كلماتي التي سأخط بها أوجاعي ربما تكون فأل خير ومنفذا ومعبرا تلين فيه قلوب ومشاعر الجهات المعنية والمسئولة في وزارة التربية للوقوف على حقيقة الظلم الذي عشته معكم. وسأحاول قدر الإمكان تفصيل حجم المأساة الحقيقية التي أعايشها قسرا ورغما عن أنفي.
هل تعلمون بحجم ظروفي الحياتية الصعبة وتنزلون إلى الواقع ولو لدقيقة واحدة للنظر بشكل فاحص ودقيق على الآلام التي تحيطني من كل ناحية ولا أطلب منكم فيها سوى الإنصاف والعدالة والرحمة من جناب حضرتكم.
قصتي تدور حول معاناة معلمة مادة اجتماعيات احتياط، ومحاولة وزارة التربية تطويقها بحبل يكاد أن يخنقها دون حتى أن تلتفت نحو الظروف المعيشية والحياتية الصعبة التي حالت دون إتمام بقية مشوارها التعليمي.
المعاناة بدأت وقتما طالبنا وزارة التربية كوني معلمة احتياط بقرار التثبيت. فلقد كان تعييننا للعام 2003-2004 ومع مراجعتنا لهم حتى مطلع العام 2004 أبلغونا بأن هنالك نحو 3 معلمات من دفعتنا ينتظرن فقط التثبيت. عموما خلال العام 2008 وتحديدا يوم 12 مارس/ آذار 2008 جاء قرار بنقلي كوني مدرسة احتياطة إلى مدرسة أخرى مغايرة عن المدرسة السابقة التي ظللت أشغل فيها نصيبا من حصص التدريس والعمل الدؤوب والمخلص في آن واحد وتصادف أنه في ذلك اليوم كانت ظروفي الصحية سيئة عوضا عن وجود حالة وفاة في عائلتي -عمتي- (أخت أبي)، وفي ذلك اليوم اتصلت المديرة تبلغني عن قرار النقل فأبلغتها بظروفي وعن حالة الوفاة وحاولت من جهة أخرى أن استفسر عن المدرسة المراد نقلي إليها فتبين أنها معدومة من سبل المواصلات لأنها عكس اتجاه المواصلات فيلزم علي توفير وسيلة مواصلات عن طريقي شخصيا.
عموما بعد ذلك عاودت الاتصال مجددا بإدارة المدرسة وأبلغتها عن رفضي لقرار النقل لانعدام المواصلات، فكان قرار النقل الذي أرسل عن طريق الفاكس جاء بتاريخ 17 مارس/ آذار وهو يوم مختلف عن اليوم الذي حادثوني فيه هاتفيا يطالبوني بالنقل، في تاريخ 17 مارس كان قد صدر في الوقت ذاته قرار نقل معلمة أخرى من مدرسة مغايرة ونقلها إلى المدرسة نفسها التي أعمل فيها لحين انتهائي من المهمة الموكلة لي في المدرسة الأخرى.
حاولت أن أتوجه وأنتقل إلى المدرسة المراد نقلي إليها لكنني حاولت بشتى الطرق ولانعدام المواصلات لم أجد بدا من العودة مجددا وأنا أجر أذيال الخيبة معي لعدم مقدرتي واستطاعتي أن أظفر بوسيلة مواصلات تنقلني إلى المدرسة المعنية فرجعت إلى مدرستى حتى أمارس فيها وظيفي المعهودة كالسابق وذلك لعدم قدرتي على التوجة والانتقال إلى مدرسة بعيدة كون مقر سكني في جدحفص.
مطلع السنة الدراسية الجديدة والتي تصادف يوم 1 سبتمبر/ أيلول 2008 جاءني قرار التثبيت من وزارة التربية وكان في مدرستين أولها بنين والأخرى بنات وكل مدرسة تبعد عن الأخرى مسافة أمتار مع العلم ان قرار التثبيت مدون عليه تاريخ 19 يونيو/ حزيران 2008 أي قبل فترة طويلة من بداية الفصل الدراسي الجديد، إلا أنني أبلغت به مطلع الفصل الدراسي ودعوتهم لي بالنقل كان لزاما يوم 2 سبتمبر، لم استطع في بادئ الأمر تقبل قرار التثبيت في مدرستين إلا أنه بعد مضي أيام وتحديدا يوم 21 سبتمبر حاولت أن أباشر الدوام في إحدى المدرستين ألا وهي مدرسة البلاد القديم، ظللت حتى تاريخ 16 سبتمبر أمارس عملي في مدرستى السابقة حتى تم سحب توقيعي فاضطررت على مضض أن أستجيب لقرار التثبيت، فآثرت المدرسة القريبة من منطقتي، وتكفلت أختي في اليوم الأول بإيصالي نظرا لانعدام سبل المواصلات، فاضطررت في ذلك اليوم تحديدا أن أعود إلى منزلي مشيا على الأقدام من منطقة البلاد القديم الى مقر سكني في جدحفص. الأمرالذي انعكس سلبا على متسوى صحتى ونتج عنه ارتفاع في مستوى الضغط لدي.
مما تبلور في قرارة نفسي عزيمة على أن لا أترك موضع المدرسة الأصلية بتاتا لكونها قريبة مني وظروفي الصحية لاتقوى على التنقلات الكثيرة، فظللت منذ ذلك التاريخ وأنا أمارس عملي في مدرستى مرتجية من وزارة التربية النظر برأفة ورحمة إلى حالي الإنساني والصحي الضعيف. وأتفاجأ بعد كل هذا المشوار الطويل من المعاناة ان تقوم وزارة التربية بقطع راتبي لمدة 3 أشهر متتالية بدءا من راتب شهر نوفمبر/تشرين الثاني مرورا براتب ديسمبر/كانون الاول وانتهاء براتب يناير/كانون الثاني العام الجاري. ياترى إلى من ألجأ حتى أسرد له معاناتي الصحية التي تعيقني أصلا عن مواصلة مشوار التنقلات البعيدة كليا عن مقر سكني، وإن كان لابد من العمل في هذه المواقع البعيدة، أليس من المفترض على الوزارة توفير سبل مواصلات تيسر سبل وصولي إلى المهمة الموكلة لي بإنجازها. مع العلم أن ظروفي الصحية زادت سوءا نتيجة تجاهل وزارة التربية لمطالبي فأصبت نتيجة ذلك بألياف في الرحم وكيس دم على مبيض اليسار، هذه الإصابة لايوجد لها علاج حتى الجراحة لاتنفع معها وقد تهدد حياتي فأضطر على مضض أن أعيش بهذه الأوجاع لأخذ جرعات من الحقن دون حتى التفافة ورأفة من وزارة التربية لأوضاعي الصحية والاجتماعية مع العلم أنني الشخص الوحيد الذي يقوم بإعالة أسرتي ألا وهم إخوتي الصغار وأنا من أمثل لهم مصدر دخل يؤمن لهم حياة آمنة تحفظ ماء وجوههم.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
العدد 2342 - الإثنين 02 فبراير 2009م الموافق 06 صفر 1430هـ