العدد 412 - الأربعاء 22 أكتوبر 2003م الموافق 25 شعبان 1424هـ

«نانسي» تغني من دون وئام وبأقل من نصف الحضور

محتجون يصطدمون مع رجال الأمن ...

تحولت الشوارع المؤدية إلى مركز البحرين للمعارض إلى حلبة مواجهة بين قوات الأمن التي وجدت بكثافة في المنطقة، وعشرات الشباب الذين تجمعوا احتجاجا على إحياء الفنانة اللبنانية نانسي عجرم حفلا غنائيا.

وأضرم المحتجون النار في الإطارات وحاويات القمامة، بالقرب من مركز المعارض، كما اضرموا النار في إشارة المرور في التقاطع الواصل بين جدحفص والديه، ما اضطر قوات الأمن إلى التدخل، مستخدمين مسيلات الدموع بكثافة، في محاولة لتفريق المتظاهرين، وإفساح الطريق للجمهور الراغب في دخول الحفل .

وأسفرت المواجهات عن إصابة طفلة بحرينية ومواطن سعودي، وتكسير عدد من السيارات، واعتقال عدد من المشاركين في الاحتجاجات تراوحت أعمارهم بين 12 و 20 سنة. وأسف النائب عبدالله العالي لما جرى، بينما حمل النائبان عادل المعاودة محمد خالد مسئولية ذلك إلى وزارة الإعلام، فيما قال النائب عادل المعاودة الذي قاد تحركا في البرلمان باء بالفشل لمنع الحفل «نصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين».

وفي قاعةالاحتفال التي جهزت لتستوعب خمسة آلاف مقعد، كان الاقبال اقل من النصف حين بدأت نانسي الغناء الذي استمر أقل من ساعة، وغادرت القاعة، ورحل معها نصف الحاضرين. وانتقد متابعون المتظاهرين، وقالوا أن محاولة النواب كانت كافي للاحتجاج، كما كان بامكان المتظاهرين التعبير عن احتجاجهم سلميا.

وبعد منتصف الليل اغلق عدد من المنافذ في منطقة الديه بينما أقامت دوريات للشرطة نقاطا للتفتيش، وانتشرت بعض الحرائق الصغيرة في المناطق المحيطة.


عادل المعاودة: نصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين...

مظاهرات وعنف ومسيلات دموع على هامش أمسية نانسي عجرم

ضاحية السيف، السلمانية، جدحفص - عباس بوصفوان، هاني الفردان، أماني المسقطي، ريم خليفة، حسين خلف

انفلت الوضع الأمني مساء أمس بالقرب من مركز البحرين الدولي للمعارض، قبل بدء الحفل الغنائي للفنانين اللبنانيين نانسي عجرم وراغب علامة، وحدثت مواجهة بين رجال الأمن ومجموعة من الشباب الذين تجمعوا أمام بوابة مركز المعارض احتجاجا على السماح للمغنية نانسي عجرم بالغناء في البحرين.

كان برنامج الحفل قد خطط له ان يبدأ الساعة التاسعة مساء ولكن كلا من عجرم وعلامة لم يستطيعا الوصول الا بعد الساعة العاشرة والثلث تحت حراسة مشددة. وفي الوقت ذاته انحسر الحضور الى قرابة الالفين في بداية الامسية وبدأ في التناقص بعد انتهاء المغنية عجرم مباشرة. وقد كان المنظمون يتوقعون حضور قرابة خمسة الاف شخص.

الامسية تأخرت بعد ان تجمع عشرات من الشباب امام مركز البحرين الدولي للمعارض وافترش بعضهم الشارع لمنع وصول المشاركين ما ادى إلى تدخل قوات الامن لابعادهم والسماح للمشاركين بالحضور.

غير ان المشادات بدأت مباشرة بعد ذلك وبدأ بعض الشباب برشق الشرطة بينما ردت قوات الامن باستخدام الغاز المسيل للدموع.

وامتدت التظاهرات إلى الشارع الذي يفصل بين جدحفص والديه، وأحرقت الإشارة الضوئية بالقرب من منطقة الديه، واستمرت التظاهرات حتى وقت متأخر من الليل، تزداد حينا وتقل حينا آخر.

وبسبب الاضطرابات تم تقديم وتطويل وصلة الفرقة البحرينية «فلامنجو» في بداية الحفل لتلطيف الاجواء وانتظار قدوم نانسي والجمهور. كما لم تتمكن قناة «اوربت» الفضائية من بث الحفل.

وكان هناك عدد من رجال الدين في اوساط الشباب المعترض الذين لاحقتهم قوات الامن وابعدتهم عن مكان الحفل.

هذا وخرجت نانسي حوالي الساعة الحادية عشرة مساء، أي بعد ساعة من بدء الحفلة، التي استمرت في أجواء وصفت بأنها «غير ناجحة»، خصوصا بعد مغادرة نانسي الحفل في ظل حراسة مشددة.

هذا، وأسفرت المواجهات بين رجال الأمن التي انتشرت بكثافة عن اعتقال عدد من الشباب، عرف منهم أربعة أوقفوا في مركز شرطة المعارض، كما أصيب عدد بجروح، منهم مواطن سعودي الجنسية.

البداية

كما ذكر آنفا فقد بدأ الحادث بتجمع مجموعة من الشباب أمام مركز المعارض رافعين شعارات منددة بالسماح بالحفل، كما قام بعض الشباب بالتمدد على الشارع لغلق منافذ الشارع والطريق المؤدي إلى المركز وأغلقوا المنافذ ما أدى للاصطدام بين رجال الأمن التي حاولت فتح الطريق أمام المارة.

واستخدمت قوات الأمن مسيلات الدموع لمواجهة موجات الشباب الذين تراوحت اعمارهم بين 12 و 20 سنة. ولجأ الشباب إلى حرق الإطارات وحاويات القمامة الموجودة بالقرب من المنطقة، في مشهد وصفه شهود عيان بأنه «مزعج، ولا مبرر له».

واضطر المتظاهرون إلى التراجع من أمام مبنى مركز المعارض إلى الساحة الواقعة بين مجمع البحرين )جيان( ومطعم مرمريز، واضرموا النار في حاويتين للقمامة، كما هاجموا الشرطة بالحجارة، وتدخل رجال الشرطة لتفريق المتظاهرين، ونجحوا في ذلك.

هذا، وأغلقت جميع المحلات الموجودة في المنطقة أبوابها بما فيها مجمع البحرين الذي حدث به إرباك شديد، وتم محاصرة عدد من الزبائن بعض الوقت، ولكن لم تمتد المواجهات إلى المجمع، كما لم تصب المباني المجاورة بأية أضرار.

تكسير السيارات

تعرضت بعض سيارات المارة للتكسير من قبل المتظاهرين، ومن بينها سيارة مراسلة وكالة الأنباء الألمانية شيرين بوشهري. كما تردد عن نقل الطفلة مريم عبدالله إبراهيم البالغة من العمر سبع سنوات إلى المستشفى الدولي لتلقي العلاج بعد إن أصيبت السيارة التي كانت تقلها مع عائلتها بطلقة مسيل دموع أحدثت انفجارا داخل السيارة. وأبلغ والد الطفلة «الوسط» أن «الطفلة كانت تنظر من نافذة السيارة أثناء مرور السيارة على الشارع الذي وقعت فيه الحوادث وما هي الا لحظات حتى سمعنا صوت اصطدام قوي وصراخ نتج عنه إصابة قوية في راس مريم».

وقال والد الطفلة إن «الأطباء طمأنوه على صحتها على رغم عمق الجرح الذي وصل إلى جمجمة الرأس، وعملت لها عملية خياطة في الرأس».

وصول نانسي

وكان الفنانان نانسي عجرم وراغب علامة وصلا إلى موقع الحفل في ظل حراسة مشددة في الساعة العاشرة والثلث، متأخرين بذلك أكثر من ساعة عن الوقت المحدد لبدء الحفلة.

وبدت التعزيزات الأمنية مشددة جدا في موقع الحوادث وتم منع دخول سيارات الإسعاف للمواقع القريبة من الحوادث. و أكد أحد رجال الإسعاف في حديث لـ «الوسط» إن «قسم الطوارئ تلقى الكثير من المكالمات التي تخبرهم عن وجود جرحى إلا أننا منعنا من قبل رجال الأمن من الدخول للأماكن القريبة من الحوادث».

وأضاف إن قسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي أعلن حالي الطوارئ والتأهب لتلقي أي إصابات وقد زاد من عدد سيارات الإسعاف التي كانت في الحال الطبيعي ثلاث سيارات إلى عشر سيارات لنقل المصابين، إلا أن القسم لم يتلق أي حالة إصابة حتى لحظة إعداد هذا التقرير، بحسب ما أبلغ مسئولو الطوارئ مراسل «الوسط».

وفي اتصال مع «الوسط» قال النائب الثاني لمجلس النواب عادل المعاودة ـ الذي قدم اقتراحا لم يناقشه مجلس النواب أمس الأول يقضي بمنع الحفل المذكور ـ قال موجها كلامه إلى وزارة الإعلام «لقد نصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين»، في إشارة إلى عدم موافقة الإعلام على إلغاء الحفل، «لأنه سيضر بصورة البحرين، وسيخسر القائمون على الحفل (شركة الترفيه العائلي) نحو 40 ألف دينار، هي كلفة الاستعدادات للحفل».

وأدان النائب عبدالله العالي الذي كان موجودا بالقرب من موقع الحوادث ما جرى، وقال «أنا متألم ومحبط، وقد حاولنا منع الحفلة»، مؤكدا أن الهدف من طرح الموضوع على مجلس النواب «ليس إلغاء الحفلة، بقدر ما هو منع هيجان الشارع».

وتمنى العالي لو كان هناك نوع من الهدوء والاحتجاج بشكل سلمي، وإن ما حدث «أمر لم نتمن أن يحدث ولو قبلت المبادرة التي طرحت على البرلمان لمنع الحفل لما حدث ما حدث»

العدد 412 - الأربعاء 22 أكتوبر 2003م الموافق 25 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً