العدد 466 - الإثنين 15 ديسمبر 2003م الموافق 20 شوال 1424هـ

جلالة الملك: أفكر في كل فرد منكم

مركزا على رفعة الحياة المعيشية للمواطنين

قال صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إن اهتمام جلالته ينصب أساسا على رفعة حياة المواطنين البحرينيين أيا كان موقعهم من هذا الوطن.

وركز جلالته في الكلمة التي ألقاها بمناسبة عيد الجلوس والعيد الوطني على عظم الدور الذي يقوم به الآباء والأمهات قائلا: «إني أفكر في كل أب وأم من رجال البحرين ونسائها الساهرين على تربية أجيالنا الجديدة، ذخر المستقبل ورصيدنا الإنساني والحضاري الذي هو ثروة البحرين الأولى في عصر التقنية والمعرفة»، وكذلك جميع العاملين في مختلف القطاعات.

وثمّن عاهل البلاد جهود «بناة الوطن» من الآباء والأجداد الذين بذلوا الجهد الوافر لتصل البحرين إلى ما وصلت إليه اليوم.

وركز جلالة الملك في خطابه على أهمية المشاركة الفاعلة من قبل المواطنين عبر المؤسسات الدستورية والمنابر الحرة، وأهمية حماية هذه الحرية بالقانون «والذي لن يعلو عليه أي فرد أو صوت أو اعتبار»، مشيرا إلى أنه يستمع إلى «صاحب كل رأي مخلص دون استثناء»، مسندا جلالته «الكلمة الأخيرة إلى الضمير الوطني والإرادة الشعبية».

وقال: «نحن لم نقم بما قمنا به من إصلاحات إلا كي يصل شعب البحرين من خلال قنواتها الدستورية إلى ما يصبو إليه من رخاء وازدهار ورفعٍ لمستوى معيشته في مختلف الأصعدة. وذلك ما نعاهدكم على مواصلته بحول الله ثم بإرادتكم المخلصة ووعيكم المستنير».


جلالة الملك في كلمة بمناسبة العيد الوطني وعيد الجلوس:

لن يعلو أي فرد أو صوت أو اعتبار على الدستور والقانون

الرفاع - بنا

قال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إن دستور المملكة «هو الحاضن والحامي للجميع، والذي لن يعلو عليه أي فرد أو صوت أو اعتبار في بلد القانون والمؤسسات».

وجدد جلالته خلال كلمة ألقاها «من القلب» بمناسبة العيد الوطني المجيد وعيد الجلوس «الدعوة لكل مواطن مخلص، أيا كان اجتهاده ورأيه، إلى التكاتف معنا لخدمة شعبنا العامل في سبيل الحياة الكريمة التي يستحقها»، مشددا على أنه لا يحصر التفكير والمشاعر «في الإطار السياسي، بل تنطلق إلى حياة كل مواطن ومواطنة في عمق المجتمع البحريني بأكمله». وهنا نص الكلمة:

يطيب لنا أن نتحدث إليكم اليوم حديثا من القلب بمناسبة العيد الوطني المجيد وعيد جلوسنا إذ أردناهما مناسبة وطنية واحدة من كل عام في السادس عشر والسابع عشر من ديسمبر، تيمنا ووفاء لكافة بناة الوطن من الآباء والأجداد في كل موقع وساحة من ساحات العمل والنضال الوطني، من الذين وجهوا وقادوا وكانوا في مقدمة الصفوف تضحية وعطاء في دفاعهم عن حياض الوطن وحريته وكرامته.

ومعهم، يدا بيد، أولئك المواطنون الأشداء في الزمن الصعب الذين خاضوا البحر وزرعوا الأرض تحت كل نخلة وشراع، في سبيل العيش الكريم وتنشئة الأبناء والبنات وتزويدهم بسلاح العلم والأخلاق من أجل غد بحريني أجمل نعيش اليوم اشراقته، ونتحمل باعتزاز مسئوليته بعد أن انتقلت إلينا الراية خفاقة عالية، فأعدنا صياغة الحياة في ظلها الوارف، بكرامة الحرية للمزيد من التقدم والرفعة والرخاء لكافة مواطنينا المخلصين الذين يعتزون بشرف الانتماء للبحرين، ويقدرون ذكرى من ضحوا من أجلها.

