العدد 416 - الأحد 26 أكتوبر 2003م الموافق 29 شعبان 1424هـ

جمعية حماية المستهلك والعدسات اللاصقة

أين جمعية المستهلك من تلك السلعة التي انتشرت كالطاعون بين فتياتنا سلعة لها كل هذا التدمير والذي قد يصل إلى أن يفقد الإنسان نعمة الإبصار. أين هي من تلك الطالبة ذات السابع عشر ربيعا وقد فقدت بصرها بسبب سلعة اشترتها بأموالها؟

أليس لها الحق في التعويض عن بعض هذا الألم والظلام الذي تقاسيه؟ وإني لأتساءل مثل الكثيرين.

هذه الضحية بدأت في استعمال العدسات في عمر الرابعة عشرة أي طفلة. وكما ذكر في صحيفة «أخبار الخليج» بتاريخ 6 سبتمبر/ أيلول 2003 الصفحة الثانية تحت عنوان «لعدم التزامها بتعليمات استخدامها طالبة تفقد بصرها بسبب العدسات اللاصقة»!

ما القوانين التي تحكم البيع والدعاية والحصول على هذه السلعة والتي تتطلب الكثير من العناية والانتباه والحذر في استعمالها؟

هل يسمح لتلك السلعة التي قد تفتك بالبصر وتسبب العمى بأن تكون إعلاناتها في كل مكان في الشوارع والمجلات وغيره وموجهة إلى الفتيات وخصوصا في سن المراهقة؟

هل يذكر شيء عن العمى في الإعلانات وبخط كبير وواضح كمضاعفات محتملة بعد الاستعمال لسنوات قليلة؟

ما السن القانونية التي يحق للمستهلك بعد شراء واستعمال العدسات اللاصقة؟

أليس السن عاملا مهما في تقدير المخاطر والمضاعفات؟ لشراء أي دواء حتى لو مرهم من الصيدلية يتطلب وصفة طبية من دكتور وإمضاء لحماية المستهلك من سوء الاستعمال!

وهذه العدسات اللاصقة والخطيرة هل تتطلب وصفة من طبيب يستطيع أن يقيم العمر ودرجة الاحتياج والمخاطر والبدائل الأخرى الخالية من المخاطر ويشرح للمريض وللأهل احتمال العمى من سوء الاستعمال. وتكون الوصفة الطبية بالسماح للمريض باستعمال العدسات اللاصقة تكون تحت مسئوليته ومتابعته ويكون هو مسئولا قانونيا عن أية مضاعفات تحدث له.

أن تسقط طفلة في الظلام بعد ثلاث سنوات من استعمال العدسات اللاصقة في مملكتنا الحبيبة التي لا يتعدى سكانها النصف مليون. أليست ثمنا باهظا ومرعبا كبديل للنظارات العادية والتي لا تشكل عبئا يذكر في النظافة أو الاستعمال وهي لا تمس القرنية ولا تمنع عنها الأكسجين أو الغسل المجاني بالدمع المعقم والمليء بالأنزيمات التي تقتل الميكروبات والفطريات ويحمي العين والقرنية من أي ضرر؟

أليست النظارة تستحق أن تعود إلى حياة بناتنا لا العدسات اللاصقة بمخاطرها ورعب العمى الذي يسكن بين طياتها؟

أليست أيضا مؤشرا آخر على خطورة استعمال العدسات اللاصقة في بلادنا إذ نسبة التلوث مرتفعة من عادم السيارات والتدخين وقلة الأمطار والأشجار والحدائق؟

ألا يتطلب من جمعية أطباء العيون في البحرين التحرك بسرعة لانقاذ ضحايا جدد من المصير المظلم نفسه وذلك بوضع القوانين والتي تحدد العمر المسموح له والوصفة الطبية حدودها وشروطها ومسئوليتها القانونية؟

منع الإعلانات المضللة بالعبث بعقول أطفالنا في الوسائط الإعلامية المختلفة ونشر الوعي بكل وسائل الإعلام عن مخاطر العدسات اللاصقة على البصر.

مضاعفة الأسعار للعدسات اللاصقة سواء ملونة أو غير ملونة مقابل إمداد المستهلكين الذين تنطبق عليهم الشروط الطبية ويوافق الطبيب على اعطائهم وصفة بذلك وعلى مسئوليته. امدادهم مجاني وبصفة مستمرة وحتى تنتهي صلاحيتها بمحاليل التنظيف والكشف الدوري مجانا من قبل الطبيب المسئول والذي سمح لهم بشراء واستعمال العدسات اللاصقة وحتى تنتهي صلاحيتها.

والآن وحتى نستطيع أن نقدم شيئا يحمي بناتنا أمهات المستقبل علينا أن نفكر ونستشعر الألم والمعاناة.

ماذا لو كانت هذه الطفلة ابنتك أيها التاجر؟

ماذا لو كانت هذه الطفلة ابنتك أيها الطبيب؟

ماذا لو كانت هذه الطفلة ابنتك أيها المدير لجمعية حماية المستهلك؟

هي ابنتنا جميعا فلنعمل لها شيئا يأخذ بيديها في هذا النفق المظلم ولنعمل معا حتى لا تسقط لنا ابنة أخرى في الظلام بأيدينا.

آمال سلامة

العدد 416 - الأحد 26 أكتوبر 2003م الموافق 29 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً