العدد 466 - الإثنين 15 ديسمبر 2003م الموافق 20 شوال 1424هـ

«مجمع سترة التجاري»... حلم الأهالي بدأ يتحقق

لم يعد الاحتفال بالعيد الوطني يعني الاقتصار على الحديث عن ذكريات امتزجت فيها المعاناة بالسعادة، فتجاوزنا هذه المرحلة ليصبح الاحتفال بالعيد الوطني يعني وقفة لمراجعة الحسابات، وللتعرف على حجم الإنجازات، ولنعرف أين نحن مما تخطط له الدولة.

فمع المكرمات الملكية التي دشنها جلالة عاهل البلاد، أمر جلالته ببناء مجمع تجاري جديد جنوبي جسر سترة، على امتداد شارع مجلس التعاون من الناحية الشرقية، ويمتد إلى البحر من الناحية الغربية، توهب نسبة من أسهم ملكيته إلى الأسر المحتاجة من أبناء المنطقة.

أما كلفة المشروع، فقد تضاربت تصريحات المسئولين بشأنها، فبدأت التصريحات بخمسة ملايين دينار، ووصلت حتى عشرة ملايين، وجاء رأي المدير العام للبلديات جمعة الكعبي ليحسم الأمر وليؤكد أن كلفة المشروع بلغت ستة ملايين دينارا.

استبشر أهالي سترة خيرا بهذا المجمع الذي سيوفر فرص عمل للعاطلين، ويسهم في تخفيف معاناة الناس، وكان من المقرر أن يوضع حجر الأساس لهذا المشروع في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحدد أكثر من موعد لوضع حجر الأساس، وفي كل مرة يتأجل، ولا أحد يعرف السبب.

أهالي سترة يتحدثون عن تأخير تنفيذ المشروع، والمسئولون يؤكدون بدء المرحلة الأولى للتنفيذ.

المشروع تأخر

علي منصور السواد (تاجر من أهالي سترة) يقول: «استقبل أهالي سترة حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى عندما جاء لزيارة سترة - وكان ذلك في بدايات تدشين عهد الإصلاح والانفتاح - كما يستقبل الأبناء أباهم (...) كان استقبالا حارا سالت فيه دموع الفرح، حتى أن موكب جلالة الملك استغرق فترة طويلة ليصل إلى بيت وزير البلديات محمد منصور الستري، وقد أوجز أهالي سترة مطالبهم التي قدمت لجلالة الملك والتي كان أهمها البطالة التي يعاني منها الشباب فنحن في سترة وحدها حوالي 65 ألف نسمة، وهذه تشكل نسبة كبيرة من مجموع سكان البحرين، ومن هنا جاءت مكرمة الملك بإنشاء مجمع سترة التجاري لتوفير الكثير من فرص العمل».

السواد يرى أنه منذ الزيارة الميمونة لم يتحقق سوى مطلب واحد وهو إنشاء مدرسة ثانوية للبنات، «حتى النادي النموذجي الذي وعدنا به المسئولون منذ سنوات طويلة لم ينشأ، مع أن هذا النادي سيخدم شباب المنطقة ويحميهم من الضياع».

ويختم: «تم تخصيص الأرض لإقامة المجمع التجاري، وأوكلت المهمة للشركة المنفذة، وسمعنا عن زيارات ميمونة أخرى لوضع حجر الأساس للمجمع التجاري، ولكنها تأجلت ولا نعرف سبب التأجيل، ونخشى أن يتأخر التنفيذ».

حل الاختناق

ويرى محمد السواد (موظف في وزارة الصحة) أن هذا المشروع سيسهم في حل مشكلة الاختناقات المرورية على جسر سترة ويقول: «المجمعات التجارية بشكل عام تبنيها الدول وفقا لاحتياجات السوق، وتوفر القوى الشرائية في منطقة معينة نظرا لتزايد كثافتها السكانية، وبالنسبة إلى المجمع التجاري في سترة، فهو مطلب قديم للأهالي، فمنذ سنوات طويلة وهم يحلمون بوجود مثل هذا المجمع، وبفضل الزيارة الميمونة تجسد هذا الحلم، ونحن في انتظار التنفيذ ووضع حجر الأساس، وأهداف هذا المجمع لا تقتصر على وجود سوق يوفر خدمات شرائية لأهالي المنطقة، وإنما تجاوز إلى أهداف أكبر تتضمن توفير فرص عمل للشباب، تخصيص نسبة من ريع المجمع لأهالي المنطقة، وهذا يعني أن وجود هذا المجمع سيسهم في حل أكثر من مشكلة».

