دشن وزير شئون البلديات والزراعة جمعة الكعبي، مساء أمس الأول (الاثنين) مشروع «عاشوراء نرتقي»، بزراعة 300 وردة مقدمة من 300 عائلة في منطقة بوري، وذلك في حفل أقيم على ساحة مأتم الطويلة في المنطقة، بحضور عدد من النواب ورؤساء وأعضاء المجالس البلدية، وعدد من الوجهاء ورؤساء المآتم الحسينية والجمعيات الأهلية. ويعد مشروع «عاشوراء نرتقي»، امتدادا لحملة «ارتقاء» التي أطلقتها بلدية المنطقة الشمالية في شهر مايو/ أيار الماضي.

وأكد الكعبي أن حملة «ارتقاء» هي «حملة وطنية تهدف إلى الارتقاء بالبيئة والمجتمع والوطن ويجب استمرارها والعمل على تحقيق أهدافها في كل مناسبة».

وقال الوزير، في الكلمة التي ألقاها في بوري، إن مناسبة عاشوراء «هي مناسبة مهمة يحتفل بها البحرينيون وتقدم لها الدولة جميع الدعم الذي يضمن لها حضاريتها وصورتها المشرقة، التي تعكس مستوى الوعي لدى البحرينيين ومفهوم العيش المشترك بأزهى تجلياته في الذكرى».

وأضاف «نتطلع إلى استغلال مناسبة عاشوراء بالصورة الأنسب، كمناسبة حضارية إسلامية»، لافتا إلى أن العمل البيئي مشترك بين المجتمع والجهات الرسمية الحكومية.

وقال الكعبي: «إن طرح مشروع عاشوراء نرتقي، يؤكد أهمية هذه المناسبة الإسلامية، ويخلق مفاهيم جديدة، تعزز مفهوم الشراكة المجتمعية، كما أن هذه المناسبة الروحية، تحث على الأخلاق السامية عند كل فرد في المجتمع».

وأكد دعم الوزارة لمثل هذه «المبادرات الهادفة، التي تحقق التنمية المستدامة في البحرين»، شاكرا في الوقت نفسه القائمين على مشروع ارتقاء، وخصوصا مجلس بلدي الشمالية، والجهاز التنفيذي للبلدية».

كما دشن وزير شئون البلديات والزراعة «مسابقة عاشوراء نرتقي» لمأتم الطويلة في منطقة بوري، وقام أيضا بتدشين لجنة خدمة المجتمع بالمأتم نفسه، والتي وضعت اسم الحملة شعارا لها في هذا العام.

من جهته، قال رئيس مجلس بلدي الشمالية يوسف البوري: «إن مشروع ارتقاء الذي أطلقناه، حاولنا من خلاله استثمار كل المناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية والثقافية، لتعميق مفهوم الشراكة المجتمعية، وما ذكرى عاشوراء نرتقي إلا واحدة من الأهداف التي نريد تحقيقها على واقع ملموس».

وقال «أردنا أن نبرز من زاويتنا في العمل البلدي، حضارية موسم عاشوراء وعمق هذه المناسبة، نظرا إلى إقبال الآلاف على إحيائها، وهي ليست مقتصرة على مذهب أو عرق أو دين، لذلك نريد أن نستثمرها لبث الوعي البيئي بين جميع أفراد المجتمع».

وأضاف أن «الدور البلدي لا يقتصر على اتجاه معين، لكنه يستثمر المناسبات كلها، لإيجاد مفهوم الشراكة المجتمعية الحقيقي، فمن خلال المسابقة التي طرحت ورصدت لها جوائز مادية يمكن خلق حالة تنافسية بين مآتم المحافظة الشمالية، من أجل الحفاظ على البيئة»، مضيفا أنه «ليس الهدف الأسمى من خلال ذلك، الحصاد المالي، بل إضفاء طابع حضاري آخر على هذه المناسبة التي ينظر لها العالم من زوايا مختلفة».

وتابع أن «انطلاق المجلس البلدي والجهاز والتنفيذي في حملة عاشوراء يأتي ضمن المفهوم الشمولي والقائم على الشراكة المجتمعية، عاشوراء مدرسة وعنوان لحضارة شاملة مثلت القيم الكثيرة وجسدت المعاني الأصيلة والهادفة إلى رقي الإنسان، ولم تعد مناسبة عابرة بل كانت حاضنة لآمال وآلام الإنسان». وأضاف «طرحنا عاشوراء نرتقي لنعمق المشروع ونؤكد أهمية المناسبة، ونوجه إلى الاستفادة الكبرى منها والقيام بحملة شاملة ومتنوعة تستهدف الحفاظ على البيئة».

وأوضح البوري أهمية «أن تكون هناك مسابقة تحفز كل الجهات لإظهار عاشوراء بصورة تليق وقدسيتها الكبيرة، وما أحوجنا أن نقتدي بكل المآثر الخيرية التي جسدتها كربلاء عبر دروسها المختلفة». وأكد أن «الارتقاء بعاشوراء يأتي في إطار النهوض بالبحرين على الأصعدة كافة، وفي مختلف المناسبات عبر الاستثمار الجيد والواعي وخلق مفاهيم تزيد من الشراكة التي راهنا عليها وآتت ثمارها، وكان لزاما علينا أن نكمل المشوار من خلال مختلف المشاريع البيئية».

حسن: يجب أن نستثمر عاشوراء في الحفاظ على البيئة

قال مدير عام بلدي المنطقة الشمالية، عبدالكريم حسن: «إن مشروع عاشوراء نرتقي جاء ليعزز مبدأ الشراكة المجتمعية في الحفاظ على نشر الوعي البيئي»، مشيرا إلى أن هناك زيارات مستمرة طيلة أيام عاشوراء إلى مناطق وقرى الشمالية للتعريف بالحملة.

وأضاف أن «التعاون الذي نلتمسه من قبل الأهالي في جميع قرى الشمالية يشجعنا على تقديم أفضل الخدمات في موسم عاشوراء، وهذا ليس بغريب على أهالي المحافظة الشمالية الذين أثبتوا الشراكة القوية مع البلدية في مشروع ارتقاء».

وأوضح أن «الحملة الإعلامية بالحفاظ على البيئة والنظافة مستمرة من خلال موسم عاشوراء، ونحن سعينا إلى استثمار هذه المناسبة في نشر الوعي بمشاركة جميع فئات المجتمع، فالحملة اشترك فيها الكبير والصغير، وهذا ما نطمح له؛ أن نؤسس لجيل واعٍ بمسئولياته تجاه البيئة».