أيها المواطنون والمواطنات:

نتحدث في كل يوم من أيام العام، عبر مؤسساتنا الدستورية ومنابرنا الحرة عن مختلف شئوننا العامة في سبيل الإصلاح... وهو ما استمع إليه من صاحب كل رأي مخلص دون استثناء... وتسعدني ممارستكم المسئولة لهذه الحرية التي سنحميها معا، بوعينا الوطني وإخلاصنا للمستقبل الأفضل قبل كل شيء، وكذلك بقوة القانون المستمد من مبادئ وبنود دستور المملكة وهو الحاضن والحامي للجميع، والذي لن يعلو عليه أي فرد أو صوت أو اعتبار في بلد القانون والمؤسسات... مجددين الدعوة لكل مواطن مخلص، أيا كان اجتهاده ورأيه، إلى التكاتف معنا لخدمة شعبنا العامل في سبيل الحياة الكريمة التي يستحقها: مسكنا وتعليما وعملا ورعاية شاملة، وذلك ما ينبغي ألا نتردد فيه حكومة أو قوى سياسية بأية مبررات. وعلى الجميع تحمل المسئولية في ظل ديمقراطية العمل الوطني وشفافيته، والكلمة الأخيرة في ذلك للضمير الوطني والإرادة الشعبية.

أيها الإخوة والأخوات:

واليوم في عيدنا الوطني بالذات، الذي هو عيد الجميع، فإن مشاعري وأفكاري لا تنحصر في الإطار السياسي، بل تنطلق إلى حياة كل مواطن ومواطنة في عمق المجتمع البحريني بأكمله.

إني أفكر في كل أب وأم من رجال البحرين ونسائها الساهرين على تربية أجيالنا الجديدة، ذخر المستقبل ورصيدنا الإنساني والحضاري الذي هو ثروة البحرين الأولى في عصر التقنية والمعرفة.

كما أفكر في واقع العاملين والعاملات في كل ورشة ومعمل، وفي طموح المهنيين والفنيين والكفاءات العالية في كل مصنع ومصرف ومنشأة، وفي جهد المدرسين والمدرسات في كل مدرسة ومعهد وجامعة، وفي أوضاع الموظفين والعاملين في مختلف الخدمات والإدارات الحكومية والأهلية في جميع المرافق. ومعهم جنبا إلى جنب أفراد قواتنا المسلحة وقوى الأمن العام في مختلف المهام والواجبات وهم يتولون اليوم حماية أمن المواطنين وحرياتهم طبقا للمفهوم المتطور لقوى الأمن في الديمقراطيات المتقدمة.

من أجل هؤلاء المواطنين والمواطنات في كل موقع. وعلى كل شبر من البحرين أدعو الجميع إلى بذل أقصى الجهد لتحقيق تطلعاتهم المشروعة في الحياة الحرة الكريمة، كي نرفع البناء فوق ما حققناه، بفضل الله، من إنجازات نعتز بها، ويقدرها العالم أجمع وهي انجازات نعتقد بإخلاص انها تستحق التطوير والمتابعة حفاظا عليها، وحفاظا لمسيرة المشاركة والانفتاح ونحن لم نقم بما قمنا به من اصلاحات إلا كي يصل شعب البحرين من خلال قنواتها الدستورية، إلى ما يصبو إليه من رخاء وازدهار ورفع لمستوى معيشته في مختلف الأصعدة. وذلك ما نعاهدكم على مواصلته بحول الله ثم بإرادتكم المخلصة ووعيكم المستنير الذي أعتمد عليه، بعد الله، لنصل جميعا إلى ما نبتغيه من تطور واكتمال. هكذا يغدو النجاح نجاحا للجميع، في وطن الجميع، هذا الوطن الذي ظل منتميا لوطنه الكبير، ولخليجه العربي الذي نتطلع بثقة إلى المزيد من تقارب دوله وشعوبه في القمة المقبلة لدول مجلس التعاون بدولة الكويت الشقيقة، برئاسة الأخ الكبير الشيخ جابر الأحمد الصباح بثاقب حكمته وخبرته.

ويطيب لي أن أعلن هنا باسمكم أن مملكة البحرين مستعدة للعمل مع شقيقاتها لتحقيق مشروع المواطنة الخليجية الموحدة بما توفره من مزايا وحقوق لمواطنينا بدول المجلس كافة، ولاصدار العملة الخليجية الواحدة حسب البرنامج المقرر، هذا مع تطوير هيئة المجلس الاستشارية وتفعيلها بما يواكب المشاركة المنشودة في دولنا الشقيقة، متطلعين إلى نقلة نوعية في مسيرتنا المشتركة لصالح شعوبنا وبما يستجيب للمستجدات في جوارنا وفي العالم أجمع.

وتبقى سفينة البحرين مبحرة برايتها الخفاقة في كل الآفاق، عاما بعد عام، ونبقى معكم على العهد من أجل أيامنا الأجمل.

معربين عن أعمق الشكر والمحبة لأبناء شعبنا الوفي الذين جعلوا من العيدين موسما للفرح الحقيقي، والوفاء المتبادل، والولاء الأصيل. وفقكم الله ورعاكم بعين عنايته... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

العدد 466 - الإثنين 15 ديسمبر 2003م الموافق 20 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً