حين يشتد هطول المطر، في منتصف الليل، وتعصف الرياح الباردة، لا يجد العامل الآسيوي البالغ من العمر 30 عاما ملجأ إلا الاحتماء بمظلات مواقف سيارات مدرسة قريبة، أو الاستعانة بغرفة حارس المدرسة ليضيفه سواد تلك الليلة إلى حين استقرار حالة الطقس.

وحكاية «شاشيل» هي واحدة من الحكايات المؤلمة بالنسبة لأمثاله من العمالة الوافدة الذين يعملون في بيئة عمل قاسية للغاية، وهو الأمر الذي يخالف قوانين العمل ويتصدى له الناشطون في الدفاع عن حقوق العمال الوافدين. هذا العامل الذي يعمل لحساب شركة مقاولات، يحرس مضخة تعمل بالديزل تضخ المياه من نقطة للمجاري على الشارع رقم 36 الفاصل بين قريتي الدراز وباربار، ولم توفر له الشركة مكانا لينام فيه طيلة الليل فتجده يتكوم على نفسه بملابسه الثقيلة، ويحتمي بزاوية لصيقة بجذع نخلة جعل لها سقفا هو عبارة عن قطعة خشبية وبعض صناديق الورق المقوى لكنها لا تصد عنه الرياح الباردة أو تساقط المطر الشديد.

يقول شاشيل: «أنا أعمل من الساعة السابعة مساء حتى صباح اليوم التالي... عملي هو حراسة هذه المضخة، ولا يوجد لي مكان أرتاح فيه سوى هذا المكان (يقصد مكانه تحت النخلة)»، لكن، كيف يتصرف حين يشتد هطول المطر، وتهب الرياح الباردة؟ هنا، ليس أمامي سوى الاحتماء بمظلات مواقف سيارات هذه المدرسة، أو أطلب من حارس المدرسة أن يستضيفني في غرفته لحين استقرار الطقس، وأنا عادة ما أستخدم دورة المياه الموجودة في غرفة حارس المدرسة.

ولم يمكن التحدث مع أي من المسئولين في الشركة التي يعمل بها «شاشيل»، لكنه بدا قلقا من مغبة التحدث مع أحد من المسئولين وبالتالي تعرضه للتوبيخ! فهذا العامل، وهو متزوج وأب لطفلين يعيشان مع أمهما في الهند، مستعد للعمل في ظروف قاسية لإرسال ما تيسر من مال إلى أسرته. ووفقا لبيانات وزارة العمل، فإنه حتى شهر أغسطس/ آب من العام الماضي 2009، قام مفتشو الوزارة بـ 433 زيارة ضمن الزيارات التفتيشية لمساكن العمال، شملت 74 ألفا و246 عاملا، تنفيذا لتوجيهات الحكومة بضرورة تكثيف الحملات التفتيشية على سكن العمال للتأكد من التزامها باشتراطات السلامة والصحة المهنية اللازمتين، فقد قامت وزارة العمل بزيارات تفتيشية واسعة على مساكن العمال التابعة إلى منشآت القطاع الخاص مستهدفة بالدرجة الأولى الشركات التي لديها 50 عاملا فأكثر وقد وصل عددها إلى 600 شركة ومؤسسة. ويشترط القرار الوزاري رقم 8 لسنة 1978 توفير الاشتراطات السلامية والصحة المهنية في مساكن العمال