العدد 458 - الأحد 07 ديسمبر 2003م الموافق 12 شوال 1424هـ

ثمن تخلي أمراء الحرب الأفغان عن السلاح

مزار الشريف - كيم سنجوبتا 

07 ديسمبر 2003

حدث تطور في عملية جمع أسلحة الفصائل الأفغانية المتنافسة هذا الاسبوع، عندما وافق أحد اكثر الجنرالات قوة، عبدالرشيد دشتم مبدئيا بالتخلي عن أسلحة ميليشياته الخاصة.

وجاء عرض دوستم بتسليم جميع معداته العسكرية الثقيلة بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة خلف الكواليس بدأت بعد قتال نشب بينه وبين قائد منافس آخر اسمه عطا محمد. وأفسد القتال فعلا عملية جمع الاسلحة التي تدعمها الأمم المتحدة.

ويعتبر دوستم شخصية مخيفة في تاريخ الأفغان الحديث. فقد ذكر مرارا انه أمر بإعدامات جماعية للمجرمين، الذين عادة ما يموتون سحقا بالدبابات. وقد تفاوض على تسليم الدبابات والمدفعية مع البعثة العسكرية والدبلوماسية التي تتخذ من مزار الشريف مقرا لها وسط اقطاعية القائد الشمالية.

وبالعودة إلى موافقته على التخلي عن أسلحته يعتقد انه حصل على امتيازات كبيرة، اذ يتوقع جنرال الحرب، وهو وزير دفاع سابق، ان يعود إلى مجلس الوزراء، فيما ستدفع مساعدات دولية تقدر بملايين الدولارات إلى قاعدة قواته شمال افغانستان.

وسلم دوستم وعطا جزءا من أسلحتهما إلى فريق يقوده الكولونيل ديك ديفيس من سلاح المهندسين البريطاني، بعد وقف إطلاق النار.

وسافر الجنرال دوستم مباشرة بعد انهاء محادثاته مع ديفيس إلى كابول في طائرة هيروكليس بريطانية للالتقاء مع الرئيس حامد قرضاي. وقال مسئولون حكوميون ان الصفقة ستستخدم لمفاوضات أخرى مع جنرالات حرب آخرين مثل اسماعيل خان في هيرات أو غل آغا من قندهار.

ورحب أنصار قرضاي بالاتفاق الذي تم مع دوستم باعتباره نقطة تحول مهمة، فالرئيس المدعوم أميركيا يرى تراجع صدقيته لعدم قدرته على السيطرة على جنرالات الحرب، إلى جانب تمرد الطالبان في الجنوب البشتوني، وإهمال الأميركان والبريطانيين لقضية إعادة البناء لتركيزهما على مصالحهما في غزو العراق وآثاره العنيفة. وهنأت إدارة بوش قرضاي رسميا على هذا الانجاز، واعتبرتها حقبة جديدة في التاريخ الأفغاني بعد الطالبان.

ويقول مصدر سياسي كبير انه تم اتباع سياسة العصا والجزرة، لإحضار دوستم إلى طاولة المفاوضات، فبينما كان الفريق البريطاني يفاوضه كانت الطائرات الأميركية تحلق فوق رؤوس قواته. كما استغل تسليم الجنرال عطا الذي يدعمه فهيم خان لأسلحته لدفع دوستم الاوزبكي لتسليم سلاحه. وعلق عطا قائلا: «من الصعب على من أصبح قويا بسبب اسلحته أن يتخلى عنها، ودوستم أصبح جنرالا بسبب سلاحهن ومن دونها لن يعود الجنرال دوستم على الإطلاق».

ينشر المقال بالاتفاق مع صحيفة «الاندبندنت» البريطانية

العدد 458 - الأحد 07 ديسمبر 2003م الموافق 12 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً