العدد 2659 - الخميس 17 ديسمبر 2009م الموافق 01 محرم 1431هـ

حمد بوناشي... الطفل الكويتي الذي خطف الأضواء في القمة الخليجية

سادت روح التفاؤل والآمال لغة الصحافة الكويتية في تغطياتها للقمة الخليجية الثلاثين التي استضافتها الكويت يومي 14 و15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وتصدرتها مانشيتات عن «قمة القمم» و«قمة الانجاز».

واهتمت الصحف بالحدث قبل انعقاده، ففي الأيام التي سبقت القمة تناولتها بعض الصحف في افتتاحياتها أو مقالات كتابها، وبعضها خصص صفحة شعرية حيث تبارى الشعراء في التغني باجتماع القمة والترحيب بالضيوف. وهناك صحفٌ أخرى خصّصت للحدث صفحة أو صفحتين، وفي يومي القمة وأمس (الأربعاء)، خصّصت أكثر الصحف ما بين صفحتين إلى أربع أو خمس صفحات، علما بأن عدد الصحف الكويتية بلغ الآن 18 صحيفة، بينما كانت قبل عام واحد 16 فقط، وكانت قبل عامين لا تزيد عن ست صحف.

أحد أكبر المفاجآت في قمة الكويت الأوبريت الذي قدّمه الطفل الموهوب حمد جمال بوناشي، الذي استطاع أن يخطف الأنظار ويقدّم رسالة معبّرة باسم شعوب المنطقة إلى القادة.

الأوبريت كان ناجحا جدا، فقد استطاع أن ينتزع إعجابا كبيرا بين الإعلاميين وأفراد الجمهور، فضلا عن تفاعل القادة وتصفيقهم مرارا، وتجاوبهم معه بطريقةٍ عفوية، حتى أن العاهل السعودي ردّ عليه بكلمة: «تم» عندما طالبهم بالسماع لمطالبه، بينما حيّاه عاهل البحرين وأمير قطر أثناء مصافحتهم لهم بعبارة «هلا بالسمي».

الأوبريت الذي جاء باللهجة الكويتية العفوية المحبّبة، استطاع أن يكسر روتين افتتاح القمم التقليدية بامتياز، واستطاع أن ينقل صرخة الجيل الخليجي الجديد القلِق على المستقبل، وسط أمواج التغييرات العاصفة، والاضطرابات الاقتصادية والمشاكل السياسية. وكان معبّرا بحق عن تطلعات الناس الواقعية حين طلب تنفيذ مشروع واحد فقط كل عام ليستفيد منه أبناء الخليج، الذين يشعر الكثير منهم بمحدودية فعالية المجلس.

الطفل الصغير خاطب القادة بعفوية وثقةٍ وجرأةٍ ووضوح، دون أن يرتبك او يتلعثم سوى في لحظات قصيرة جدا. وفي ختام الاوبريت نزل إلى القادة الخليجيين وطلب مصافحتهم واحدا واحدا، وهو طلب قابلوه بالقبول والابتسامات.

الطفل الذكي حمد طالبٌ بالمدرسة المتوسطة (الإعدادية)، قال عن العرض انه يومٌ تاريخي لن ينساه أبدا، وان زملاءه بالمدرسة لم يكونوا يعرفون انه سيقدم هذه الفقرة أمام القادة. أما أبوه جمال الذي كتب القصيدة في ثلاثة أيام، فقال إن التدريب استغرق شهرا واحدا، وانه كتبه لمن هم في عمر ابنه ليعبّر عن أحلامهم.

المؤتمر الصحافي الذي عقد في المركز الإعلامي في ختام القمة، والذي جمع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي محمد الصباح، والأمين العام لمجلس التعاون عبدالحرمن العطية، استهله الوزير الكويتي بمخاطبة الطفل بقوله: «ابشر يا حمد فأنت قد تكون من الطلبة الذين سيدخلون الجامعة الخليجية، التي كانت من بين القرارات التي اتخذها قادة المجلس. وقد تنوّر بيتك بالكهرباء التي تُنتج في بلد خليجي آخر، وأن تستخدم العملة الخليجية الموحدة لشراء وجبة غذائك».

الأوبريت حرّك الكثير من الموجات، وأضفى حيوية كسرت تقليدية القمم، واثنتان من أكبر الصحف الكويتية (القبس والأنباء) خصّصت كل منهما صفحة كاملة لنشر لقاء مع الطفل وأبيه.

العدد 2659 - الخميس 17 ديسمبر 2009م الموافق 01 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً