أفاد المدير العام لمركز شفاء الجزيرة الطبي محمد علي كروان تودي أن الشركة بانتظار موافقة بلدية المنامة على منحه ترخيص لتوسيع المبنى الذي يعمل فيه حاليا من خلال البناء في الأرض المجاورة التي سبق وأن حصل على ترخيص من وزارة الصحة بهذا الخصوص، وقال كروان تودي خلال مقابلة مع «الوسط» أن هذه الموافقة ستسهم في توسيع الخدمات التي يقدمها «شفاء الجزيرة».
من جانب آخر، كشف كروان تودي عن أن المركز (المستشفى) تستعد لفتح فرع آخر لها في البحرين، لافتا إلى أن 60 في المئة من المراجعين لـ «شفاء الجزيرة» هم من البحرينيين. وتحدث كروان تودي عن خدمات متميزة يقدمها المستشفى للبحرينيين والمقيمين تشمل مجالات طبية مختلفة.
وفيما يأتي نص اللقاء الذي أجرته «الوسط» مع كروان تودي...
متى كانت انطلاقة مركز شفاء الجزيرة الطبي؟
- بداية المركز كانت في المملكة العربية السعودية منذ 25 عاما مضت، وكانت البداية في مدينة جدة، ولدينا الآن 5 مستشفيات فيها، و5 مستشفيات أخرى في الرياض، وفي المملكة العربية السعودية نتواجد حاليا في أكثر من 10 مستشفيات، وقد بدأنا في سلطنة عمان قبل نحو 6 سنوات. أما بالنسبة إلى مملكة البحرين فقد كانت البداية في 10 يونيو / حزيران من العام 2004. ونخطط حاليا لافتتاح فرع آخر للمستشفى في البحرين.
كم عدد الطاقم الطبي العامل لديكم في شفاء الجزيرة؟
- يضم «شفاء الجزيرة» الآن 137 موظفا في مختلف التخصصات الإدارية والطبية، بينهم 27 طبيبا، وقد كانت بداية المستشفى بأربعة أطباء فقط، ويضم المستشفى كذلك صيدلية ومختبرا يقدم الخدمات للمرضى في الوقت نفسه من دون الحاجة إلى الانتظار، ولدينا كذلك أشعة صوتية، إلى جانب ذلك يجري المستشفى العمليات الجراحية البسيطة.
كيف تقيّم الخدمات التي يقدمها «شفاء الجزيرة»، وما هي الميزة التي يمتلكها عن غيره من المستشفيات؟
- «شفاء الجزيرة» يستهدف استقطاب المرضى من ذوي الدخل المحدود من خلال الخدمات الطبية المميزة التي يحرص على تقديمها، وهناك حركة كبيرة للعلاج لدينا من قبل ذوي الدخل المحدود. ومن الخدمات التي يقدمها المستشفى الفحص ما قبل الزواج بالتنسيق مع وزارة الصحة فضلا عن إجراء الفحوصات للعمال قبل التحاقهم بالعمل. ويضم المستشفى كذلك عيادة خاصة للأسنان يعمل بها 6 أطباء وتستقبل العيادة يوميا ما بين 80 إلى 100 مريض. كما يضم المستشفى كذلك قسما خاصا لطب العيون. ونعمل على إضافة أقسام متخصصة في القلب والجراحات الأخرى، وهناك علاج طبيعي خاص للرجال وآخر للنساء بشكل منفصل.
ما هي جنسيات الأطباء العاملين في «شفاء الجزيرة»؟
- لدينا أطباء من باكستان وبنغلاديش، ولدينا أطباء من الهند ومصر كذلك.
هل يقتصر المرضى الذين يراجعون «شفاء الجزيرة» على الجنسية الهندية فقط، أم أن هناك تنوعا في المرضى لديكم؟
- يستقبل «شفاء الجزيرة» يوميا نحو 800 مريض، أكثر من 60 في المئة منهم من الجنسية البحرينية.
من خلال تجربتك، ما هي أكثر الأمراض انتشارا بين البحرينيين؟
- لا توجد إحصاءات دقيقة في هذا المجال، ولكن بشكل عام أكثر الأمراض هي الروماتيزم بسبب نسبة الرطوبة العالية في البحرين، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالمملكة العربية السعودية .
ألا توجد لديكم خدمة الطوارئ لنقلهم إلى المستشفى؟
- هذه الخدمة غير متوافرة حاليا في المستشفى، ولكن في الحالات الطارئة هناك تنسيق مع مجمع السلمانية الطبي لنقل المرضى.
هل تعتقد أن القطاع الخاص قادر على تحقيق نجاح في المجال الطبي؟
- القطاع الخاص قادر على النجاح في المجال الطبي، فهذا القطاع قادر على الدخول وبقوة في المجال الطبي وخدمة الناس بأسعار مناسبة فضلا عن تحقيق أرباح جيدة.
هل تعتقد أن نجاح «شفاء الجزيرة» هو بسبب استهدافه ذوي الدخل المحدود؟
- أعتقد أن «شفاء الجزيرة» قريب من ذوي الدخل المحدود، وأيضا قريب من البحرينيين والدليل أن أكثر من 60 في المئة من المراجعين للمستشفى هم من البحرين، وإدارة المستشفى تحرص على توفير المناخ المناسب لتقديم الخدمات الطبية المتميزة، من خلال الأطباء والممرضين المهرة، فضلا عن الجوانب اللوجستية المتمثلة في توفير مواقف للسيارات.
نحن نعتني بالمرضى وبالتالي نحصل على الكثير من الزبائن، كما نوجه الأدوية التي نحصل عليها بالمجان لمساعدة الفقراء ممن لا يستطيعون دفع قيمة الأدوية.
هل هناك أنشطة للمستشفى تستهدف تقديم مساعدات للمجتمع؟
- يقوم المستشفى خلال إجازة عيد العمال (1 مايو / أيار) وإجازة العيد الوطني (16 ديسمبر / كانون الأول) بعمل زيارات إلى سكن العزاب لعلاجهم وتقديم الأدوية لهم بالمجان، ولدينا أكثر من 100 موقع لسكن الآسيويين العزاب لخدمتهم.
في سكن العزاب هناك فقراء لا يعلمون بطبيعة مرضهم أو لا يستطيعون الذهاب للمستشفى لتلقي العلاج، ومن باب خدمة المجتمع نحن نتواصل معهم ونقدم المساعدة الطبية اللازمة لهم. في إحدى المرات عالجنا1800 عامل، وفي المرة الأخرى تم علاج 2000 عامل.
كذلك تم تنظيم حملة طبية مع دار يوكو لرعاية الوالدين ولاقت نجاحا ملموسا. وكذلك لنا مساهمات في نشاطات المؤسسة الخيرية الملكية، والمستشفى يتبنى أنشطة مع الشركات الكبرى في البحرين مثل شركة زين.
وما هي أكثر المشكلات التي يعانون منها؟
- الرشح والسعال والأنفلونزا عموما.
ما سبب اختيار هذا الاسم «شفاء الجزيرة»؟
- الشفاء تعني العناية، أما الجزيرة فهي استقاء من الجزيرة العربية لأن الانطلاقة كانت من جدة بافتتاح أول فرع للمستشفى، أما في الدول الأخرى فيحمل المستشفى أسماء أخرى.
هل من مشكلات تواجه «شفاء الجزيرة»؟
- حاليا استأجر المستشفى أرضا مجاورة له للاستفادة منها في توسعة مقر المستشفى، وقد حصلنا على رخصة للتوسعة من وزارة الصحة، وننتظر موافقة بلدية المنامة على اعتبار أننا ندفع إيجارا شهريا، ونشير هنا إلى أن موافقة بلدية المنامة ستساعد المستشفى على تقديم المزيد من الخدمات وتحسين الجودة.
«التنمية الاقتصادية» يشجع القطاع الخاص... والمستشفيات الخاصة تنتعش مع تحرير السوق
رؤية مملكة البحرين الاقتصادية حتى العام 2030 تستهدف نقل الاقتصاد البحريني «من الريادة إقليميّا إلى المنافسة عالميّا»، وهذا الطموح يتطلب الانتقال من اقتصاد قائم على الثروة النفطية إلى اقتصاد منتج قادر على المنافسة عالميّا، ترسم الحكومة معالمه، ويتولى القطاع الخاص عجلة تنميته بشكل يوسع الطبقة الوسطى من المواطنين البحرينيين الذين ينعمون بمستويات معيشية عالية جراء زيادة معدلات الإنتاجية والوظائف ذات الأجور العالية.
وكل هذه الآمال تتطلب اعتماد المجتمع والحكومة على مبادئ الاستدامة، والتنافسية، والعدالة، وذلك لكي تتهيأ لكل مواطن بحريني السبل التي تمكنه من تجسيد قدراته الكاملة، وعيش حياة ٍ كريمة وآمنة... تلك هي طموحات الرؤية الاقتصادية حتى العام 2030.
الرؤية تقول إن النجاح الاقتصادي المستقبلي للمملكة سيؤثرعلى المجتمع بشكل أوسع، ويؤدي إلى إيجاد قاعدة عريضة لازدهار المجتمع، ومن أجل ذلك فإن هناك حاجة إلى حفز وتعزيز العدالة وأن يلتزم القطاعان العام والخاص بالشفافية، وتوفير أجواء التنافس الحر العادل في جميع المعاملات، سواء أكان ذلك مرتبطا بالتوظيف أم بمزاد عام لبيع أراض أم ترسية مناقصة، ويكمن دور الحكومة في توفير الإطار القانوني والتنظيمي الذي يضمن حماية المستهلكين، وهذا يعني استئصال الفساد، والسعي إلى التطبيق العادل للقوانين.
والرؤية طرحت موضوع تعزيز استدامة التمويل الحكومي بخفض الاعتماد على الإيرادات النفطية لتمويل النفقات الحالية من أجل ضمان الاستقرار المالي المستدام، وذلك لكي تتمكن الحكومة من خفض اعتمادها على الإيرادات النفطية لتمويل نفقاتها المتكررة، بهدف استخدام ثروة البحرين النفطية لتقوية نظام التعليم، والرعاية الصحية، وإيجاد المناخ المعيشي والاقتصادي الجذاب.
وكانت البحرين تحدثت عن تنشيط القطاع الصحي في القطاع الخاص، وبالفعل تحركت العجلة في هذا الاتجاه، وكان الحديث عن أن مثل هذا القطاع سيخدم الفئات المتوسطة وفوق المتوسطة، ولكن نظرة على واقع الأمر نجد أن هناك من يعمل في القطاع الخاص لخدمة ذوي الدخل المحدود بشكل مجز اقتصاديّا، وعلى هذا الأساس تحدثت «الوسط» مع مدير عام «شفاء الجزيرة» الذي استطاع أن ينمو من خلال تقديم الرعاية الصحية إلى ذوي الدخل المحدود للتعرف على أسباب النجاح، ولكي ينفتح المجال أمام الآخرين للتوجه الى جميع قطاعات المجتمع، وتحريك القطاع الخاص بشكل أكثر فاعلية.
العدد 2339 - الجمعة 30 يناير 2009م الموافق 03 صفر 1430هـ