برز اقتراح إجراء انتخابات جزئية في المحافظات من بين الحلول المطروحة للخروج من المأزق الذي تشهده العملية الدستورية في العراق، بين إصرار المرجع الشيعي البارز السيدعلي السيستاني على إجراء انتخابات عامة قبل انتقال السيادة إلى العراقيين ورفض مجلس الحكم القاطع لذلك،. إلا أن هذا الاقتراح - الذي كشف عنه عضو مجلس الحكم محسن عبدالحميد - لايزال غير مبلور بشكل كاف وغير خاضع للدراسة في ظل موقف المرجعية وأبرز الأحزاب الشيعية التي ترى ان إجراء انتخابات عامة أمر ممكن في الظروف الحالية. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن الإدارة الأميركية تعتزم مراجعة خطتها المقترحة بشأن نقل السلطة، وعزت مصادر ذلك إلى رفض السيستاني.
عسكريا قتل جنود أميركيون ثمانية مدنيين عراقيين على الأقل في الفلوجة في حين سقطت مروحية أميركية على مقربة من الحبانية (غرب بغداد) بعد إصابتها بنيران المقاومة.
واشنطن، عواصم - محمد دلبح، وكالات
تعتزم الحكومة الأميركية مراجعة خطتها المقترحة بشأن نقل السلطة إلى حكومة عراقية انتقالية. وعزت مصادر هذه المراجعة إلى رفض المرجعية الدينية الشيعية في النجف. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مسئولين أميركيين عقدوا اجتماعات عاجلة الاثنين في بغداد وواشنطن فور إعلان المرجع على السيستاني رفضه أي تغيير في التعهد الأميركي لنقل السلطة.
ويقول مسئولون أميركيون إنهم يحاولون الاستجابة لمطالب السيستاني بإيجاد خطة جديدة توفق بين مطالب إجراء انتخابات تسفر عن تشكيل حكومة عراقية وبين الخطة الأميركية السابقة، مشيرين إلى أن الخطة الجديدة التي تناقش حاليا تفتح الباب أمام ضم مزيد من الناس إلى التجمعات التي ستشكل الجمعية الوطنية والحكومة العراقية الانتقالية بما يضمن المزيد من الشفافية في العمل.
ويرى محللون أن موقف السيستاني يعني تهديدا للخطة الأميركية، حيث يحظى باحترام وتأييد غالبية الشيعة في العراق. ووصف مسئول بمكتب السيستاني اتفاق نقل السلطة بأنه «اتفاق غير شرعي». وقال «لقد وُقع هذا الاتفاق على عجالة من دون إعلام مسبق». وسأل ممثل مكتب السيستاني في مدينة النجف محمد ال يحيى أمام حشد من طلبة جامعة بغداد «هل يعقل أن نخرج من لا شرعية لندخل في لا شرعية أخرى» وقال «نعتبر اتفاق نقل السلطة الحالي خطيرا إلى أبعد الحدود». وتابع «إننا نرفض بشكل حازم تغييب دور الشعب العراقي».
من ناحية أخرى أعلنت مصادر دبلوماسية أن مجلس الأمن أجرى أمس مشاورات مغلقة بشأن إمكان استقبال وفد من مجلس الحكم الأسبوع المقبل. وتقررت هذه المشاورات غير المدرجة على جدول الأعمال، لبحث هذا الطلب الذي قدمه وفد مجلس الحكم الذي دعاه إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي عنان. وقال مصدر دبلوماسي إن «أعضاء مجلس الأمن يريدون استقبال الوفد ويريدون إجراء محادثات سياسية مع أعضائه».
في تطور أخر قرر الحزبان الكرديان الرئيسيان في شمال العراق الاتفاق على آلية لتوحيد الإدارتين الحكوميتين التابعتين لهما في اربيل والسليمانية. وأعرب مسئولان عن تفاؤلهما بتوحيد إدارتي الحزبين في غضون الأيام القليلة القادمة. وتوقع فوزي الاتروشي، وهو مسئول إعلامي بارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني ان «يتم الإعلان عن البدء بدمج الإدارتين خلال أقل من أسبوع واحد».
وقال في تصريحات إن «الجانبين اتفقا وخلال سلسلة الاجتماعات التي عقداها الفترة الماضية على الكثير من الأمور المهمة، ولم يبق في طريق توحيد الإدارتين سوى الاتفاق على بعض الأمور التفصيلية».
ميدانيا ذكر شهود عيان أن جنودا أميركيين قتلوا أربعة مدنيين على الأقل أمس بوسط الفلوجة بعدما تعرضوا لهجوم صاروخي. وقالوا إن الجنود كانوا يقومون بدورية بعد احتجاج مناهض للولايات المتحدة عندما أطلق عليهم صاروخان.
وأضافوا إن رصاص الجنود قتل سيدة مسنة داخل منزل قريب وثلاثة رجال في سيارة. وقال شهود اخرون إن المرأة كانت تقف في شرفة منزل قريب فيما وجدت سيارة مارة نفسها محاصرة في تبادل إطلاق النار. وقتل الرجال الثلاثة الذين كانوا بداخلها. وقالت متحدثة عسكرية أميركية في بغداد أنها ليست لديها معلومات بأن الحادث.
كما لقي ثلاثة عراقيين حتفهم أمس بنيران القوات الأميركية أيضا في مظاهرة حاشدة في الفلوجة احتجاجا على إلقاء القبض على سيدة عراقية. وقالت «الجزيرة» نقلا عن مصدر بالقوات الأميركية إنها تعرضت لإطلاق النار من جانب مسلحين استغلوا المظاهرة ما دفعهم للرد بإطلاق النار. وأسفر ذلك عن مقتل ثلاثة عراقيين وإصابة خمسة آخرين.
وأضافت «الجزيرة» إن المشاركين في المظاهرة نفوا إنه وقع إطلاق للنار من جانبهم وإن المظاهرة كانت تعبيرا سلميا عن احتجاجهم على احتجاز مواطنة.
علي صعيد متصل أعلن طبيب في مستشفى الكوت أن خمسة متظاهرين وامرأتين من المارة جرحوا أمس خلال مواجهات عنيفة جديدة بين عاطلين عن العمل والقوات الأوكرانية في المدينة بعد أن ألقى المتظاهرون قنابل باتجاه الجنود. وجاء تبادل إطلاق النار بعد أن حاول الشيخ ليث الربيعي وهو زعيم ديني محلي تهدئة ثورة المتظاهرين وقبل أن يدخل مقر المحافظة للتفاوض مع السلطات المحلية. في غضون ذلك أعلنت القيادة المركزية الأميركية أمس عن تحطم مروحية من طراز أباتشي في منطقة ذراع دجلة شمال الفلوجة. ونقلت «الجزيرة» عن شهود في المنطقة أن صاروخ أرض جو أطلق على إحدى المروحيتين اللتين كانتا تحلقان في الجو في هذه المنطقة فأسفر عن إسقاطها بعد أن اشتعلت فيها النيران. بينما ظلت الأخرى تحلق جوا «خوفا من إصابتها بنيران أخرى».
وأعلنت الشرطة أن مدنيين عراقيين أصيبا، أحدهما بجروح خطيرة في انفجار عبوة لدى مرور الشاحنة التي كانا يركبانها على طريق تصل كركوك بالموصل تعودت القوافل العسكرية الاميركية أن تسلكها. وقالت مصادر في الشرطة ومستشفى الموصل أن شرطيين عراقيين قتلا ليل الاثنين الثلثاء برصاص مجهولين تمكنوا من الفرار في المدينة التي تقع في شمال العراق.
وتعرض مقر صحيفة «الصباح» الناطقة باسم «شبكة الإعلام العراقي» التي حلت محل وزارة الإعلام العراقية المنحلة والتي تشرف عليها سلطة التحالف لهجومين نفذهما مجهولون. واعترف مسئول عسكري أميركي في تكريت أمس إن أربعة مدنيين بينهم امرأة وطفل قتلوا برصاص أطلقته على ما يبدو قوات التحالف في بداية الشهر الجاري. وسلم حوالي ستين من المسئولين السابقين في حزب البعث الحاكم سابقا نحو 700 قطعة سلاح اغلبها بنادق كلاشنيكوف إلى الجيش الأميركى في قاعدة قريبة من الموصل في ثاني عملية من نوعها خلال أسبوع.
وذكرت صحيفة «انفورماسيون» الدنماركية أمس أن الشركة الدنماركية للأسلحة «دانسك اندستري سنديكات» (ديسا) التي تملكها مجموعة «اي بي مولر ميرسك» سلمت في 1986 مصنعا ينتج قذائف هاون من النوع الذي عثر عليه جنود دنماركيون في جنوب العراق الأسبوع الماضي.
الامم المتحدة - رويترز
قال دبلوماسيون إن وزير الخارجية الجزائري السابق وكبير مبعوثي الأمم المتحدة في أفغانستان الأخضر الإبراهيمي سيعمل مستشارا للأمين العام كوفي عنان لشئون العراق والقضايا الأخرى في العالم العربي والإسلامي.
ومن المتوقع ان يعلن عنان تعيينه في وقت لاحق من الأسبوع عندما يقدم الإبراهيمي تقريره الأخير عن أفغانستان إذ قضى العامين الماضيين مهندسا بارزا لعملية السلام وكبير ممثلي الأمم المتحدة.
غير ان الإبراهيمي قال لـ «رويترز» العام الماضي إنه رفض نداءات ليحل محل الراحل سيرجيو فييرا دي ميلو كأكبر ممثل لعنان في العراق. ودافعت الولايات المتحدة عن توليه المنصب. وقال مسئول في إدارة بوش «ربما يغير رأيه بحلول الصيف».
وكان لدى الإبراهيمي (70 عاما) الذي كانت صحيفة «واشنطن بوست» أول من كشف النقاب عن منصبه الجديد مهمتين في أفغانستان. وقبل عمله الأخير كان مسئولا عن محادثات السلام في ظل حكومة ميلشيا طالبان التي أطيح بها ولكنه استقال في العام 1999 متهما الدول المجاورة بأنها تتحدث عن السلام ولكنها تقدم الأسلحة
العدد 495 - الثلثاء 13 يناير 2004م الموافق 20 ذي القعدة 1424هـ