العدد 2339 - الجمعة 30 يناير 2009م الموافق 03 صفر 1430هـ

العصفور يدعو لحل الأزمات وعدم ترك الأمور تتفاقم

شدد خطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور في خطبته يوم أمس (الجمعة) على ضرورة حل الأزمات القائمة على مختلف الأصعدة والمستويات، وقال: إن «مع كل النظرة المتكونة لدى البعض التي قد تبدو متشائمة إلى حدٍ ما، فإنه يمكن القول إن جميع الأزمات والمشكلات مهما تكن في حجمها واتساعها وتعقيداتها ومهما تكن أسبابها ومناشئها، فهي ليست مستعصية على الحل ولا يمكن بحال الاستسلام للأمر الواقع وترك الأمور تتجه نحو التفاقم».

وتحدث العصفور عن المشكلات والأزمات التي يعاني منها الإنسان المعاصر، وقال: «إننا في عصر أقل ما يوصف بأنه عصر التعقيدات والأزمات التي طالت تقريبا جميع مناحي الحياة، وأن إنسان اليوم بات يعيش حالا من الاضطراب والقلق لكثرة ما يعانيه من ضغوط تحاصره في كل اتجاه جراء ما يعايشه ويعانيه من تفاقم الأزمات المعاصرة في عالمنا».

وذكر العصفور حديث النبي (ص) الذي يقول فيه: «ما أنزل الله من داء إلا وجعل له دواء»، فإن هذا الحديث الشريف يلفت أنظارنا إلى حقيقة مهمة وهو أن ما يعرض على جسم الإنسان من أمراض بدنية مهما تكن في مستواها وخطورتها فهي قابلة للعلاج، والمسئولية تحتم على الإنسان ألا يقف متفرجا ولا يستسلم أمام الأمراض والأدواء التي تفتك بالبشرية، وأن مسيرة العلم والبحث تبقى مستمرة للوصول إلى العلاج النافع، فالمهم هنا هو كيفية التوصل إلى العلاج وكيفية استكشاف الدواء، وهو ما يحتاج إلى تشخيص دقيق لمعرفة الأسباب وإلى بحث وجهد وصبر ومشوار من التجارب والعمل المتواصل من قبل المختصين في هذا الشأن.

وتابع العصفور «هكذا الحال أمام المشكلات الأخرى التي يواجهها الإنسان سواء كانت اجتماعية أم اقتصادية أم سياسية أم أمنية، فلا توجد مشكلة أو أزمة ليس لها حل، فنحن نعلم حجم الأزمة المالية التي اجتاحت العالم، والتي لاتزال تداعياتها مستمرة وكما يقال إنها في بداياتها»، موضحا أن «هذه الأزمة لم تكن وليدة اليوم وإنما نتيجة تراكمات قضايا متشابكة ومعقدة يعرفها المختصون في مجال الاقتصاد والمال، ولو كانت هناك معالجة حقيقية وجادة لهذه الأزمة في بدايتها لكان الوضع قد اختلف».

وواصل العصفور «إننا في هذا البلد كما يعلم الجميع نواجه أوضاعا غير مستقرة، وهنا نسأل ما هي الوسائل الكفيلة للخروج من هذا الاحتقان؟ وهل يمكن ترك الأمور بهذا الشكل بحيث تتفاقم الأمور؟، فإن الأمر يتطلب وقفة من الجميع لتحمل المسئولية في هذه المرحلة تجاه سلامة البلد والوطن بأن يجتمع أهل الرأي من علماء ووجهاء وأصحاب الكلمة المسموعة وأصحاب التجربة والخبرة والعقل من مختلف القطاعات وجميع الأطراف بلا استثناء ليتدارسوا الوضع ويتشاوروا في مختلف الأمور والقضايا، وأن يطرحوا تصوراتهم وآراءهم والحلول المقترحة التي لا شك ستكون مفيدة ومثمرة، وأن ينقلوا هذه المرئيات والتصورات إلى المسئولين وإلى السلطة السياسية في البلد التي لا نشك في أنها تتعاطى مع هذا الأمر بما فيه خير ونفع للبلاد».

العدد 2339 - الجمعة 30 يناير 2009م الموافق 03 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً