تستعد دبي للاحتفال بافتتاح أضخم معالمها الحضارية (برج دبي)، الذي يعد بمثابة مدينة عمودية متكاملة تعانق السحاب. فهو أمسى أطول برج في العالم، بعدما تمكن خلال العام 2008 من الارتقاء إلى مستوى أطول هيكل معماري في العالم، بتجاوزه ارتفاع برج KVLY-TV للبث التليفزيوني في داكوتا الشمالية في الولايات المتحدة الأميركية، بارتفاع 628.8 مترا (2063 قدما).
كما تفوّق على برج «تايبيه 101» في تايوان، (508 أمتار، (1667 قدما)، الذي حمل لقب أطول ناطحة سحاب في العالم منذ العام 2004؛ وبرج «سي إن تاور» في تورونتو في كندا (553.33 مترا، 1815.5 قدما)، الذي كان يعتبر أطول هيكل قائم بذاته في العالم منذ العام 1976 ، لذلك أصبح برج دبي من أبرز معالم الإمارات وأهم مزاراتها السياحية.
وفي تمام الساعة التاسعة صباحا من يوم الاثنين المقبل، سيعلن حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تدشينه للبرج الأول من نوعه على مستوى العالم، بحضور عدد من الشخصيات العالمية التي لم يفصح عنها بعد.
ووفقا للعضو المنتدب لشركة إعمار الإمارات، أحمد المطروشي، سيحمل حفل الافتتاح العديد من المفاجآت التي تتوافق مع حجم ومكانة البرج الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 800 متر، ويضم أكثر من 160 طابقا؛ إذ من الممكن رؤية قمته من على بعد 95 كيلومترا، كما يمكنه استيعاب ما يقرب من 100.000 نسمة، فهو يحتوي على 1044 شقة سكنية، و160 جناحا وغرفة فندقية، إضافة إلى 49 طابقا للمكاتب الإدارية، بخلاف 57 مصعدا و3 آلاف موقف للسيارات تحت الأرض، إضافة إلى ذلك تبلغ كمية المياه التي يمكن تجميعها من معدات التبريد في البرج بغرض إعادة استخدامها في ري الحدائق 15000 غالون، وتبلغ مساحة الحدائق المحيطة بقاعدة البرج 19 هكتارا، وتزن القضبان الفولاذية المستخدمة في هيكل البرج 31400 طن متري.
واعتبر المطروشي أن برج دبي لا يتميز فقط بكونه أطول برج في العالم، بل للعديد من الإمكانات التي لم يشهدها أي مبني مشابه على مستوى العالم. مشيرا إلى أن كلفة توريد التجهيزات الميكانيكية والكهربائية والسباكة ومكافحة الحرائق للبرج من جانب شركة هيتاشي العالمية بلغت 350 مليون دولار.
وعلى رغم ماسبق ذكره، إلا أن برج دبي يأبى الكشف عن أسراره دفعة واحدة. واستكمالا لمسلسل الأرقام القياسية التي سجلها البرج، أعلن المطروشي أن مكاتب شركة إعمار العقارية في برج دبي ستصنّف على أنها المكاتب الأعلى في العالم؛ إذ سيصل أعلى ارتفاع لمكاتبها عن سطح الأرض نحو 580 مترا، وبذلك تحقق «إعمار» رقما قياسيا جديدا يتفوق على المكاتب التجارية العالمية التي تعمل على ارتفاعات شاهقة؛ إذ ستتخذ شركة إعمار العقارية من الطبقات 152 و153 و154 في البرج مقار للإدارة العليا للشركة.
ويصل إجمالي مساحة كل طبقة نحو 280.5 مترا مربعا، ما يجعل مساحة الطبقات الثلاث تصل إلى نحو841 مترا مربعا، في حين يصل ارتفاع الطبقة الواحدة نحو 4.8 أمتار، ليصل مجموع ارتفاعات تلك الطبقات إلى نحو 14.4 مترا.
إضافة إلى ذلك، يضم البرج أعلى مسجد في العالم من حيث الارتفاع؛ إذ يبلغ ارتفاع المسجد من على سطح الأرض 600 متر تقريبا، ليصبح أعلى بكثير من المسجد الموجود في برج المملكة في السعودية، والذي يقع في الطابق الـ 77، على ارتفاع 180 مترا، ما يجعل الفارق بينه وبين المسجد في برج دبي نحو 420 مترا.
كما تمكّن برج دبي من استخدام العديد من التكنولوجيا المعمارية التي تم استخدامها للمرة الأولى في العالم عند بنائه، من أبرزها استخدام مضخات الأسمنت المسلّح بضغط الزيت لرفع خليط الأسمنت المسلح من الأرض إلى ارتفاع 580 مترا في عشر دقائق.
ويبدو أن برج دبي لم يكتف بتحطيمه الأرقام القياسية، ليصبح الأطول في العالم، بل أصرّ على أن يكون الأغلى في العالم، بعدما بلغ سعر بيع القدم المربع في وحداته 25 للقدم المربع للمساحات التجارية عند أعلى مستويات البرج، وهو سعر لم تصله أي مدينة في المنطقة، وربما في العالم.
العدد 2674 - الخميس 31 ديسمبر 2009م الموافق 14 محرم 1431هـ