العدد 465 - الأحد 14 ديسمبر 2003م الموافق 19 شوال 1424هـ

صدام حسين أسير «الفجر الأحمر»

المنامة، عواصم - بنا، وكالات 

14 ديسمبر 2003

على رغم نجاح قوات الاحتلال الأميركية في اعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في «جحر» بالقرب من تكريت فإن عمليات المقاومة لم تتوقف إذ سجلت عدة انفجارات قبل وبعد تأكيد الخبر أسفر أعنفها عن مقتل وإصابة العشرات.

ووعد الرئيس الأميركي جورج بوش أمس بأن صدام «سيواجه العدالة التي حرم الملايين منها»، لكنه قال - في كلمة متلفزة موجهة إلى الأميركيين - إن اعتقال صدام لن ينهي الهجمات، ولكنه يشكل نهاية «حقبة قاتمة ومؤلمة». ودعا العراقيين إلى وقف الهجمات.

ومن جانبها، ذكرت محطة «سي بي اس نيوز» أن صدام نقل إلى الخارج.

وفي إطار ردود الفعل، قال مصدر مسئول بوزارة الخارجية البحرينية إن «هذا اليوم يمثل فتح صفحة جديدة لعراق جديد». ومن جهته، أبدى الرئيس الفرنسي جاك شيراك «ارتياحه»، ودعا رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير إلى تجاوز الماضي، في حين أعربت إيران عن ارتياح كبير وطالبت بمحاكمة علنية.

ميدانيا، دوت مساء أمس ثلاثة انفجارات في بغداد إضافة إلى انفجار سيارة خارج فندق فلسطين. وكان انفجار ضخم أدى صباحا إلى مقتل وإصابة العشرات في الرمادي.


ماذا يعني اعتقال صدّام؟!

بيروت - إلياس حنّا

أكّد الاميركيّون اعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدّام حسين. أُطلقت في بغداد والمدن الرئيسيّة العيارات الناريّة ابتهاجا وبكثافة، ولكن ما أهميّة هذا الاعتقال؟

إنّه انتصار كبير لقوات التحالف وخصوصا الاميركيّة. وهو نصر كبير للرئيس جورج بوش بالتأكيد. وسيكون لهذا الاعتقال انعكاس إيجابيّ على نسبة التأييد الأميركية لاستراتيجيّة الرئيس بوش. وسيبدو الحزب الديمقراطي ضعيفا تجاه هذا الإنجاز.

إنّه نصر معنوي للقوات الاميركيّة، وخصوصا بعد أن عجز الأميركيون عن اعتقال أسامة بن لادن.

«قد يعني هذا الأمر، أنه أصبح للقوّات الاميركيّة مصادر متعدّدة للمعلومات عن المقاومة، وخصوصا على الصعيد البشري. وهذا أمر حيوي كي تنجح الحروب ضد المقاومة. وسيتقدّم الكثير ممّن لديهم معلومات عن النظام القديم، وخصوصا في مجالات أسلحة الدمار الشامل، من قوات الاحتلال لتقديمها.

إنّه تحرّر لمن كان خائفا من إمكان عودة الرئيس المخلوع. كما انّه حافز للمتردّدين في الانضمام إلى مسيرة مجلس الحكم الانتقالي. وقد يؤدّي هذا الاعتقال إلى استسلام ما تبقّى، من القيادات السابقة.

إن اعتقال الرئيس المخلوع، قد يعني نهاية حزب البعث العراقي إلى غير رجعة. إنّه نهاية مرحلة، وبداية مرحلة جديدة.

إنّ اعتقال الرئيس المخلوع، سيضفي المزيد من الشرعيّة على «مجلس الحكم الانتقالي».

إن الاعتقال، سيردع كل من تسوّل له نفسه معارضة قوات الاحتلال. كما سيؤدّي إلى جعل المثلّث السنّي، أقرب إلى عقد اتّفاق ما، أو تسوية مع قوات الاحتلال. كما سيكون له تأثير سلبي على هذا المثلّث، لجهة القدرة السياسيّة المستقبليّة على الساحة العراقيّة.

سيؤدّي هذا الاعتقال إلى تسريع عمليّة إعادة بناء القوى العسكريّة العراقيّة الجديدة.

ويرجى أن نرى مسرحيّة كبيرة جديدة عن عمليّة محاكمة الرئيس المخلوع، ليكون عبرة لغيره.

ولكن، هل الاعتقال يعني انتهاء عمليات المقاومة العراقيّة؟

إذا كان الرئيس العراقي هو من كان يقود المقاومة. فقد يعني اعتقاله، ضربة قويّة لها.

وإذا ما أرادت المقاومة الاستمرار، فهذا قد يحتّم وجود قيادات بديلة قادرة على الاستمرار. ومع اعتقال الرئيس صدّام، يمكننا القول إنه لا توجد قيادة بديلة لديها التأثير نفسه.

بعد مقتل ولدي الرئيس صدّام، عدي وقصي، استمرّت المقاومة. وقد فُسّر هذا الامر بأنهما كانا خارج عمليات المقاومة. وان الرئيس صدّام هو الذي كان يقودها.

يبقى أمر المقاومة ومصيرها متعلّقين، بما قد يحدث في مرحلة ما بعد الاعتقال. فهل ستستمرّ؟ إذا «نعم»، بمن، وبقيادة مَنْ؟ وما دور «القاعدة»؟

ولكن الغريب في الأمر أن عمليّة الاعتقال، جرت من دون إطلاق طلقة واحدة، حسبما عبّر عنه الجنرال الاميركي سانشيز في المؤتمر الصحافي. فكيف يُفسّر هذا الأمر؟ وأين عناصر الحماية؟ ولماذا لم تدافع المقاومة عن قائدها وملهمها؟ فهل حصل ما لا نعرفه حاليّا؟

ولكن الأكيد أن مرحلة جديدة بدأت في العراق. ويبقى الأمر في إمكان خروج العراقيّين من هذه المرحلة بأقلّ خسارة ممكنة، ومن دون إظهار الأمر وكأنه انتقام فئة معيّنة من فئة أخرى، لم تكن مسئولة عن التاريخ الدموي للنظام السابق، وبناء مستقبل زاهر لعراق كان وسيبقى القلب النابض للعالم العربي. فهل هذا ممكن؟


طالباني أول من أعلن الخبر وعزيز تعرّف عليه

اعتقال صدام بعد مطاردة استمرت أكثر من ثمانية أشهر

عواصم - وكالات

استغرق الأمر عدة ساعات عاشها العراقيون والعالم اجمع في قلق وهم يترقبون صدور تأكيد نبأ اعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. فمنذ أن نقلت وكالة الأنباء الإيرانية ظهر أمس عن الزعيم الكردي جلال طالباني انه القي القبض على صدام في تكريت مضت ساعات طوال حتى ظهر الحاكم المدني بول بريمر في مؤتمر صحافي ليزف الخبر السعيد والى جانبه عضو مجلس الحكم عدنان الباجة جي وقائد القوات الأميركية في العراق ريكاردو سانشيز.

وقال طالباني متحدثا على الحدود العراقية الإيرانية: إن «القوات الاميركية أعلنت في تكريت أنها ألقت القبض على صدام ». كما قال مسئول كبير في الاتحاد الوطني الكردستاني طلب عدم ذكر اسمه انه «بناء على معلومات أفادت بان صدام يختبئ في منزل في تكريت، قامت القوات الخاصة الكردية التابعة للاتحاد الوطني بزعامة كسرت رسول علي وقوات خاصة أميركية باعتقاله».

وجاءت عملية اعتقال صدام بعد مطاردة استمرت أكثر من ثمانية اشهر. وباعتقال صدام يكون قد قتل أو اعتقل 41 من المسئولين العراقيين السابقين الذين تلاحقهم القوات الأميركية من اصل 55 مسئولا.

وقال بريمر: «أيها السادة لقد أوقعنا به» مضيفا «الطاغية رهن الاعتقال» ما أثار موجة من البهجة والتصفيق بين المشاركين. وقال الباجه جي إن أربعة من أعضاء المجلس نقلوا لرؤية الرئيس المخلوع في الحجز وتأكدوا من هويته. وأعلن انه كان «غير نادم ومتمردا». وفي واشنطن أعلن مسئول في البنتاغون طلب عدم ذكر اسمه انه ألقي القبض على الرئيس العراقي السابق «حيا» في منطقة تكريت شمال بغداد. وأعلن رئيس مجلس الحكم العراقي عبد العزيز الحكيم في مدريد اعتقال «المجرم» صدام حسين والتحقق من هويته بواسطة فحص للحمض الريبي النووي «دي ان ايه»: مضيفا انه سيحاكم أمام القضاء العراقي.

في الإطار ذاته قال مسئول في إدارة التحالف إن نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز ساعد في تأكيد هوية صدام بعد اعتقاله. وأبلغ المسئول الذي اشترط عدم ذكر اسمه رويترز «لقد تم التعرف عليه بمساعدة طارق عزيز». ولم يحدد المسئول ما يعنيه.


فريق للعمليات السرية الخاصة شارك في العملية

واشنطن - وكالات

صرح مسئولون في وزارة الدفاع الأميركية بأن فريقا للعمليات السرية الخاصة شارك القوات الأميركية النظامية في القبض على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بالقرب من تكريت.

وقال متحدث بارز في الوزارة طلب عدم الكشف عن اسمه إن «هذه الوحدة العسكرية عكفت على العمل على هذا الهدف العسكري المحدد لفترة طويلة». ولم يدل المسئول بأي تفاصيل أخرى عن هذه الوحدة مؤكدا انه حتى اسم هذه الوحدة سري. وقال مسئولون عسكريون في وقت سابق إن وحدة عمليات خاصة تسمى «قوة المهمات 20» كلفت بتعقب صدام وغيره من القادة البارزين في النظام العراقي السابق في أعقاب الغزو الأميركي للعراق في مارس/آذار الماضي. إلا أن مسئول الدفاع قال إن قوة «المهمات 20» لم يعد لها وجود وان وحدة سرية أخرى هي التي شاركت في القبض على صدام أمس الأول. وأضاف ان الكتيبة القتالية الأولى من فرقة المشاة الرابعة توجهت إلى موقع القبض على صدام لإغلاق المنطقة خلال ساعة ونصف من تلقي القادة معلومات استخباراتية عن مكان وجود صدام. ولم تتضح بعد طبيعة المعلومات الاستخباراتية التي تلقتها القوات الأميركية. إلا أن المعلومات التي تمخضت عن التحقيقات التي أجريت مع عراقيين القي القبض عليهم في عمليات مداهمة أخيرة في المنطقة قادت إلى القبض على صدام، طبقا لما أفاد به مسئول بارز أخر في وزارة الدفاع

العدد 465 - الأحد 14 ديسمبر 2003م الموافق 19 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً