يعقد في 20 فبراير/ شباط الجاري بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية «المؤتمر العربي للاستثمار والتنمية في جنوب السودان» وذلك تحت رعاية الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وبمشاركة عدد من الوزراء والمسئولين العرب والسودانيين.

وستتناول جلسات عمل المؤتمر الذي ينعقد لمدة يوم واحد عدة محاور أهمها التعريف بجنوب السودان ومناخ وظروف الاستثمار وضمانات وأنظمة الاستثمار هناك الى جانب الترويج للمشروعات الاستثمارية الخاصة بالجنوب ودور الصناديق ومؤسسات التمويل العربية والمنظمات العربية المتخصصة والاتحادات العربية النوعية.

والمنتظر أن تطرح خلال المؤتمر جملة من المشروعات الاستثمارية على المشاركين فيه والتي يمكن إقامتها في مواقع عدة من جنوب السودان الذي يزخر بالامكانات الهائلة من الأراضي الخصبة والمياه والنفط وفرص التصنيع الزراعي والنقل والمواصلات. ومن بين تلك المشروعات «سكر ملوط» بطاقة 65 ألف طن يوميا ويقع على بعد 600 كيلومتر جنوب الخرطوم ويحتاج الى تمويل قدره 110 ملايين دولار و «أرز أويل» والذي يقع غرب الولايات الجنوبية على مساحة 18 ألفا و600 فدان ويحتاج الى 4,39 ملايين دولار بالاضافة الى مشروعي «نمولي للبترول» والذي يهدف الى امداد الولايات الجنوبية بالمواد النفطية بكلفة اجمالية قدرها 20 مليون دولار الى جانب مصفى السلام بملكال بكلفة تبلغ 15 مليون دولار.

وكان الامين العام لجامعة الدول العربية قد دعا خلال الفترة من 19 يناير/ كانون الثاني 2002 وحتى 7 يونيو/ حزيران الماضي الى عقد ثلاثة اجتماعات تنسيقية للدول وصناديق التمويل والاستثمار العربية بمقر الجامعة العربية خصصت لدفع منظومة العمل العربي المشترك الى القيام بدور بارز في تنمية جنوب السودان.

وفي الاجتماع الاول الذى عقد في 19 يناير 2002 قدمت خلاله الحكومة السودانية عرضا شاملا عن الاحتياجات والمشروعات المراد تمويلها لتنمية جنوب السودان وأعربت صناديق الاستثمار والتمويل العربية خلاله عن استعدادها لتمويل هذه المشروعات وكذلك المنظمات والمجالس الوزارية المتخصصة.

أما في الاجتماع الثاني الذي عقد في 17 فبراير/ شباط 2003 قدمت صناديق التمويل والاستثمار تعهدات بشأن المشروعات التي ستقوم بتنفيذها في جنوب السودان وخصوصا الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي الذي أعلن استعداده للاسهام بمبلغ 75 مليون دولار لانشاء طريق «الرنك - ملكال» والمسمى بطريق السلام الذي يربط شمال السودان بجنوبه... كما أعلن الصندوق استعداده ايضا للمساهمة بمبلغ 10 ملايين دولار لتكملة وبناء محطات لتنقية المياه وحفر آبار وبناء سدود صغيرة في الجنوب.

وعقد الاجتماع الثالث في 7 يونيو الماضي وخلاله تم عرض المشروعات التي دخلت حيز التنفيذ فعلا في جنوب السودان وهي مشروع دعم شبكة المياه في الجنوب بمنحة قدرها 10 ملايين دولار مقدمة من الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي الى جانب مشروع طريق السلام الذي يربط شمال السودان بجنوبه والذي يشمل طريق «الجبلين» بتمويل من بيت الخبرة السعودي قدره 30 مليون دولار وطريق «الرنك - فوج» بكلفة 150 مليون دولار مناصفة بين كل من الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي والصندوق السعودي للتنمية. ومن بين المشروعات التي دخلت حيز التنفيذ ايضا انشاء نحو 22 مدرسة للتعليم الاساسي في جنوب السودان وكهرباء مناطق جبال النوبة وانشاء 52 موقعا خدميا في الولايات الجنوبية وإعادة تأهيل مدينة جوبا أكبر مدن الجنوب.

وحرصا على وحدة السودان ودعما لمسيرة السلام والوفاق هناك فقد ظل موضوع السودان بندا دائما على جدول أعمال الجامعة العربية