العدد 488 - الثلثاء 06 يناير 2004م الموافق 13 ذي القعدة 1424هـ

بناء العنابي

حتى كتابة هذه السطور تكون قد مضت على بدء مباريات دورة الخليج 16 خمسة أيام، أكد فيها فريق عمان ما توقعه الكثيرون منه وقدم مباراة رائعة جميلة ممتعة، خصوصا في الشوط الاول، وأكد انه سيفوز لا محالة على فريق الامارات، بل اكد انه سيمحي الصورة المهزوزة التي ظهر بها أمام فريق اليمن المكافح، وكاد ان يدفع الثمن غاليا ليس بسبب سوء الاداء أو ضعف المستوى، ولكن كما هي حال النشوة والفوز لدى الفرق الصغيرة، الثقة الكبيرة التي نالها الفريق بعد تعادله مع فريق الكويت في مباراة الافتتاح، في الوقت الذي يدرك أي متابع للفريق العماني في السنوات الأخيرة ان هذا الفريق الاحمر قادم لا محالة لمنصات التتويج، وان هذا الفريق سيكون «بعبعا» ليس للفرق الخليجية فحسب بل حتى للفرق الآسيوية الكبيرة... عمان امتلكت كل المقومات لصناعة فريق كروي «رائع» خصوصا ان الفريق يمتلك ابرز هذه العناصر وأعني بها الروح القتالية العالية. كان الفريق يعاب عليه تأثره في حال دخول مرماه أي هدف. ولكن ذلك تغير مع مرور الايام وزيادة الخبرة والاحتكاك والانفتاح على الكرة العالمية، وهجرة بعض النجوم العمانيين إلى ما وراء الحدود واحترافهم في اندية خارجية... انتظروا الكرة العمانية انها قادمة لا محالة، ستطرق باب العالمية بلا شك، الفريق الذي ابهر العالم في تشيلي العام 1993 سيولد من جديد... لم يعد الفريق قانعا بالمراكز المتواضعة بل سيكون فارسا جديدا في تاريخ الخليج.

الفريق الآخر الذي أريد ان أتحدث عنه هو الأحمر الآخر وأعني به فريق البحرين... كان من المفروض ان يكون الفريق البحريني بطلا لدورة الخليج الماضية في الرياض، فقد ضم الفريق يومها افضل تشكيلة مثلت الكرة البحرينية في تاريخ دورات الخليج، كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من الوصول لكأس العالم... وخسارته في المنامة أمام الفريق السعودي بثلاثة اهداف مقابل لا شيء يومها، وهو الذي تعادل معه في الرياض، حطمت حماس اللاعبين وكسرت انطلاقتهم الرهيبة نحو المقدمة... في الوقت الذي كان أي رياضي يدرك أن أي فريق معرض للانتكاسة في أية لحظة وأي وقت. لذا خسر نقاطا امام تايلند في البحرين كان أحوج ما يكون اليها، بل كلفته هذه الخسارة اخفاقه في الوصول الى اليابان، ولو قدر للمنتخب البحريني يومها تحقيق ذلك، لكان لنجومه هؤلاء صفحة رائعة في سجل الانجازات والانتصارات والبطولات... لذلك شارك في الدورة الماضية يسبقه هذا السجل الجميل ولكنه مع ذلك لم يتمكن من تحقيق ما هو متوقع منه.

أما في هذه الدورة فالأمور تسير في صالحه، الفريق يضم عناصر شابة طيبة ذات بنيان جسماني رائع وروح قتالية قوية... ومدربا مجهولا لدى غالبية النقاد... وان افتقد الفريق لقائده الكبير محمد حسين، ولكن مع ذلك فإن الفريق قادر على ان يقول كلمته في هذه الدورة.

لم أتطرق الى بقية الفرق ولكن يرى الكثير من الناس والنقاد والجمهور بأن الفريق السعودي هو أكثر الفرق الخليجية المشاركة في هذه الدورة المهيأ لنيل الكأس... الا انني ارى على رغم صحة ذلك، ان الاخضر لم يظهر بمستواه المعروف، ولم يقدم حتى الآن ما هو متوقع منه... فالفريق السعودي يمر بمرحلة اعادة بناء جديدة، وهي خطوة سليمة في دنيا كرة القدم تنتهجها الكثير من الفرق والمنتخبات ولعل دورة الخليج مناسبة جيدة لذلك، وهذا ما توقعت ان يقدم عليه فيليب تروسييه وهو يعيد بناء العنابي من جديد ولكن شيئا من ذلك لم يتحقق... ولعل هذا الموضوع يلزمني في الايام المقبلة العودة اليه.

رئيس تحرير مجلة الصقر القطرية

العدد 488 - الثلثاء 06 يناير 2004م الموافق 13 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً