أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أمس (الأربعاء) أن تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية هو “واجب ينص عليه الدستور”، في بلد كل المسئوليات والوظائف العامة موزعة بحسب الانتماء الطائفي.
وقال بري في مؤتمر صحافي “ما تتوصل إليه الهيئة عندما تتشكل لا يكون تقريريا أبدا”، لافتا إلى أن الهيئة ستشكل مناصفة بين المسلمين والمسيحيين اسوة بالمجلس النيابي ومجلس الوزراء.
وواجهت غعلان بري عزمه العمل من أجل تشكيل هيئة إلغاء الطائفية السياسية في لبنان بالتزامن مع تشكيل حكومة الوفاق الوطني برئاسة سعد الحريري في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، موجة اعتراضات من قوى مختلفة بعضها لم يرفض مبدأ إلغاء الطائفية السياسية إنما رأى ضرورة التهيئة لذلك بخلق المناخ المناسب.
وذكر بري أن الهيئة التي نص اتفاق الطائف للوفاق الوطني (1989) على إنشائها بعد قيام أول مجلس نيابي منتخب على أساس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين (تم العام 1992) مهمتها “إعداد وتقديم النصوص إلى مجلس الوزراء”، مؤكدا أن تشكيلها “لا يعني إلغاء الطائفية حكما”.
وقال “رأيت أن الفرصة لتشكيل الهيئة الوطنية سنحت مع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية واستقرار الوضع الأمني”.
وفي رد على المعترضين الذين طالبوا بالسعي لإلغاء الطائفية السياسية من النفوس قبل النصوص، قال بري “الحديث عن إلغاء الطائفية السياسية من النفوس قبل النصوص يعني الدعوة إلى تأجيل المسألة إلى الأخرة”. وأضاف “لا نتهم المسيحيين فقط بعدم القبول بالهيئة بل هناك عدد من المسلمين أيضا”.
وكان البطريرك الماروني نصرالله صفير أعلن بعد طرح الموضوع أنه “مع إلغاء الطائفية السياسية، ولكن يجب الإعداد لذلك، بحيث لا تلغى من النصوص قبل أن تلغى من النفوس”.
واعتبر النائب جورج عدوان (حزب القوات اللبنانية، مسيحي) أن طرح إلغاء الطائفية السياسية “في ظل التشنجات المذهبية الحالية يعني إلغاء طائفة معينة وهي المسيحيون”. فيما رأى النائب أحمد فتفت (من تيار المستقبل) “أن إلغاء الطائفية السياسية يعني القضاء على صيغة المناصفة بين المسيحيين والمسلمين”.
ونص اتفاق الطائف على العمل من أجل “إلغاء الطائفية السياسية وفق خطة مرحلية (...) وتشكيل هيئة وطنية برئاسة رئيس الجمهورية، تضم رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء وشخصيات سياسية وفكرية واجتماعية”.
وتنحصر مهمة الهيئة بـ “دراسة واقتراح الطرق الكفيلة بإلغاء الطائفية وتقديمها إلى مجلسي النواب والوزراء” على أن يتم في المرحلة الانتقالية “إلغاء قاعدة التمثيل الطائفي واعتماد الكفاءة والاختصاص في الوظائف العامة والقضاء والمؤسسات العسكرية والأمنية والمؤسسات العامة (...) باستثناء وظائف الفئة الأولى”.
في غضون ذلك، أصيب ثلاثة أطفال بجروح في انفجار عبوة ناسفة صباح (الأربعاء) أمام مبنى يملكه عنصر في حزب الله في بلدة كفرفلا في جنوب لبنان، بحسب ما أفادت مصادر متطابقة. وقال متحدث عسكري لوكالة “فرانس برس”، “أن ثلاثة أولاد أصغرهم في السابعة وأكبرهم في السادسة عشرة أصيبوا بجروح من جراء عبوة” في كفرفلا (15 كلم شرق صيدا كبرى مدن الجنوب).
وأوضح مصدر أمني يتابع التحقيقات التي بدأت على الأرض أن “العبوة انفجرت قرب مبنى يملكه حسين سعيد حمدان العضو في حزب الله”، مشيرا إلى أن لا معلومات حتى الآن عن “طبيعة الانفجار وعما إذا كان يستهدف حمدان أم لا”.
العدد 2687 - الأربعاء 13 يناير 2010م الموافق 27 محرم 1431هـ