في عصر التنظيمات، وفي فترة مميزة تمر على مملكة البحرين، والتي تشهد فيها نموا كميا ونوعيا في عدد الجمعيات والهيئات الأهلية، لابد لنا من إلقاء الضوء على العمل النسائي والذي واكب هذه الحركة بكل خطواتها من خلال ازدياد عدد الجمعيات النسائية بأنواعها المختلفة واتجاهاتها المتنوعة.
فالسؤال المهم طرحه هو... ما الذي يجعل من الجمعيات النسائية والهيئات، ذات فاعلية متواضعة وتأثير خجول في الواقع المجتمعي وواقع المرأة خصوصا. وما الذي يعوقها ويربك خطواتها على رغم مضي وقت ليس بالقليل منذ انخراطها العملي بالمجتمع؟ أيها الأحبة، إننا وعلى رغم حاجتنا لمثل هذا النمو التنظيمي المتوسع، فإن هناك إشكالات كانت ومازالت عائقا لتفعيل دور المرأة المجتمعي ولتنشيط تأثيرها الذي يكمل حاجة الأمة. فهي نصف المجتمع وفقد تأثير النصف يعطل النصف الآخر.
ومن هذه الإشكالات المعوقة افتقار الجمعيات والتجمعات الأهلية النسائية إلى التخصصية والتقسيم النوعي المتطور، وغياب الكادر الفعال الكفؤ، والذي يجعل من الحركة النسائية حركة مشلولة وغير فاعلة، وغير قادرة على مواكبة التغيرات المستمرة في المجتمع البحريني.
ولذلك لابد لنا في هذا الجانب أن نكون واعين لأهمية التدريب والتأصيل المستمر لكل الطاقات والمواهب المتجمدة أو المغيَّبة بتجمعاتنا، وعدم الوقوف عند حد معين من المعرفة أو الإدراك والذي يعتبر آفة التطور والتقدم. إلى جانب التركيز المستمر على مسألة التجديد في حركاتنا بكل الأصعدة، ما يخلق روحا ونفسا جديدا فاعلا راغبا في العمل والعطاء.
وأخيرا، لا يمكن أن نغفل عن ذكر عائق آخر ربما نلحظ فيه تغيرا مبشرا في هذه الفترة؛ وهو النظرة المجتمعية عموما والأسرية حصوصا إلى المرأة وعملها وانطلاقها في الساحة. فهناك من الطاقات والكفاءات التي طمستها وغيبتها الأفكار الخاطئة والنظرة السلبية إلى المرأة، إلى جانب عدم الوعي الناضج والفهم السليم للحدود الدينية والتي وُضعت لضمان رقي المجتمع وتطوره في الإطار الإلهي والذي يكفل تفعيل كل الطاقات في المجتمع وتنظيمها.
زهراء هلال الزاكي
العدد 443 - السبت 22 نوفمبر 2003م الموافق 27 رمضان 1424هـ