منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي 360 حاجا فلسطينيا من قطاع غزة من التوجه لأداء فريضة الحج، في وقت قال فيه دافيد سباكتور، المستشار الاستراتيجي السابق لرئيس الحكومة الإسرائيلية أريئيل شارون إن الشرطة الإسرائيلية تملك مستندات لن يتمكن شارون من البقاء في منصبه بعد نشرها والتي تبين مدى تورطه في قضية فضيحة مرتبطة بتمويل حملته الانتخابية، ودعت المعارضة الإسرائيلية شارون إلى الاستقالة في أعقاب ذلك.
وقال مصدر أمني فلسطيني إن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت 360 حاجا فلسطينيا من قطاع غزة من التوجه إلى السعودية لأداء مناسك الحج، وبدأ أمس الفوج الأول من حجاج القطاع بالتوجه عبر معبر رفح الحدودي مع مصر إلى الأراضي المقدسة. وذكر المصدر الفلسطيني ان سلطات الاحتلال أرسلت قائمة تضم أسماء ثلاثمئة وستين مواطنا فلسطينيا ممنوعين من السفر إلى السعودية لأداء مناسك الحج تحت حجج وذرائع واهية. وان من بين الممنوعين رجال كبار في السن وبعض النساء وان الفوج الأول من الحجاج غادر عبر معبر رفح الحدودي صباح أمس إلى مطار العريش في مدينة العريش المصرية إذ يستقل الطائرة إلى الحجاز. ومن جانبه أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان حصلت «الوسط» على نسخة منه أن عملية منع الحجاج الفلسطينيين تشكل انتهاكا صارخا لحق الإنسان في حرية الفكر والوجدان والدين، وخاصة حقه في إظهار دينه والتعبد وإقامة الشعائر الدينية وممارستها وتعلمها إما بشكل منفرد أو بالاشتراك مع جماعة، وعلانية أم في السر وتتنافى هذه الممارسات مع أحكام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وفي ملف شارون كشف سباكتور أمس في مقابلة للقناة الثانية من التلفزيون الإسرائيلي أن شارون علم بالتبرعات لتمويل انتخابه رئيسا لليكود كما كان متورطا شخصيا بجمع الأموال. وكان دافيد سباكتور، المستشار الاستراتيجي السابق لرئيس الحكومة الإسرائيلية، ألمح إلى احتمال أن تكون الوحدة القطرية للتحقيق في أعمال الغش والخداع، تتستر على معلومات يمكن لنشرها أن يقصي شارون عن رئاسة الحكومة. وقال إن الشرطة تملك مستندات لن يتمكن شارون من البقاء في منصبه بعد نشرها. وتعقيبا على ذلك قال السكرتير العام لحزب العمل اوفير بينس إن على شارون الاستقالة فورا وإن المعلومات التي تم الكشف عنها تثبت أن شارون متورط حتى قمة رأسه في قضية سيرل كيرن المالية وإنه يواصل ولايته فقط بسبب ضعف سلطة القانون في «إسرائيل» وإنه اشترى حكمه بالنقود ويتضح الآن أن ما ادعاه شارون أمام مراقب الدولة ووسائل الإعلام بأنه لم يعلم شيئا وان نجله قام بجميع الخطوات هو ادعاء كاذب. ونفى شارون ارتكابه لأية مخالفات في الفضيحة المستمرة منذ فترة والتي يقول معلقون سياسيون انها أثرت على صورته ولكنها لا تشكل تهديدا وشيكا على سيطرته على زمام الحكم. وخلال تحقيقات الشرطة معه العام الماضي نفى شارون علمه بقرض مزعوم قيمته 1,5 مليون دولار من صديق مقيم في جنوب إفريقيا استخدم بشكل غير مباشر لتغطية مساهمات غير مشروعة في حملته الانتخابية. أما عضو الكنيست يوسي سريد فقد وصف شارون برجل المافيا واصفا الفضيحة الجديدة بالفلم الإيطالي داعيا إياه للاستقالة. وعقب عضو الكنيست ران كوهن من ميرتس قائلا إن شارون يتولى الحكم بفعل الأكاذيب والأموال السوداء وان حكمه غير شرعي ودعاه إلى ترك كرسي الحكم وأخذ أولاده والاختفاء عن الحياة العامة.
وميدانيا أصيب سبعة مواطنين فلسطينيين في خان يونس جراء إطلاق النار عليهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي إذ فتح جنود الاحتلال المتمركزين على حاجز التفاح غرب مدينة خان يونس نيران أسلحتهم تجاه المواطنين الفلسطينيين ما أدى إلى إصابة ثلاثة من أفراد الأمن الوطني الفلسطيني وثلاثة مواطنين آخرين.
في حين تظاهر نحو الفي فلسطيني أمس في جنين تضامنا مع أحد قياديي كتائب شهداء الاقصى أصيب بجروح الاسبوع الماضي برصاص الجيش الاسرائيلي. وسار المتظاهرون ومن بينهم 200 مسلح في شوارع المدينة تضامنا مع زكريا الزبيدي احد كوادر كتائب شهداء الاقصى، التابعة لحركة فتح الذي نجا الجمعة الماضية من محاولة تصفية على يد الجيش الإسرائيلي. وكان الزبيدي تمكن من الفرار بعد إصابته بثلاث رصاصات أطلقها عناصر أمن إسرائيليون يرتدون الزي المدني في مخيم جنين.
واشنطن - محمد دلبح
أعرب المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركي هوارد دين عن رغبته في الحصول على مزيد من المعلومات من الحكومة الإسرائيلية بشأن مسار جدار الفصل الذي تقيمه في الضفة الغربية المحتلة. وقال مستشار دين للسياسة الخارجية داني سبرايت، إن الأخير يرغب في أن تطلعه الحكومة الإسرائيلية على سبب اختراق الجدار الفاصل للضفة الغربية في بعض المواقع. فيما قال ليون فيرث الذي عين الأسبوع الماضي مستشارا لحملة دين الانتخابية عن السياسة الخارجية إنه يعتقد أن دين يتفهم التبرير الذي تستند إليه سلطة الاحتلال الإسرائيلي في بناء الجدار، إلا أنه يعتقد أن «إسرائيل» ستجد صديقا جيدا في البيت الأبيض كما كان الحال في الماضي في حال انتخاب دين رئيسا للولايات المتحدة.
من جهة ثانية، وعد المرشح الديمقراطي الآخر ويسلي كلارك بتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين إذا انتخب رئيسا للولايات المتحدة. واتهم في حديث له في هانوفر بولاية نيوهامبشاير الأميركية، الرئيس الأميركي جورج بوش بأنه أظهر افتقاره إلى الزعامة في التوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال: «سأكون هناك، وسيكون لي ممثلين هناك، وسنحقق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهذا وعد». وأضاف كلارك انه كان من المدافعين
العدد 495 - الثلثاء 13 يناير 2004م الموافق 20 ذي القعدة 1424هـ