ويضيف: «إن وجود هذا المجمع في سترة سيحد من الازدحام المروري على الجسر، لأن أهالي سترة يذهبون إلى المناطق الأخرى لشراء احتياجاتهم لعدم وجود سوق توفر تنوع السلع، وهذا ما يؤدي إلى وجود الاختناقات المرورية على الجسر، ولذلك فوجود هذا المجمع سيحد من هذه المشكلة». ويعرب عن أمله أن يساهم وجود هذا المجمع في تشغيل بعض العاطلين من الأهالي، لكي لا تقتصر فرص العمل على البيع، «ولكن يجد البحريني فرصته في إدارة هذا المجمع أيضا».

التنسيق مفقود

ولعضو المجلس البلدي وممثل المنطقة السابعة في المنطقة الوسطى السيد رضا حميدان رأي مختلف في هذا المشروع إذ يقول: «كان من المفروض أن يوضع حجر الأساس منذ شهر ونصف الشهر ضمن برنامج زيارة يقوم بها جلالته إلى المنطقة، ولكن الزيارة أجلت، وسمعنا أن جلالة الملك المفدى سيضع حجر الأساس في نهاية الشهر الحالي (...) نحن لا نملك الكثير من المعلومات عن هذا المشروع لأن التنسيق مفقود بيننا وبين البلدية، ففي رأيهم أن المشروعات الكبيرة هي من اختصاص البلدية وليست من اختصاص المجالس البلدية، وهذا لا يتناسب مع بنود القانون، ويعد تصرفا فرديا... ربما رئيس المجلس البلدي أكثر إطلاعا بالتفاصيل».

شروط محددة

وعن إيجابيات المشروع يقول: «إن هذا المجمع التجاري يمكن أن يساهم في الرواج التجاري، ويمكن أن يتيح فرص عمل لبعض شباب المنطقة، ولكن هذا غير مؤكد، فعلى سبيل المثال كم عدد العاملين من منطقة السنابس الذين يعملون في مجمعات السيف والبحرين والعالي؟ فالواقع يؤكد أن العدد القليل إن لم يكن النادر أيضا الذي يتم توظيفه من أهالي المنطقة في المشروعات هذه، بالإضافة إلى أن وجود هذه المجمعات أدى إلى حدوث ضوضاء واختناقات مرورية من تردد الناس عليها، ثم إن منطقة سترة لم تعتد هذه النوعية من المجمعات، فهي منطقة سكنية، بل تكاد تكون مغلقة، فإذا كان هذا المجمع أشبه ببعض المجمعات التي تكون ملتقى للمراهقين والمراهقات، فسيكون له أثر سلبي على البنية الثقافية والاجتماعية، فالناس يتحدثون عن الآثار السلبية لثقافة التسكع في المجمعات التي ظهرت منذ التسعينات، على البنية الثقافية والاجتماعية، فكيف يكون الوضع إذا وجد هذا المجمع في منطقة مثل سترة؟».

ويقول حميدان: «حتى يحقق هذا المجمع أهدافه، لابد أن يوجد في ضوء شروط محددة تناسب طبيعة أهالي المنطقة».

واقع وليس حلما

ويؤكد المدير العام لوزارة البلديات والزراعة جمعة الكعبي، أن مشروع المجمع التجاري في سترة بدأ تنفيذه رسميا في أغسطس/آب الماضي، ومن المتوقع أن يكتمل المجمع ويفتتح في شهر أبريل/ نيسان في العام 2005.

وقال: «نسير وفق برنامج زمني محدد، وهذا المشروع الذي يقام على مساحة كلية تبلغ 46 ألف متر مربع، والذي بلغت كلفته ستة ملايين دينار، سينفذ على ثلاث مراحل، وسيحتوي الطابق الأرضي على سوق ضخمة توفر مختلف السلع لأهالي المنطقة، ويخصص 840 موقفا للسيارات في المجمع على غرار مجمع البحرين، وسيضع ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، حجر أساس المشروع في نهاية الشهر الحالي».

وعن وجود توجه قصر الوظائف في المجمع على العاطلين من أبناء المنطقة، يعلق الكعبي «لم يتم التطرق حتى الآن إلى الشئون الإدارية للمجمع، فلازلنا في المرحلة الإنشائية ولكل وقت حديث، وليتأكد الأهالي أننا نعمل على أن يحقق هذا المجمع أهدافه التي أهمها تشغيل شباب المنطقة، وتخصيص نسبة من دخله للأسر المحتاجة»

العدد 466 - الإثنين 15 ديسمبر 2003م الموافق 20 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً