طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس «إسرائيل» بأن تلتزم بالوقف الكلي للنشاطات الاستيطانية بما في ذلك في القدس الشرقية، واصفا الموقف الأميركي بأنه «غامض».
وقال عباس في كلمة ألقاها أمام المجلس الثوري لحركة «فتح» الذي انعقد في رام الله السبت ونقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية الأحد «عندما ذهب الإخوة العرب إلى واشنطن حملوا معهم مواقفنا التي يمكن أن نحددها بخيارين: أما أن تلتزم «إسرائيل» بوقف الاستيطان، وأما أن تأتي أميركا وتقول هذه هي نهاية اللعبة في ما يتعلق بتحديد الحدود وقضية اللاجئين وغيرها من القضايا النهائية حتى نتمكن من الوصول إلى حل سياسي».
وتحدث في كلمته عن غموض في الموقف الأميركي وقال «الموقف الأميركي يتراوح وما زلنا نعيش غموضا في هذا الموقف»، مشيرا إلى أن واشنطن «لم تصل للآن إلى اتفاق مع الجانب الإسرائيلي بشأن وقف الاستيطان بشكل كامل».
وتابع عباس «لا نستطيع أن نعود إلى المفاوضات إذا بقيت «إسرائيل» على هذا الموقف. واتهم «إسرائيل» بشن حملة تحريض ضده وضد السلطة الفلسطينية «من أجل أن يقال إننا سلطة عدمية ولا نريد شيئا».
وأوضح أنه سيقوم بجولة «في الأيام المقبلة» في بلدان عدة منها روسيا وألمانيا وبريطانيا ثم اليابان والهند وكوريا، موضحا أن هذه الزيارات «تقع في إطار هذا الجهد السياسي لتحريك العملية السلمية».
من جانب آخر، قال ليبرمان عند استقباله الأحد وزير الخارجية النروجي يوناس ستور في القدس إن «إسرائيل» «استنفدت مجموعة مبادرات حسن النية لديها». وأضاف «لن يكون هناك مزيد من المبادرات، حان دور الفلسطينيين للقيام بذلك».
ومن المنتظر وصول المبعوث الأميركي الخاص جورج ميتشل إلى المنطقة هذا الأسبوع في محاولة لإقناع الطرفين بالعودة إلى طاولة المفاوضات.
إلى ذلك طالبت منظمة العفو الدولية «إسرائيل» أمس برفع الحصار المفروض على قطاع غزة معتبرة أن هذا الإجراء الذي يصيب نحو 1,5 مليون فلسطيني يشكل «عقابا جماعيا» غير مقبول.
وجددت المنظمة طلبها هذا بمناسبة نشر تقرير باسم «اختناق غزة تحت الحصار الإسرائيلي»ويحوي هذا التقرير شهادات لفلسطينيين يعملون على إعادة بناء حياتهم بعد العملية العسكرية الإسرائيلية «الرصاص المصبوب» التي أسفرت عن مقتل 1400 قتيل وآلاف الجرحى في صفوف الفلسطينيين.
وقال مدير برنامج منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مالكولم سمارت إن «هذا الحصار يشكل عقابا جماعيا في نظر القانون الدولي، ويجب أن يرفع فورا».
واعتبر سمارت إن هذا الحصار المفروض منذ 2006 والذي اشتد بعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية «حماس» على القطاع «يفرض قيودا على المواد الغذائية والأدوية واللوازم الدراسية وأدوات البناء».
وتابع «الحصار يخنق السكان الذين يشكل الأطفال نصف تعدادهم، في كل مجالات الحياة اليومية. لا يمكن أن نسمح باستمرار العزلة والمعاناة».
واعتبرت المنظمة إن «إسرائيل» وباعتبارها قوة احتلال، يتعين عليها بموجب القانون الدولي أن تسهر على نوعية حياة سكان قطاع غزة، بما في ذلك احترام حقوقهم في الصحة والتعليم والغذاء والسكن المناسب».
إلى ذلك طالب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان عبر وسطاء فلسطينيين وعرب التدخل لدى «حماس» للسماح له بالتوجه إلى قطاع غزة لحضور جنازة والدته التي توفيت الأحد في خان يونس جنوب القطاع.
وقال مسئول في مكتب دحلان لوكالة «فرانس برس»، «إن النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب عن محافظة خان يونس محمد دحلان طلب من جهات عربية وفصائل فلسطينية التدخل مع حركة «حماس» للسماح له بالتوجه إلى قطاع غزة لحضور جنازة والدته التي توفيت صباح أمس في خان يونس عن عمر يناهز 80 عاما».
أنقرة - أ ف ب
بدأ وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس (الأحد) زيارة عمل لتركيا تستمر يوما واحدا بعد أربعة أيام على الحادث الدبلوماسي الذي وجه ضربة إلى العلاقات المتوترة أساسا بين تركيا و «إسرائيل» اللذين كانا يعتبران أقرب حليفين في المنطقة.
وباراك الذي يتولى أيضا منصب نائب رئيس الوزراء هو أعلى مسئول إسرائيلي يزور تركيا منذ الهجوم الإسرائيلي الواسع النطاق على قطاع غزة الشتاء الماضي والذي دانته تركيا.
وقام صباح أمس بزيارة ضريح مؤسس الجمهورية التركية اتاتورك وأجرى محادثات مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ثم مع وزير الدفاع وجدي غونول. وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية إن المحادثات ستتناول خصوصا عقود أسلحة كبرى.
وتعتبر تركيا، الدولة الإسلامية ذات النظام العلماني، الحليف الإقليمي لـ «إسرائيل» منذ توقيع اتفاق تعاون عسكري بينهما في العام 1996 أثار استياء بعض الدول العربية وإيران. غير أن العلاقات بين البلدين تدهورت بعد الهجوم الإسرائيلي الدامي على قطاع غزة في العام الماضي الذي انتقده بشدة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وأردوغان الذي ينتقد بشكل شبه يومي موقف «إسرائيل» تجاه الفلسطينيين لن يلتقي باراك.
العدد 2691 - الأحد 17 يناير 2010م الموافق 02 صفر 1431هـ