجود منظمات ارهابية على أراضيها وتفرج العرب على ما حدث!
حتى سورية التي استهدفها الاعتداء، اكتفت بالتقدم لمجلس الأمن لتقديم الاحتجاج على ما حدث، وكان من الأجدى على الدول العربية تقديم موقف حازم وقوي، يؤكدون للعالم من خلالهم بأنهم ليسوا مجرد متفرجين، ولكن للأسف أكثر ما قاموا به هو استنكار وشجب على استحياء! والمؤسف حقا انه حتى عندما يحاول العرب اصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لحماية قطر عربي كفلسطين مثلا تقف الولايات المتحدة بالمرصاد وتستخدم حق النقض ضد أي قرار يدين «اسرائيل» ما يفتح المجال للاسرائيليين بمواصلة عنجهيتهم وغطرستهم، فيواصلون عدوانهم على الشعب الفلسطيني ويقتلون ويعتقلون العشرات منهم يوميا، والأغرب أنهم يعتبرون ذلك دفاعا عن النفس! بينما تعتبر مقاومة الشعب الفلسطيني لهم بكل الوسائل المتاحة (ارهابا) في نظرهم وفي نظر الولايات المتحدة بينما العرب يتفرجون على مآسي الشعب الفلسطيني من دون أن يقوموا بأي دور عدا الشجب والاستنكار الذي مللنا منه ولم يردع الصهاينة، ولكن يبقى السؤال الى متى سيظل هذا الوضع المذل لنا ياعرب؟ومتى سنتخلص من دور (الكومبارس) ونشارك في بطولة الحوادث؟!
إن غدا لناظره قريب!
حسين ابراهيم بركات
العدد 411 - الثلثاء 21 أكتوبر 2003م الموافق 24 شعبان 1424هـ