دعا أمس رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون إلى اتخاذ خطوات جدية. في حين شكك اليمين واليسار الإسرائيلي في الخطة السياسية لشارون.
وأبدى غالبية قادة ونواب الأحزاب اليمينية واليسارية الصهيونية تشككهم في خطة شارون الجديدة وأكدوا قناعتهم بأن هذه الخطة هي مجرد أقوال في الهواء ليس أكثر، ولهذا فهي خطة لا تستحق أية ردود أفعال سريعة. وأبلغ حزبا المفدال والاتحاد القومي شارون بأنهما سينسحبان من الحكومة إذا تم تطبيق خطوات أحادية الجانب يجري في نطاقها تفكيك مستوطنات. وقال الوزيران الرئيسيان من الحزبين ايفي إيتام وأفيغدور ليبرمان إنه طالما أن هذه الخطوات الأحادية الجانب لا تزال في نطاق الأقوال فانهما لا ينويان اتخاذ خطوات متسرعة.
على ذلك دعا قريع شارون إلى اتخاذ خطوات جدية ملموسة من اجل استئناف الحوار بين الطرفين معربا عن أمله ألا تكون تصريحات شارون مجرد حملة علاقات عامة.
وقال قريع: نأمل أن تكون هناك خطوات جدية وذات مغزى وملموسة وذات مردود إيجابي على عملية السلام ونرجو ألا يكون ذلك مجرد خطوة علاقات عامة لأن الوضع لم يعد يحتمل، المطلوب مجموعة من الخطوات الجدية.
وكان قريع أعلن تأجيل اللقاء المقرر مع شارون دون تحديد موعد آخر للقاء وذلك بسبب مطالبة الطرف الفلسطيني بالتوصل إلى اتفاق مسبق بشأن الخطوات العينية التي ستتخذها الحكومة الإسرائيلية والتزاماتها بالنسبة للهدنة الجديدة. وكان شارون، أعلن عن خطة سياسية جديدة تنص على اتخاذ خطوات أحادية الجانب وتقديم الكثير من التسهيلات للفلسطينيين بشأن تهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات مشيرا إلى نيته إخلاء مستوطنات إذ اجتمع مع اللجنة الوزارية الخماسية لبحث وتنسيق الموقف الإسرائيلي. غير أن وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم أعلن أمس في القدس المحتلة ان لقاء شارون - قريع يمكن أن يعقد الأسبوع المقبل.
من جانبها اعتبرت القيادة الفلسطينية في بيان أن الحديث الاسرائيلي عن تسهيل حياة الفلسطينيين اليومية وإزالة مستوطنات عشوائية في الضفة الغربية يندرج في إطار «حملة خداع» للرأي العام المحلي والعالمي.
وقالت القيادة في بيان بعد اجتماعها مساء أمس الأول في مقر الرئاسة في رام الله بالضفة الغربية برئاسة عرفات أن الحديث عن تسهيلات يهدف «للتغطية على ان الحكومة الاسرائيلية لا تملك خطة للسلام وانها المسئولة عن تعطيل خطة خريطة الطريق» خطة السلام الدولية. وشددت على أن «الحديث الاسرائيلي عن التسهيلات وعن الإزالة المستقبلية لبعض النقاط الاستيطانية ليس سوى جزء من حملة خداع للرأي العام الداخلي والعالمي» في إشارة إلى تصريحات شارون. وفي موضوع آخر قال البيان إن القيادة «ترحب بالجهود التي تبذلها مصر برعاية الرئيس حسني مبارك في مجال الحوار الفلسطيني وخصوصا فيما يتعلق بالوصول للهدنة ووقف اطلاق النار». داعية الشعب الفلسطيني إلى «تعزيز وحدته الوطنية ونبذ جميع مظاهر الفوضى وتكريس سيادة القانون».
وميدانيا أكدت مصادر فلسطينية أن جنديا إسرائيليا أصيب صباح أمس بجراح خلال محاولة قوات الاحتلال الإسرائيلي التوغل في البلدة القديمة من نابلس القديمة. وأشار المواطنون إلى أن تلك القوات تمركزت فجرا في محيط البلدة القديمة لمدينة نابلس ثم اعتلى عدد من الجنود الإسرائيليين أسطح المنازل والمباني المشرفة على حي القصبة وشارع النصر داخلها وشرعوا بإطلاق الأعيرة النارية بشكل مكثف ولم يبلغ عن إصابات. وخلال ذلك وقعت اشتباكات مسلحة حسب شهود العيان الذين أكدوا كذلك إصابة جندي إسرائيلي ولكن المصادر الإسرائيلية لم تعترف بذلك حتى الآن. وأوضحت المصادر أن العملية الإسرائيلية التي تمت فجرا استهدفت إلقاء القبض على من تصفهم «إسرائيل» انهم مطلوبون لديها وكما تحدثت مصادر الصحافة الإسرائيلية فان تلك القوات اعتقلت أحد نشطاء حماس في مدينة نابلس بهذه العملية ولم يتم التعرف على هويته حتى اللحظة.
وفي غزة أطلقت قوات الاحتلال النار بشكل عشوائي وبكثافة تجاه دوار «ملكة» بالقرب من الخط الشرقي. وأفادت مديرية الأمن العام الفلسطيني في قطاع غزة أن قوات الاحتلال أبعدت أمس مواطنين من الضفة الغربية إلى قطاع غزة. وقالت المديرية إن قوت الاحتلال أبعدت المواطن سامر صبحى محمد بدر (7 2 عاما) من سكان بيت لقيه قضاء رام الله والمواطن علاء فؤاد إبراهيم حسونة (7 2 عاما) من سكان نابلس إلى قطاع غزة. وذكرت ان قوات الاحتلال تركت المواطن بدر عند مستوطنة «نتساريم» جنوب مدينة غزة والمواطن حسونة بالقرب من مستوطنة «دوغيت» شمال القطاع.
عمّان - قنا
قالت مصادر فلسطينية إن جهودا تبذل للمصالحة بين رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق محمود عباس (أبو مازن). وقالت مصادر سياسية في مكتب عرفات إن المستشار الاقتصادي لعرفات والذي كان أحد مقربيه محمد رشيد بذل جهدا في هذا الشأن كما يعتبر محمد رشيد من مقربي محمود عباس (أبومازن) أيضا.
وكان محمد رشيد غادر مناطق السلطة قبل عدة أشهر متجها إلى مصر وبعد ذلك إلى أوروبا. وقالت مصادر في السلطة الفلسطينية إن عرفات غضب غضبا شديدا على محمد رشيد الذي كان يدير جميع حسابات عرفات الإدارية والخاصة إلا أنه اضطر إلى تركها بعد أن نقلت لتدار على يد سلام فياض، ولكنه استمر في إدارة الحسابات الخاصة.
وأفادت تقارير صحافية أن رشيد هرب وأخذ معه مبالغ مالية وعلى ما يبدو فإن عودة محمد رشيد إلى مناطق السلطة قبل عدة أيام استهدفت محاولة للعودة إلى مركز القوة والتقرب من عرفات. يشار إلى أن لمحمد رشيد علاقات مع مسئولين إسرائيليين وشركات إسرائيلية رائدة ورجال أعمال إسرائيليين أمثال يوسي غينوسار. ومن غير الواضح فيما إذا كانت عودة رشيد ستعيده إلى الاندماج في المساعي السياسية التي تبذل في الأيام الأخيرة من أجل استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين و«إسرائيل»
العدد 445 - الإثنين 24 نوفمبر 2003م الموافق 29 رمضان 1424هـ