العدد 513 - السبت 31 يناير 2004م الموافق 08 ذي الحجة 1424هـ

أوميد جاليلي... كوميديا شرق أوسطية

يعتبر أوميد جاليلي أنجح كوميدي وممثل إيراني يقف أمام الجمهور بمفرده في بريطانيا، وقد ازدادت شهرته العالمية بعد أن مثل في أكثر من اثنتي عشرة دولة. بدأت اهتمامات جاليلي الكوميدية تظهر في سن مبكر. والتحق فيما بعد بجامعة الستر بايرلندة الشمالية وحصل على شهادة في اللغة الانجليزية والدراسات المسرحية. ظهر على الشاشة الكبيرة في فيلم The Mummy وGladiator وSpygame وفيلم جيمس بوند The World Is Not Enough.

في الحوار الآتي يتحدث جاليلي عن دخول الإيرانيين للتلفزيون الأميركي وعن دوره الأخير في فيلم Modigliani.

كيف تشعر كونك أول ممثل للإيرانيين على التلفزيون الأميركي وكيف حصلت على الدور؟

- أشعر بالفخر الشديد للاتفاق الذي عقدته معي NBC لعرض عملي الخاص، وقد سافرت لهذا السبب بعد أن أصبحت ممثلا كوميديا في بريطانيا، فعندما نشبت الحرب في العراق اعتقدوا أنه لا يمكن ايجاد ممثل للادوار الهزلية من الشرق الأوسط. وبموجب الاتفاق تم انضمامي إلى مجموعة من الممثلين الهزليين في فرقة هوبي غولدبيرغ.

أما كوني أول ممثل إيراني في برنامج كوميدي رئيسي يذاع وقت الذروة في NBC فإنه أمر ريادي ومثير وممتع. إن العملية أكثر تعقيدا وحساسية ولكن لا أريد أن اجعلها تبدو أقل نجاحا ومتعة.

كان من المقرر أن يُسند دورك في فيلم Modigliani لمهاجر روسي. هل لك أن توضح ذلك؟

- لقد أعد تري وبوني يترنر (منتجي المسلسل) هذا الدور لمدبرة منزل روسية، ثم اخبرتهم NBC عني واننى سأقدم عرضا وقدمت لهم شريطا فوافقوا. لذلك قمت بمقابلة هوبي في نيويورك فقالت لي «تبدو رابط الجأش ولكن لدي ثلاثة أسئلة أود أن أوجهها إليك: هل تحب الكافيار الإيراني؟ أجبت بنعم. هل تأكل كثيرا: اجبت بنعم أيضا.

هل تحبذ استخدام الكلمات البذيئه؟ قلت نعم كذلك. فقالت هوبي: سنعمل بشكل جيد سويا أيها الرجل.

ألم يكن ذلك مخاطرة بالنسبة إليها؟

- اعتقد أنها مدركة لذلك، إن هوبي شخصية تتميز بالوعي السياسي واعتقد أنها كانت تدرك أن جلب شخص من الشرق الأوسط في ذلك الحين سيكون مثيرا للجدل ولكن لابد أن يكون الشخص المناسب الذي يشاركها روح الدعابة أيضا. اننا نشترك في روح الفكاهة نفسها ونحب أن نتحدث عن قضايا كثيرة مثل الأمور العرقية وأمور أخرى.

- لقد تأثرت صورة الإيرانيين بشكل كبير في الولايات المتحدة وعلى المستوى العالمي منذ ثورة العام 1979. لقد أبرز العرض الأول الكثير من الاشارات المتعلقة بالمناخ السياسي بعد حوادث 11 سبتمبر/ أيلول والذي مازال يؤثر على الإيرانيين ومواطني دول الشرق الأوسط. كيف يمكن أن تساعد الكوميديا في تضميد الجروح على الصعيد المجتمعي والمجتمع العالمي الكبير؟ هل يعمل تناول هذه القضايا بشكل كوميدي على التخفيف من أو زيادة التوترات السياسية والثقافية بين مواطني الشرق الأوسط والأميركيين؟

- اعتقد أن ذلك يخفف من التوترات. إن ما أعرفه بالتأكيد أن الناس في بريطانيا يحبون أي شخص لديه روح الدعابة والسخرية. فما من أحد يهتم بالثقافات التي تبدو جامدة ومغلقة وخالية من روح الفكاهة. لقد اتسمت كوميديا القرن العشرين بالدعابة اليهودية التي ساعدت، سواء قبل أو أثناء أو بعد حرق اليهود على تضميد الجروح، كما ان روح الفكاهة القوية كما تم تجسيدها في مئات الأفلام في هوليوود جعل من الفكاهة مقياسا للسمو الروحي. فإذا استطعت أن تضحك على نفسك فإنك تكون على ما يرام كما ان ذلك يجعل الآخرين يحبونك.

وللإجابة على سؤالك فإنه ليس أمرا جيدا أن نخفف من التوترات بل من الضرورة النظر إلى الصورة الكبيرة. انني من مؤيدي المنظور العالمي واعتقد أن وجود شخصية إيرانية ليس مفيدا لإيران فقط ولكن للمجتمع المتعدد الثقافات لاننا لا نرى هذه المجموعة من الناس تمثل في أي شكل باستثناء كونها أحادية البعد. أعتقد أنه من المهم والضروري للمجتمع المتعدد الثقافات أن يسمع الآخرين.

هل أثرت هو يتك كايراني على عملك؟ وما الصعوبات التي واجهتها؟

- قدمت فيلما وثائقيا عن هذا في التلفزيون البريطاني يتحدث عن مدى تأثير الثقافة على شخصية المرء. وبالنسبة إلى تحولت من الفخر بهويتي الإيرانية والتحدث بالفارسية بصوت مرتفع إلى صبي لا يتحدث الفارسية في الصف الدراسي حوالي العام 1977 - 1978. وفي العام 1979 قامت الثورة الإيرانية التي تم تصويرها بشكل غير واقعي في الصحافة. وقد دمرت حياتي كصبى مراهق في سن الرابعة عشرة تقريبا وشعرت بالاحراج.

كنت أشعر بالخجل لأنني إيراني. ولكن عندما كبرت واستوعبت ثقافتي شعرت بأن أفضل وسيلة لخدمة هذه الثقافة بنفسي أن أقدم بترويجها ودعمها.

وتعكس الكوميديا - وخصوصا الكوميديا التي تقف فيها أمام الجمهور بمفردك - طبيعة الممثل وسبب وجوده في المكان والشيء المثير في خبرته. لقد ترعرعت في بريطانيا في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي وتركت تلك التربية أثرا على أعمالي ولكن يبدو من الخطأ الاعتماد على هذه الخلفية التي تحوي الكثير من المادة الغزيرة القيمة. وبعد حوادث 11 سبتمبر أصبحت أكثر ميلا للسياسة وأكثر وعيا من الناحية الاجتماعية. إن الكوميديا وسيلة مهمة تستطيع من خلالها تعميق جذورك الثقافية وقد غرست في ذهني مذ كنت طفلا حين كان الجميع يطلبون مني تغيير اسمي قائلين إن أميد جاليلي اسم باعث على السخرية، ولكني رفضت بشدة لاني لا أريد أن اسمي نفسي تريفر سنكلير سميث.

وكممثل كنت ابتعد عن الأدوار الشرق أوسطية النمطية ولكن عندما برزت هذه الأدوار رأيت أن هناك فرصة حقيقية للترويج ليس لإيران فقط ولكن للتعددية الثقافية. وإذا تأملت بعناية ستجد أن شخصيتي إيرانية ولكن لهجتي شرق أوسطية عامة.

لقد كان القرار الذي اتخذته بعدم الابتعاد عن بقية الشرق الأوسط قرارا محددا متسما بالابداع، لذلك فإن شخصيتي أصبحت رمزا حقيقيا لكل المنطقة وأعتقد أن هذا هو الشيء المهم للغاية. لقد أردت هنا أن أبدي ملاحظاتي على جنون العظمة الايرانية ولكن استخدام اللهجة العامة الشرق أوسطية يبقى في الوقت ذاته الشيء المهم في العرض الكوميدي. وأعتقد أن هذه اللهجة لهجة ديناميكية مضحكة وليست إيرانية صرفة.

اسم الشخصية التي قدمتها «نسيم» ألا تعتقد أنه إيراني صرف؟

- انه لأمر مضحك أن تقول هذا! فعندما أرسلت البرنامج إلى والدي قال لي: ماذا تقول ياولدي. إنه اسم عربي، اسم عربي أصيل!

كيف اخترت الاسم؟ ومن اختاره؟

- في البداية كان من المفترض أن يكورن الاسم عباس وكانوا سيطلقون عليّ اسم «عبا»، ثم فكرت في اسم آخر. وقبل أن أعرف هذا الاسم ظهر نسيم مكتوبا في النص. واعتقدت أن الاسم يمكن أن يطلق على الذكر والأنثى وأن هذا الأمر جيد.

