بعد عرض فيلم «زائر» النسخة صفر على نفر من الممثلين والمختصين والصحافيين والاعلاميين على هامش ايام مهرجان الخليج الثامن للاذاعة والتلفزيون اجمع غالبية الحضور لـ «الوسط» ان تجربة هذا الفيلم جديدة بل وكانت مفاجأة للممثلين الخليجيين ممن تفاءلوا خيرا بشأن صناعة السينما في الخليج خصوصا في ظل استغلال التقنيات المتطورة المواكبة لهذه الصناعة ودعم القطاع الخاص.
وعلى رغم ان تجربة صناعة الفيلم لاتزال في طور النمو بحرينيا وخليجيا فإنها اليوم بدأت تشق طريقها اذ لاتزال كل من الكويت وسلطنة عمان تخوضان مرحلة تجارب متعددة في هذا المجال مستفيدتين من التجارب المختلفة.
«الوسط» استطلعت آراء الممثلين البحرينيين والخليجيين. كما التقت بطاقم فريق فيلم «زائر» وسألته عن تجربته في اول فيلم رعب بحريني وخليجي.
القطاع الخاص
يقول مخرج «زائر» بسام الذوادي: «في الحقيقة هذه اول تجربة لشركة البحرين للسينما وايضا للقطاع الخاص في مجال انتاج الافلام السينمائية في البحرين (...) ولقد آمنت الشركة بها ونحن اليوم نريد ان نشجع القطاع الخاص على ذلك فهناك قدرات وكوادر بحرينية من كتاب ومخرجين ومصورين تستطيع ان تصنع فيلما سينمائيا لان القطاع الخاص هو الذي يستطيع تحمل نفقات الفيلم السينمائي».
واضاف: «ان فيلمي الثالث» «احلام صغيرة» الذي ستشارك فيه الفنانة البحرينية مريم زيمان والفنان الكويتي داوود حسين الى جانب مجموعة كبيرة من الممثلين لايزال مشروع انتاجه محل الدراسة». وأضاف «لست أدري اذا كانت شركة البحرين للسينما تنوي انتاجه او أية جهة اخرى من القطاع الخاص تنوي ذلك فكل ما ادري انه ربما يشارك في انتاجه القطاع الحكومي لكن هذا لا يمنع من مشاركة القطاع الخاص ايضا».
وفي هذا السياق اكد الذوادي مدى اهمية تعاون كلا القطاعين الحكومي والخاص في انتاج افلام سينمائية بحرينية التي بها تستطيع ان تصنع افلاما كثيرة تروج صورا مختلفة عن البحرين بل وتفتح مجالا جديدا ينعش الجانبين الفني والاقتصادي معا.
واضاف «ليس هذا فحسب فتصوير مشاهد «زائر» في موقع مقابر عالي هو موقع جميل يجهله غالبية البحرينيين للاسف لكنه اثار تساؤل وفضول الاجانب عن مكان هذا الموقع (...) ولم يتصوروا انه موقع حي يمثل جزءا من هويتنا الثقافية والتاريخية لا استديو او ديكور!».
«أحلام صغيرة»
اما مؤلف الفيلم فريد رمضان فقال «نتمنى ان تكون التجربة المقبلة افضل من هذه التجربة بل و تتجاوزها فهناك سيناريو جاهز لفيلم «احلام صغيرة» سأقوم بكتابة السيناريو والقصة له أيضا وهي تركز على فترة مهمة من تاريخ البحرين السياسي والاجتماعي».
واضاف «هذه الفترة ممتدة من العام 1967 الى المطالب والاضرابات العمالية وذلك من خلال حكاية تدور حول 4 نساء». كما نوه رمضان الى ان التجربة المقبلة ستعكس جانبا مهما من تاريخ البلاد. واضاف قائلا: «الفيلم يتناول بعض الشخصيات الحقيقية وبعض الشهداء ولاني مهتم بالحركة الاجتماعية وتطورها فقد نقلت ذلك من خلال كتابتي للرواية في روايتين هما «البرزخ» و«التنور» والى السينما في «احلام صغيرة».
بطلة «زائر»
اما بطلة الفيلم فاطمة عبدالرحيم التي كشفت عن قدرات تمثيلية جديدة في مجال السينما بعد التلفزيون الذي يعتبر انطلاقتها الاولى في مجال التمثيل فقد اوضحت قائلة «بصراحة اول ما تسلمت النص كانت هناك مناقشات دائمة مع المؤلف والمخرج، ما جعلني اعيش شخصية الفيلم قبل تصويرها على رغم اني كنت مرتبطة بعمل آخر».
وعن تجربتها في السينما اشارت عبدالرحيم الى ان «السينما لاتزال تجربة جديدة لها حتى لو لم تلق تجربة «زائر» «النجاح لكن على الأقل انها جربت العمل السينمائي».
واضافت «مازلت اخوض مرحلة الاكتشاف فأنا لا اعرفها كما اعرف التلفزيون مثلا. ولم اشعر بالفرق اثناء التصوير لكن المخرج اكد لي انني سأرى ذلك الفرق في لحظة عرض الفيلم (...) وفعلا كانت تجربة مثيرة ودورا يتطلب الكثير من الانفعالات لاطلاق لحظات تعبيرية صعبة».
كما اوضحت عبدالرحيم قائلة «الدور لم يعتمد على شكلي فحتى المكياج كان يعكس حالة الهلع للشخصية التي اظهرتني بصورة بشعة ( وتضحك) اردت بذلك ان اوصل احساسي بالدور بشكل طبيعي حتى اقنع المشاهد ويتقبلني!».
«شباب كول»
وعن أعمالها الجديدة قالت «لقد رشحت في فيلم «أحلام صغيرة» لذات المخرج فاسمي من ضمن القائمة... لكن حاليا أقوم بعمل سينمائي آخر في الكويت باسم «شباب كول» وهو فيلم اجتماعي من اخراج محمد الدحام وتأليف حمد بدر وتشارك فيه نخبة من الممثلين الخليجيين. وهو فيلم يركز على خط المعاكسات بين الشباب والدراسة والجامعة ويدخل فيه ايضا خط السياسة الى جانب وجود مشاهد غنائية».
«وطبعا هذا الفيلم يتطلب شكلا ومظهرا مختلفا عن دوري في «زائر» فهناك المكياج الكثير وملابس على الموضة تناسب طبيعة الفيلم».
زوايا الفيلم
اما مساعد مخرج أول خالد جناحي فقد اوضح «ان تجربة «زائر» تختلف اختلافا كبيرا عن تجربة فيلم «الحاجز» وذلك من حيث ان الجرافيك لم يكن موجودا في «الحاجز».
واضاف «تعاون معي الزميل راشد عبيد في المونتاج وقد جمعنا مجموعة من الافكار التي وجدناها مناسبة كما ان زوايا الفيلم خدمتنا كثيرا في الجرافيك على رغم الفترة القصيرة التي عملنا فيها لكن في النهاية خرجنا من هذه التجربة بشيء مرضٍ».
وعن العقبات اوضح جناحي «كانت موجودة فالتجربة معقدة، كون تحويل مشاهد الفيلم من الديجيتال الى سينما اضطررنا ان نسافر الى احدى المعامل المختصة في اليونان لعمل ذلك لان ذلك غير متوافر في البحرين».
واضاف «لقد كانت تجربة جديدة لي لكن سبق ان عملت في افلام قصيرة سابقا».
وعن المدة التي استغرق فيها عمل هذا الفيلم قال جناحي «ثلاثة اشهر من حيث الجرافيك والمونتاج اما النواحي الاخراجية فقد بدأها المخرج قبل ذلك بكثير إلى جانب مدة الفيلم التي تستغرق ساعتين تقريبا».
عمل رائع
اما الفنان الكويتي داوود حسين فقد اوضح ان «العمل جاء مفاجأة للفنانين الخليجيين كونه عملا رائعا من الناحية الفنية الى استخدام الجرافيك والاثارة التي طرحت في حوادث الفيلم». واضاف «هناك تطور كبير بين «الحاجز» و«زائر» ولابد من ان يستمر الذوادي في هذا المجال فقد يكون حافزا للمخرجين الآخرين لكي يعملوا في مجال السينما خليجيا».
مفاجأة غير متوقعة
في حين علقت الفنانة البحرينية مريم زيمان قائلة «كانت مفاجأة غير متوقعة وخصوصا ان الفيلم انجز في فترة قصيرة».
واضافت «الاداء والصور السينمائية جاءا في قالب جميل ومتسلسل (...) قصة الفيلم غريبة وليست تقليدية تحظى بمستوى الافلام الخارجية وليست العربية وبصراحة لقد أعجبني الفيلم كثيرا»
العدد 513 - السبت 31 يناير 2004م الموافق 08 ذي الحجة 1424هـ