العدد 2346 - الجمعة 06 فبراير 2009م الموافق 10 صفر 1430هـ

صحيفة إسرائيلية تنشر تفاصيل اغتيال مغنية بناء على رواية لبنانية

نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس (الجمعة) تفاصيل بشأن عملية اغتيال القيادي العسكري في حزب الله اللبناني عماد مغنية بناء على رواية ضابط في المخابرات اللبنانية،على حد زعمها. وبحسب معدة التقرير الصحافية سمدار بيري، مراسلة الشئون العربية في «يديعوت أحرونوت» فإنها تحدثت بشكل مباشر مع ضابط المخابرات اللبنانية الذي أطلعها على تفاصيل عملية الاغتيال، ومع ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) روبرت بار.

وتزعم بيري أن بداية التخطيط لعملية اغتيال مغنية كانت إثر اعتقال أحد المسئولين في جهاز «العمليات الخارجية» في حزب الله ويدعى علي موسى دقدوق، وقد تم اعتقاله عن طريق الصدفة على أيدي رجال أمن عراقيين عندما كان موجودا قرب مركز شيعي في كربلاء في شهر يناير/ كانون الثاني من العام الماضي. وبعد تحقيق قصير تم تسليم دقدوق إلى محققي المخابرات الأميركية الذين بحسب الصحيفة الإسرائيلية قدروا جيدا «الكنز الذي وقع بين أيديهم» لأن دقدوق يعتبر أحد أكثر المقربين من مغنية.

وكان مغنية زعم أنه أرسل في العام 2005 دقدوق إلى العراق لتدريب ميليشيا «جيش المهدي» على تنفيذ هجمات ضد القوات الأميركية في العراق.

ورفض دقدوق، الذي كان يحمل وثائق مزورة، التحدث مع المحققين الأميركيين لكنه بعد ذلك أدلى بعدة روايات عن أصله، وبعد 3 أسابيع من اعتقاله بدأ يعترف بتفاصيل حول مغنية وحصلت الـ «سي آي إيه» على تفاصيل كثيرة عن مغنية. وتابعت «يديعوت أحرونوت» أن دقدوق زوّد المحققين الأميركيين بأرقام هواتف مغنية، والتي كان نادرا ما يستخدمها، وبأرقام هواتف المقربين القليلين من مغنية.

وقال ضابط قديم في المخابرات اللبنانية «الذي تم تكليفه بالتحقيق في ملابسات اغتيال مغنية قبل عام» لـ «يديعوت أحرونوت» إن الأميركيين سلموا المعلومات الاستخباراتية التي استخرجوها من دقدوق إلى الموساد الإسرائيلي، إذ كان هناك تطابق مصالح لأن «الأميركيين أرادوا تصفية مغنية، فيما كان الإسرائيليون يتوقون إلى تصفية حساب طويل معه» وخصوصا حيال ضلوعه في أسر الجنديين الإسرائيليين ايهود غولدفاسير وإلداد ريغف في يوليو/ تموزالعام 2006.

وذكرت الصحيفة أنه بات بالإمكان اغتيال مغنية بسبب ارتكابه «خطأ واحدا أكثر مما ينبغي»، ويتمثل هذا الخطأ بأن عددا من الأشخاص كانوا يعلمون بأنه سيزور السفير الإيراني الجديد في دمشق حجة الإسلام موسوي خلال حفل استقبال أقامه الأخير بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة والعشرين للثورة الإسلامية مساء 12 فبراير/ شباط من العام الماضي. وتعقب مخططو الاغتيال مغنية منذ مساء اليوم الذي سبق الاغتيال واستخدموا الصورة التي رسمها دقدوق حول تصرف وسلوك مغنية، ويبدو أنه تم التصنت على الهواتف، إذ تبين أن مغنية طلب من مرافقيه وسائقه عدم الوجود في محيط البيت الذي كان فيه، وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإنه كان برفقة امرأة، وأنه قاد سيارة الباجيرو وحده.

وشددت يديعوت أحرونوت على أن «الأيدي التي وضعت العبوة الناسفة القاتلة في مسند رأس المقعد إلى يمين السائق كانت أيد إسرائيلية فقط».

وقال ضابط المخابرات اللبنانية إنه «عندما يكون الحديث عن هدف لاغتيال سمين إلى هذا الحد يحظر الاعتماد على أية جهة أجنبية، فهناك تخوف دائم من تسرب معلومات ولا تتم المخاطرة بالخطة كلها». وعن وصول «الأيدي» الإسرائيلية إلى دمشق قال الضابط اللبناني «إن لدينا أدلة تشير إلى أن الطاقم التقني تسلل إلى سورية من كردستان بواسطة ثلاث سيارات، وتواجد في السيارة الأولى الحراس والخلية الداعمة وجلس في السيارة الثانية «التقنيون» المسئولون عن العبوة الناسفة وكان الهدف من السيارة الثالثة استخدامها للهرب في حال حدوث خلل». وأضاف الضابط أنه ليس فقط «التقنيين» الخبراء في اقتحام السيارات وزرع عبوات ناسفة كانوا إسرائيليين وإنما أيضا السائقين الذين كان لديهم شوارب ويتحدثون العربية.

وتابع أن هناك أدلة أخرى تشير إلى أن الخلية التي نفذت الاغتيال وصلت سورية من مكان آخر أقرب وليس من الحدود مع العراق وأنه «عندما تهتم مجموعة محترفة أن تبدو شبيهة بأبناء المكان ويكون سلوكها مثل التصرفات العادية لأبناء المكان فإنه بالإمكان تخطي الحدود والدخول إلى سورية عبر أماكن تم تعيينها مسبقا ومن دون إثارة شبهات».

وقالت الصحيفة إن «التقنيين» وصلوا إلى جيب الباجيرو وفككوا بابه وانتزعوا مسند الرأس من مكانه ووضعوا مسندا آخر مطابقا له وكان مفخخا وبعد ذلك غادروا المكان عبر مسار آخر تم تحديده مسبقا.

وذكر الضابط اللبناني أن خلية الاغتيال امتنعت عن وضع عبوة موقوتة تحسبا من حدوث تغيير في التوقيت وعدم عودة مغنية إلى السيارة في الوقت المناسب ولذلك آثروا على تفجيرها عن بعد لدى عودته إلى السيارة وبعد أن يتأكد مشغل العبوة أنه جلس في المقعد قرب السائق يضغط على الزر ويفجر العبوة.

العدد 2346 - الجمعة 06 فبراير 2009م الموافق 10 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً