أكد مراقبون في دمشق، أن العلاقات السورية الأردنية باتت على أبواب تحسن ملموس، واستندوا في ذلك إلى تصريحات أطلقها وزير الخارجية الأردني مروان المعشر أخيرا قال فيها إنه ليست هناك خلافات مع سورية رغم وجود وجهات نظر متباينة بين البلدين عن بعض القضايا، وأضاف إن هناك ترتيبات لزيارة يقوم بها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى دمشق.
وبطبيعة الحال، فان انعقاد قمة سورية أردنية، إذا تمت زيارة الملك عبدالله إلى دمشق من شأنه إعادة علاقات البلدين إلى مجراها الذي اتخذ طابع الاستقرار على مدى الأعوام الأخيرة مع قليل من التوترات، التي لم يرغب أي من الجانبين في تصعيدها.
وكانت العلاقات السورية الأردنية، شهدت توترا في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي بسبب مقالات صحافية نشرت في البلدين، إذ حملت أقلام سورية على تصريحات للملك في واشنطن واعتبرتها بمثابة إساءة للموقف السوري في مناهضة الاحتلال الأميركي للعراق وتشهيرا بسورية، فيما شنت الصحافة الأردنية حملة على ما قاله الرئيس بشار الأسد في مقابلة صحافية عن الأوضاع الإقليمية وخصوصا الوضع في العراق، وقد سارع رئيس الوزراء الأردني فيصل الفايز للاتصال بنظيره السوري محمد ناجي عطري بهدف وقف الحملة.
غير أن حملة المقالات الصحافية لم تكن نتيجة تصريحات الملك عبدالله والرئيس الأسد فقط، بل كانت تستند إلى اختلافات في سياسات البلدين، تراكمت أخيرا، وكان بين تعبيراتها افتراق في الموقف من الأزمة العراقية، إذ وقفت سورية ضد الحرب ونتائجها، فيما تعامل الأردن معها بصورة مختلفة، كما اختلف الموقفان في موضوع «خريطة الطريق» واختلفا أيضا عن السياسة الأميركية في المنطقة.
وأدى اختلاف المواقف السياسية للبلدين على نحو ما تجلى في مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في مايو/ أيار الماضي بخلاف سوري أردني معلن في الموقف من «خريطة الطريق»، ثم تكرر الأمر في اجتماع وزراء خارجية دول الجوار العراقي الذي انعقد بدمشق في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ونتيجة الخلافات تم إلغاء زيارة كانت مقررة للملك عبدالله الثاني إلى سورية هدفها تدشين سد الوحدة قرب الحدود المشتركة قبل شهرين، وقد أشيع أن الزيارة تأجلت لاختلاف في جدول المواعيد، ما عكس رغبة البلدين في عدم تصعيد الخلافات بينهما.
وطبقا لتوقعات المراقبين في دمشق، فان النهج السوري في التقارب مع دول الجوار على نحو ما تجسد في زيارة الرئيس الأسد إلى تركيا، واستقبال القيادات السورية الكثير من القادة العراقيين وبينهم رئيس مجلس الحكم العراقي السابق عبدالعزيز الحكيم في الشهر الماضي من شأنه تحسين العلاقات بين دمشق وعمَّان رغم الاختلاف في المواقف السياسية، بل إن المراقبين يرون، أن زيارة الملك عبدالله المتوقعة إلى دمشق، قد تؤدي إلى تقارب في المواقف خاصة مع تأكيد المعشر، انه لا خلافات بين سورية والأردن
العدد 488 - الثلثاء 06 يناير 2004م الموافق 13 ذي القعدة 1424هـ