شهد مجلس الشورى الإيراني جلسة صاخبة أمس بعد ان وصف النائب المحافظ علي إمامي راد بعض زملائه الإصلاحيين بأنهم «صهاينة» واتهم الحكومة والإصلاحيين بدعم «الثورة المضادة». وندد إمامي راد «بتواطؤ» الإصلاحيين مع «المعارضين للثورة» في الخارج وبالاتصالات بين المسئولين الإصلاحيين وعناصر وكالة الاستخبارات المركزية (سي.اي.آيه) ومحاولات «عملاء لأميركا والصهاينة في البرلمان (...) إضعاف الهيئات الثورية وخصوصا حراس الثورة» وحدة النخبة التي شكلها النظام غداة الثورة الإسلامية في 1979. وقال في خطاب نقلته مباشرة إذاعة طهران ان «الاستكبار العالمي (العبارة المستخدمة للإشارة إلى الولايات المتحدة) وحد أعداء الثورة وأرسلهم إلى الساحة تحت اسم الإصلاحيين لمحاربة الدين والشعب» الإيراني.
وأضاف «لماذا تتصرف الحكومة بطريقة تحمل الشعب على الاعتقاد بأنها تدعم المعارضة وان التيار الذي يتمتع بالغالبية في البرلمان (الاصلاحيين) يدعم أعداء الثورة»، وتابع «إنني واثق من ان الشعب الإيراني سيرمي هؤلاء الخونة في سلة مهملات التاريخ» خلال الانتخابات التشريعية المقررة في 20 فبراير/شباط المقبل. وطلب من مجلس حراس الثورة الذي يسيطر عليه المحافظون والمكلف بالموافقة على الترشيحات للانتخابات المختلفة بعدم السماح بوجود هؤلاء «الخونة» أثناء الانتخابات المقبلة.
وكان يشير تحديدا إلى الخطاب الذي ألقاه الأسبوع الماضي النائب الإصلاحي عن اصفهان احمد شيرزاد الذي أكد ان إيران أعطت ذرائع لخصومها بسبب إخفاء معلومات عن الملف النووي وانتهاكات حقوق الإنسان. وبعد كلمة إمامي راد احتج عدة نواب إصلاحيين بشدة على هذا الخطاب. وصرح النائب الإصلاحي حسين أنصاري راد «كيف يسمح نائب لنفسه بازدراء البرلمان بهذه الطريقة؟». ومضى يقول «إذا كانت هذه الاتهامات صحيحة فإنني سأستقيل فورا من البرلمان وسأنزع عمامتي أيضا» طالبا من رئيس مجلس الشورى التحرك. على صعيد متصل، منعت نحو خمسين طالبة إيرانية أمس شيرين عبادي من إلقاء خطاب في جامعة الزهراء للنساء، حسبما أفاد أعضاء في الجامعة ومكتب عبادي. وصرح مسئول في هذه الجامعة الواقعة في طهران بأن «نحو خمسين طالبة منعن شيرين عبادي من إلقاء خطابها الذي الغي». وانضمت طالبات إلى المتظاهرات، وهتفت المتظاهرات «الموت لعبادي» و«شيرين الأميركية اطلبي الصفح» و«الله اكبر»
العدد 454 - الأربعاء 03 ديسمبر 2003م الموافق 08 شوال 1424هـ
