أحييكم بتحية الأمل الذي ترسمون خيوطه بإصراركم وتحديكم منقطع النظير. أريدكم أن تعرفوا أني أعرفكم جيدا أعرف أنكم لا تختلفون عن بقية زملائكم بشيء لا بل تتفوقون عليهم في كثير من المجالات. أيضا أعرف أنكم أذكياء لا بل عباقرة أحيانا، أعلم أن أجسامكم سليمة وحواسكم أسلم وقد تستغربون أني أعلم شيئا مهما عنكم، شيئا تتميزون به عن باقي أصناف البشر، شيئا لا يتميز به إلا الفنانون والمبدعون وهو أنه لكل منكم إسلوبه أو نموذجه الخاص في التعلم. فمنكم من هو متعلم سمعي ومنكم من هو متعلم بصري ومنكم اللمسي ومنكم الحركي ومنكم ومنكم ومنكم... سبحان الله ما أجمل عالمكم تدركون هذا العالم بطريقتكم الخاصة لا يستطيع أي معلم مهما كانت قدرته أن يجعلكم تستوعبون بطريقته لا بل أنتم من تفرضون على من يتعامل معكم أن يتعامل تبعا لطريقتكم.

حتى أن ميولكم لها خصوصية أيضا فمنكم من هو كلي يتعلم ويدرك جيدا عندما تقدم له المعلومات في صورة كلية، ومنكم التحليلي الذي يستمتع وهو يتقدم خطوة خطوة وصولا إلى المعرفة في صورتها النهائية وهنا يكمن فن التعامل معكم. إذ لا يستطيع أحد أن ينجز معكم أي شيء من دون أن يعرفكم ويعرف هذه التفاصيل المهمة. ولكي أكون منصفا فإني أعرف أن لديكم بعض المشكلات المهمة فكثير منكم يتشتت انتباههم بسهولة ولا تركزون على المهمات المطلوبة ومنكم من هم كثيرو الحركة ولا يجلسون في مكان وإن جلسوا فإنهم يتململون ذات اليمين وذات الشمال وأعرف أن لدى كثير منكم بعض الصعوبات اللغوية، بالمقابل فإن قدراتهم سليمة في الرياضيات والعكس صحيح أيضا. ما نعرف عنكم ضعف دافعية بعضكم للدراسة وعدم تماشيكم مع زملائكم في مستوى التحصيل. أيضا تقديركم لذاتكم منخفض وتنظرون إلى أنفسكم على أنكم عديمو الجدوى ولا فائدة منكم. والشيء الأخير الذي يؤلمني أن أعرفه عنكم هو أن بعض أفراد المجتمع لا يحبونكم ولا يحبون أن تخالطوا أطفالهم ومنهم من يصنفكم تصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان سواء كانوا معلمين أم آباء ويتجاهلون أنكم أطفال عاديون تخلون من أية إعاقة وتحتاجون فقط إلى طريقة خاصة في التعلم تتوجه إلى الصعوبات الموجودة عندكم.

والآن أختم معكم يا أحبائي على أمل أن أجد من يفهمكم معي وأتوجه إليك عزيزي القارئ بأن تحلل وتمعن النظر فيما قلته في سطور مضت وتصور يرعاك الله.

اختصاصي التربية الخاصة بالمؤسسة البحرينية للتربية الخاصة