العدد 2346 - الجمعة 06 فبراير 2009م الموافق 10 صفر 1430هـ

ثلاثون سنة على الثورة وإيران لا تزال على عدائها لأميركا

تطرح ايران نفسها بعد مضي ثلاثين عاما على الثورة الاسلامية، كقوة اقليمية شاهرة العداء بوجه اميركا ومتمسكة بدور المدافع عن حقوق الفلسطينيين، ولو ان نتائج هذه السياسة تبقى متفاوتة.

وقال خبير المسائل الاقليمية محمد صادق الحسيني ان احد شعارات الثورة كان الاستقلال، وهذا حقق مئة بالمئة من النجاح. كان الشاه يطمح لان يكون شرطي المنطقة وانما بالاستناد الى الولايات المتحدة، في حين ان القرارات السيئة منها والصائبة تتخذ اليوم في طهران».

ومع قيام الثورة الاسلامية العام 1979 ثم قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، فان ايران ابتعدت نهائيا عن واشنطن.

وبعد ثلاثين عاما، لا يزال شعار «الموت لاميركا» مطروحا ولا سيما منذ وصول المحافظ محمود احمدي نجاد الى سدة الرئاسة في هذا البلد العام 2005.

وبذلك طويت صفحة محاولات سلفيه المحافظ اكبر هاشمي رفسنجاني والاصلاحي محمد خاتمي لتطبيع العلاقات مع الغرب، فيما عادت الى الصدارة المثل العليا الثورية.

بالطبع، فان احمدي نجاد كتب رسائل الى الرئيس الاميركي السابق جورج بوش وهنأ خلفه باراك اوباما، لكن نبرة الرسائل كانت اقرب الى الوعظ وقد انذرهما بان «الامبراطورية الاميركية على طريق الزوال».

وطهران هي الوحيدة التي تتبنى هذا الموقف في المنطقة، وهي تطالب باستمرار برحيل القوات الاميركية عنها.

وازدادت الهوة عمقا بين البلدين مع تعاقب تصريحات احمدي نجاد الاستفزازية التي يدعو فيها الى «ازالة «اسرائيل» عن الخارطة او ينكر «اسطورة» محرقة اليهود.

وقال دبلوماسي اوروبي «ان النظام الاسلامي بنى هويته على معاداة اميركا. والرئيس محمود احمدي نجاد يكتفي بترسيخ هذا العداء».

ولا تثير مطامح النظام الايراني مخاوف واشنطن فحسب بل كذلك الدول الاوروبية والعربية.

وقال المحلل الايراني ما شاء الله شمس الواعظين ان «سياسة الشدة هذه تزيد في الواقع من عزلة ايران على الساحة الدولية بين الدول الكبرى. وللتعويض عن ذلك، فهي تلعب ورقة الدول المتمردة مثل فنزويلا وكوبا وبوليفيا، انما كذلك روسيا والصين».

وتتجلى سياسة الشدة هذه في مواصلة ايران برنامجها النووي والصاروخي ووضعها اخيرا قمرا صناعيا في المدار، واعتمادها سياسة تدخل في العالم العربي.

ومن ابرز مؤشرات هذه السياسة دعم ايران الصريح لحزب الله اللبناني ولحركة «حماس» ولا سيما في قطاع غزة، وقد طرحت طهران نفسها في موقع المدافع الاول عن القضية الفلسطينية في العالم الاسلامي.

وقال حسيني «ان ايران تحظى بشعبية اكيدة في الشارع العربي حيث يأتي احمدي نجاد مباشرة بعد الامين العام لحزب الله حسن نصر الله» وفق قوله.غير ان هذا النفوذ الايراني يثير مخاوف السلطات المحلية العربية.

وقال دبلوماسي غربي يعمل في طهران ان «قضية غزة اظهرت عزلة ايران في العالم العربي الذي رفض ضمها الى صفوفه لمواجهة المسألة. كما انها زادت من حدة المخاوف حيال بلد يعتزم لعب ورقة الشارع ضد الانظمة القائمة».

ويبقى السؤال مطروحا بعد ثلاثين عاما على الثورة عما اذا كانت ايران قادرة على طرح شعاراتها الثورية جانبا وقبول «اليد المدودة» التي قدمها لها باراك اوباما لبدء حوار بين البلدين.

العدد 2346 - الجمعة 06 فبراير 2009م الموافق 10 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً