العدد 2342 - الإثنين 02 فبراير 2009م الموافق 06 صفر 1430هـ

كلمة رثاء ووفاء... من أخ محب لأخيه

ها قد مرت الليالي والأيام وقد مضى على فراقك عنا أيها الأخ الغالي الحبيب سنة كاملة ومازال مكانك أخضرا، ومازال الحب لك وفيك، والوفاء لذكراك يعمر قلبي ويحرك مشاعري، إن يوم الثلثاء الخامس من شهر فبراير/شباط العام 2009، لهو يوم حزين علي وعلى عائلتك وعلى أهل بيتك وأحبابك، إذ تمر في هذا اليوم الذكرى الأولى لرحيلك عنا أيها الأخ الطيب الوفي طيب الله ثراك، يا من كنت تملأ السمع والبصر، وتملأ دنيانا بهجة وسرورا، وفي هذا اليوم أرى من واجبي الوفاء لك يافقيدنا الغالي وأن نعطيك بعض حقك، تكريما لعطائك خلال مسيرتك التي قضيتها في هذه الحياة مجاهدا، بالكلمة وبالشعر من أجل نصرة الدين والإنسان والوطن.

أخي الغالي... لقد فارقت الحياة جسدا، وظلت روحك باقية في وفي أحبابك وفي كل زاوية من زوايا البيت، وفي كل مكان وطأته قدماك.

أخي العزيز... ما زلنا ننهل من أنفاسك الطيبة، ونتذكر صوتك العذب الجميل حين يصدح ويتغنى بذكر أهل البيت عليهم السلام في أبيات شعرك الجميلة... لقد رحلت عنا، وبقيت ذكرياتك عالقة في أذهاننا وأرواحنا، وستبقى ذكرياتك بعبقها الإيماني حاضرة في حياتنا.

أخي الحبيب... هذه أيام شهر محرم الحرام لهذا العام قد مرت علينا والتي طالما كنت تنتظرها، لترتقي فيها منابر سيد الشهداء عليه السلام راثيا ومعزيا جده المصطفى (ص) وأهل بيته عليهم السلام ومحبيهم، إنه محرم الحرام الذي طالما جدت بسخائك فيه وخدمت جنبا إلى جنب مع إخوانك المؤمنين تعظيما وإحياء منك لشعائر الله وإعلاء لكلمة الحق وتنقلت بين مآتمه راجلا على رغم ما ألم بك من مرض، هنيئا لك عندما اخترت الإحياء هذه السنة مع أهل البيت عليهم السلام في جنان الخلد.

أخي... لن أنسى روحك النبيلة، وأفعالك الطيبة، إذ كنت واصلا للرحم، دؤوبا على الصلاة والأذان في المسجد، إلى أن أقعدك المرض. لقد كان المرحوم السيد جعفر السيد حسن المحافظة مثال الرجل المكافح في هذه الحياة، فقد نشأ في قرية باربار واحدا من أبناء هذا البلد المخلصين، واصل تحصيله العلمي في مدارس البحرين، وبعد إنهاء دراسته الثانوية، التحق بالعمل في وزارة المواصلات، ثم بدأ عطاؤه الذي لا ينقطك لكل من حوله، فقد عرف بين الناس بحسن الصحبة والأخوة وحسن السيرة والسلوك، والتواضع، تنفتح لرؤيته النفوس، وترتاح له القلوب، ولا أنسى مشاركاته الثقافية والاجتماعية في المجتمع بتلك الأشعار والجلوات التي كان يشارك بها في كثير من المناسبات، ومنها مناسبات الزواج وذكريات أهل البيت عليهم السلام، وارتقائه المنبر الحسيني خطيبا وواعظا وموجها، إلا أن الموت المكتوب على جبين العباد لم يمهله لكي يواصل عطاءه في دروب الخير.

ولذلك شعر الجميع بالخسارة العظمى لرجل عرف بينهم بالطيبة والتسامح ودماثة الخلق.

وختاما... أتوجه بالشكر الجزيل لكل من واسانا في مصابنا الجلل بفقيدنا الغالي، راجين من الله أن لا يري أحدا مكروها في عزيز لديهم.

اللهم إنا ندعوك أن تشمل فقيدنا الغالي السيد جعفر السيد حسن المحافظة بواسع رحمتك وأن تدخله فسيح جناتك مع محمد (ص) وعترته الطيبين الطاهرين.

أخوك السيد علي المحافظة

العدد 2342 - الإثنين 02 فبراير 2009م الموافق 06 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً