بدا رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد غير آبه بالتداعيات التي أعقبت تصريحاته عن دور اليهود المدمر في مختلف أنحاء العالم، والمهدد للسلم العالمي، وباشر أمس الأول السبت في روما انتقادات، كانت الأعنف حتى الآن، لمنظمة التجارة العالمية، موضحا أنها لا تهتم إلا «بزيادة ثروة الأغنياء على حساب الفقراء» كما اقترح فرض ضريبة عالمية على الشركات المتعددة الجنسيات، وقال مهاتير خلال افتتاح المؤتمر نصف السنوي الثاني والثلاثين لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية (فاو): «نجري مفاوضات لتحرير التجارة داخل منظمة التجارة العالمية. يريد الأغنياء من الفقراء فتح بلدانهم من اجل استغلالهم بطريقة أفضل فالأغنياء هم من يحدد أمر اليوم».
وكانت منظمة «فاو» وجهت الدعوة إلى مهاتير المعتاد على إطلاق تصريحات مثيرة للجدل، والذي واجه انتقادات حادة خلال الفترة الأخيرة بسبب تصريحات اعتبرت معادية للسامية.
وأضاف مهاتير: «إن مفاوضات منظمة التجارة العالمية تهدف إلى زيادة ثروة من هم أغنياء»، واقترح فرض ضريبة عالمية على الشركات المتعددة الجنسيات تدفعها من الأرباح التي تكسبها من عملها في البلدان الفقيرة إذ اليد العاملة رخيصة الكلفة. وأوضح في هذا الصدد «لقد حان الوقت لكي يطالب الأعضاء الأكثر فقرا في منظمة التجارة العالمية بضريبة عالمية على الشركات التي تشكل جزءا من الشروط أمام فتح الأسواق». وقال مهاتير «لا تكتفي الدول الأرستقراطية في العالم بعدم اهتمامها سوى لماما بالدول الفقيرة وإنما تسعى إلى استغلالها أكثر»، مشيرا إلى أن هذا الوضع لا يمكن أن يؤدي سوى إلى العنف والاحتجاجات، وسيغذي الإرهاب العالمي ويعززه.
وسيحدد المؤتمر الذي يستمر حتى العاشر من الشهر المقبل برنامج عمل الوكالة وموازنتها لسنتي 2004 و2005.
كما سيبحث المؤتمر التقرير الأخير بشأن الغذاء في العالم إذ أكدت الفاو أن عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية يزداد بعد تراجعه إبان سنوات التسعينات.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة العالمية (فاو) بدأت أعمال دورتها الثانية والثلاثين في العاصمة الإيطالية روما التي تعد المقر الدائم للمنظمة أمس الأول، وقال متحدث باسم «فاو» للصحافيين في وقت متأخر من مساء أمس الأول: «إن المجتمعين سيناقشون على مدار أسبوعين وضع الأغذية الزراعية في العالم وخطط عمل المنظمة الخاصة بها والمشتركة بينها وبين منظمة الأمم المتحدة، فضلا عن استعراض التقدم الحاصل على صعيد تنفيذ خطة العمل الدولية بشأن منع الصيد غير القانوني ومبادرة المنظمة الخاصة بمكافحة الجوع»، وأضاف: «كما ستتركز المناقشات على التقدم الحاصل بشأن المعاهدة الدولية الخاصة بالموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة، إضافة إلى المسائل المتعلقة بالبرنامج والموازنة ومسائل قانونية إدارية مختلفة». ومن المتوقع أن يوافق المجتمعون على انضمام أربع دول جديدة للمنظمة هي: أوكرانيا وميكرونيسيا وتوفالو وتيمور الشرقية ليرتفع عدد أعضاء المنظمة إلى 188 دولة
العدد 451 - الأحد 30 نوفمبر 2003م الموافق 05 شوال 1424هـ