نبهت أوساط قريبة من القيادة العسكرية الأميركية في العراق أمس إلى احتمال حدوث مساومة مع الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين تقضي بإلغاء عقوبة الإعدام أو عدم تقديمه لمحاكمة عراقية، مقابل دعوته لأنصاره بالتخلي عن المقاومة وتسليم أسلحتهم. وأشارت تلك الاوساط إلى أن بعض القادة العسكريين في مراكز صنع القرار في بغداد يضغطون على وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» للسماح لهم بمفاتحة صدام بهذه الصفقة على إثر تصاعد الهجمات التي يتعرض لها جنود الاحتلال.
عواصم - وكالات
أعلنت الشرطة العراقية أمس ان مجهولين قتلوا بالرصاص ثلاثة عراقيين بينهم مسئول سابق في حزب البعث، وأصابوا امرأة بجروح خطرة في الساعات الـ 24 الماضية في النجف.
وأوضح الملازم رائد جواد عبدالسادة ان مجهولين يستقلون دراجة أطلقوا النار على المسئولة السابقة في حزب البعث لمياء عباس الشيل بينما كانت تصطحب ابنها فادي ضياء حسين إلى مدرسته الابتدائية سيرا على الأقدام ما أسفر عن مقتل ابنها وعن إصابتها بجروح خطرة.
وأضاف ان لمياء أصيبت بعدة رصاصات في الصدر والرأس في الحادث الذي وقع في حي حديقة الملك غازي المكتظة. وكان مجهولون أطلقوا النار مساء الجمعة على علي قاسم التميمي ومحمد عمار خضير وهما داخل احد المحلات التجارية في النجف ما أدى إلى مقتلهما، حسب المصدر نفسه.
وقال ضابط شرطة أمس إن ثلاثة من رجال الشرطة قتلوا وأصيب اثنان عندما فتحت القوات الأميركية النار على دورية في شمال العراق الليلة قبل الماضية بعد ان ظنت أنهم لصوص. وقال الضابط عبدالسلام زنغنة لرويترز إن القوات الأميركية أطلقت النار على سيارتين تقلان رجال الشرطة في منطقة سليمان إلى الجنوب من مدينة كركوك.
إلى ذلك قام رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار أمس بزيارة مفاجئة للكتيبة الاسبانية المنتشرة في الديوانية، واجتمع مع قائدة القوة الاسبانية الجنرال فولجنسيو ومع حاكم المنطقة. كما قام وزير الداخلية البرتغالي انطونيو فيغيريدو لوبش بزيارة خاطفة للناصرية وتفقد كتيبة الحرس الوطني الجمهوري. في غضون ذلك أكد الحاكم المدني بول بريمر ان الحكومة العراقية المقبلة ستتمتع بسيادة كاملة لمحاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين والمسئولين في نظامه السابق. وقال بريمر في حوار تلفزيوني إن «الحكومة العراقية ستكون ذات سيادة تامة وتتسلم مهماتها في نهاية يونيو/حزيران وسيكون حالها حال أية حكومة في العالم تتمتع بسلطة على محاكمها ومؤسساتها القضائية». وأشار إلى أن الحكومة العراقية تملك حق طلب استرداد مسئولين في النظام السابق فروا إلى الخارج لمحاكمتهم. وأكد «حق الشعب العراقي في محاكمة صدام للجرائم كافة التي ارتكبها ضده»، مشيرا إلى أن الرئيس جورج بوش «أيد محاكمة صدام بشكل علني ونريد أن يرى الشعب العراقي ان العدالة تحققت». كما أكد ان أعضاء حركة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة لن يبعدوا إلى إيران بل إلى ثلاث دول أخرى يجري تحديدها بالتعاون مع الأمم المتحدة ومجلس الحكم. وقال بريمر «نريد إشراك المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة للمساعدة في اقامة هؤلاء في ثلاثة بلدان».
واختتمت في العراق أمس الجولة الأولى من المباحثات بين مجلس الحكم ووفد للجامعة العربية. بعد أن أصدر الوفد بيانا مقتضبا قال فيه انه أجرى مباحثات مفيدة مع وفد عراقي برئاسة السفير بسام كبة. ودعا رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان خلال اجتماع مع رئيس مجلس الحكم عبدالعزيز الحكيم قوات التحالف إلى تسليم السلطة للشعب العراقي ليحكم نفسه بنفسه بعد أن تنهي مهمتها وتحقق الأمن في العراق. وقال ضابط أميركي ان الرجل الذي وشى بصدام كان الساعد الأيمن للرئيس العراقي خلال الأشهر التي أعقبت الإطاحة بنظامه، وأضاف «انه شخص فاسد ويجب أن يقبع في السجن بقية حياته» مستبعدا أن يحصل الواشي الذي لم يكشف اسمه على مكافأة الـ 25 مليون دولار، والواشي رهن الاعتقال حاليا في مكان مجهول
العدد 471 - السبت 20 ديسمبر 2003م الموافق 25 شوال 1424هـ