كيف ترى أهمية الشخصية في ابراز أو تشكيل هوية وصورة المهاجرين الايرانيين؟

- إذا وضعت جميع المهاجرين سويا في مكان مثل أميركا - ذلك المكان الذي يضم جنسيات متعددة - فإنك ستحصل على كل فرد بطابع مميز. أما إذا وضعت الجميع في مفرمة لحم فماذا سيكون الناتج النهائي! أعتقد أن «نسيم» مزيجا من الشخصية التي تلقت تعليما بشكل واضح، شخصية ديناميكية تتسم بروح الفكاهة وتجيد اللغة الانجليزية ولكن لهجتها مختلفة إلى حد ما. وبإمكانك أن تجد أن بعض الايرانيين الذين عاشوا هنا عندما كانوا في الرابعة عشرة من العمر يتحدثون بلهجة لا تميل إلى الانجليزية الخالصة. لذلك لابد من إعطاء نسيم نوعا مختلفا من اللهجة والدافع والديناميكية والقدرة الحقيقية للتكيف. واعتقد أن لدى الايرانيين القدرة الرائعة على التكيف مع الثقافات المختلفة. واعتقد أن نسيم مزيج من الأفراد في شخصية واحدة لذلك فإننى أحاول أن اجعله شخصية عالمية بقدر المستطاع.

إن مجرد التفكير في هذه الشخصية التي قدمتها يجعلني أضحك. فما قولك، لابد أن تكون الشخصية مضحكة. إن نسيم شخص غريب على نحو مضحك. هذه هي الفكرة. فلابد أن يكون نسيم مضحكا حتى يحبه الناس إنه يشبه شخصية لاتكا جرافاس في عمل فيلم The Taxi. إذ كانت شخصية غريبة تذكر أشياء غريبة بلهجة مختلفة، لقد كانت شخصية مضحكة حقا واعتقد انها قدمت الكثير لصالح بولندا. وأمل أن تكون لدي فرصة لعمل أكثر مما عمله لاتكا.

لقد ذكرت سابقا انك تعتزم تقديم عملك الخاص. وقد ذكرت تقارير بأنك تعتزم تمثيل دور استاذ جامعي ولكن المحطات التلفزيونية ليست مستعدة لإعطاء هذا النوع من الدور لشخصية شرق أوسطية. هل هذا صحيح؟

- المحطات التلفزيونية كانت مستعدة لذلك وكنا جميعا جاهزين للتصوير ومستعدين لعمل برنامج تجريبي. وعندما نشبت الحرب في العراق لم يعد هناك استعداد لقبول قيام شخصية شرق أوسطية بتمثيل الدور الرئيسي. وكان من المحتمل أن يسمى البرنامج «عرض أوميد» بحسب الاتفاق.

كيف أثرت حوادث 11 سبتمبر على ذلك؟

- لقد كنت واضحا بالنسبة إلى ذلك. لماذا أوجد في هذا المكان؟ لماذا تريدوني؟ لماذا لم تحضروا شخصا آخر من قبل؟ هل حوادث 11 سبتمبر هي السبب؟ وجاء الجواب كالآتي:

دعنا نتحدث بكل صراحة ووضوح، إن الأمر لا يتعلق بحوادث 11 سبتمبر. اننا لم نعثر على شخص يروق لنا. قلت لهم ان هناك شخصا من الشرق الأوسط - ما رأيكم في طوني شلهوب، الممثل الأميركي من أصل لبناني؟ وجاء الرد أن هذا الممثل مختلف تماما. إنه ممثل لا يبرز الأصل اللبناني في تمثيله. وقالوا إنهم لم يجدوا أي شخص يستطيع تمثيل قضايا الشرق الأوسط بطريقة عصبية ومضحكة.

إذا هل ستبتعد شخصية جاليلي عن التكرار في الفصول المقبلة؟

- ستشاهد المزيد مع كل حلقة، إن الإشراف من الأمور الصعبة وعليك أن تدع الكتاب يكتبون وتراقب ماذا يفعلون. إنهم يسمحون لي أن ارتجل ويحتفظون ببعض السطور الجيدة. ونظرا إلى مرور بضع سنوات على حوادث 11 سبتمبر فإن الحلقتين الأوليين تتطرقان إلى فهم الناس لشخصية «نسيم» لأن الناس يعتقدون على الفور أن نسيم ارهابي مثير للمشكلات، كما أنه يبدي حساسية خاصة اتجاه هذا الموضوع. وبمجرد الانتهاء من ذلك أقول لهم حسنا، دعونا نتوقف عن هذه النكتة الخاصة بالإرهاب ونمضي قدما لبناء الشخصية، واعتقد أن ذلك الأمر بدأ يحدث الآن

العدد 513 - السبت 31 يناير 2004م الموافق 08 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً