اعتبر وزير الحكم المحلي الفلسطيني جمال الشوبكي أمس ان قرار «إسرائيل» مقاطعة جلسات محكمة العدل الدولية بشأن شرعية «الجدار الأمني» الذي تبنيه في الضفة الغربية، يعكس فشلها في الدفاع عنه. وقال إن الإسرائيليين «رأوا فشلهم المسبق في إقناع العالم بما يريدون قوله لذلك قرروا مقاطعة» الجلسات. وتابع إن «إسرائيل»: «كانت تدفع في البداية من أجل قرار بعدم اختصاص محكمة لاهاي بمناقشة قضية الجدار على أساس انها قضية سياسية وقرارهم اليوم نابع من فشلهم في الدفاع عن هذا الموقف». واعتبر كبير المفاوضين صائب عريقات ان القرار يثبت أن حكومة «إسرائيل» مستمرة في فرض الحقائق والخطوات الأحادية الجانب.
الأراضي المحتلة، عواصم، وكالات -محمد أبوفياض
قررت «إسرائيل» أمس مقاطعة جلسات محكمة العدل الدولية في لاهاي بشأن شرعية «الجدار الفاصل» المثير للجدل الذي تبنيه في الضفة الغربية في حين قتلت قواتها التي وضعت في حال تأهب، أربعة فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأعلنت رئاسة الحكومة الإسرائيلية في بيان «ان اللجنة الوزارية قررت اعتماد توصيات فرق الخبراء وعدم المشاركة في جلسات المحكمة التي ستبدأ في 23 فبراير/ شباط». وأضاف «ان اللجنة التي يرأسها رئيس الوزراء ارييل شارون قررت التمسك بالوثيقة الخطية التي سلمتها «إسرائيل» إلى المحكمة في 30 يناير/ كانون الثاني». وتعتبر «إسرائيل» في الوثيقة ان محكمة العدل «لا تملك الصلاحية لمناقشة مسألة بناء جدار لتفادي الإرهاب لان من حق «إسرائيل» الأساسي تأمين دفاعها». ويركز الفلسطينيون على الجانب القانوني في تحضيراتهم لجلسة المحكمة. وقال المستشار القانوني في طاقم المفاوضات التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية مايكل طرزي لوكالة «فرانس برس» عن هذه التحضيرات «سينصب عملنا في الموضوع على القاعدة القانونية وليس على مناورات العلاقات العامة» في إشارة إلى رفض الدخول في منافسات إعلامية مع «إسرائيل». وقال احد المشاركين في إحدى اللجان والذي لم يود الكشف عن اسمه «اننا نضمن النجاح في سير هذه المحكمة من دون اللجوء إلى الحملات الإعلامية لان القانون بجانبنا، ونحن في موقع الهجوم». وقال مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل أبو ردينة «إن هناك لجنة قانونية لديها خبراء قانونيون وتضم محامين ومستشارين فلسطينيين وعربا وأميركيين وأوروبيين لمتابعة القضية، إضافة إلى لجان أخرى متخصصة». وتابع ان الرئيس عرفات «يشرف على اللجنة السياسية والوفد الرسمي ويتابع الموضوع من جميع جوانبه». وحصل رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع أمس على دعم البابا يوحنا بولس الثاني في حملته ضد بناء الجدار. وقال الحبر الأعظم إن «المصالحة في الأراضي المقدسة بحاجة إلى صفح وليس إلى ثأر والى جسور لا إلى جدران». في غضون ذلك أعلنت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في شمال القدس أمس، عن استئناف سلطات الاحتلال لنشاطاتها في منطقة الرام، ومحيط حاجز ضاحية البريد، لترسيم حدود مسار جدار الفصل العنصري في المنطقة. وأعلنت «إسرائيل» حالة التأهب القصوى عقب تهديدات الناشطين الفلسطينيين بالانتقام لاستشهاد 15 من الفلسطينيين خلال التوغلات الإسرائيلية في قطاع غزة. فقد أقامت الشرطة الإسرائيلية المتاريس عند مداخل مدينة القدس بينما تلقى أفراد الأمن الذين يتولون حراسة الحافلات العامة أوامر بأن يتحلوا بمزيد من اليقظة. وتوعد نشطاء «حماس» أمس بشن هجمات ضد الإسرائيليين «في كل مكان». وناشدت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة كل الخلايا في مدن ومخيمات اللاجئين بقطاع غزة والضفة الغربية تنفيذ «عمليات استشهادية كبيرة» ضد الإسرائيليين سواء في كلا المنطقتين أو داخل «إسرائيل». إلى ذلك أعلنت مصادر فلسطينية وإسرائيلية أمس ان احد ناشطي «حماس» قتل برصاص الجيش الإسرائيلي في قرية قراوة بني زيد في قضاء رام الله في الضفة الغربية. وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن «سامح ياسر فوزي عرار «24 عاما» احد ناشطي حماس من قرية قراوة بني زيد غرب رام الله قتل برصاص وحدات خاصة تابعة للجيش الإسرائيلي». وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية ان «قواتا من الجيش حاولت اعتقال سامح عرار في قريته لكنه حاول الفرار من المكان فأطلق عليه الجيش رصاصا لتحذيره أصابه وارداه قتيلا». وذكر شهود عيان، أن قوة احتلالية خاصة، اعتقلت عرار وهو حي بعد إصابته بجروح وأن وحدات خاصة من المستعربين المتنكرين بلباس مدني تسللوا إلى منطقة «النقار» الوعرة شرق بلدة قراوة، وحاصروا أحد المنازل وشرعوا بإطلاق نار كثيف صوبه، ما أدى إلى إصابة الشاب عرار بأربعة أعيرة نارية في أطرافه قبل أن يتم اعتقاله وتصفيته بدم بارد. وأعلن شهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية ان الجيش الإسرائيلي دمر عشرات المنازل الفلسطينية كليا أو جزئيا قبل أن ينسحب أمس من مخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة. وقالت المصادر نفسها إن القوات الإسرائيلية التي انسحبت من منطقة بلوك «ج» في مخيم رفح «دمرت عشرة منازل كليا وحوالي خمسين منزلا جزئيا أو ألحقت بها أضرارا مختلفة جراء القصف المدفعي أو بالتجريف». وأوضح مصدر أمني في رفح إن «بين المنازل التي دمرت كليا بواسطة المتفجرات مبنى سكنيا مكونا من خمسة طوابق يضم كل منها عشر شقق سكنية تعود ملكيته لعائلة شعث». وأشار المصدر الأمني إلى أن «أضرارا جسيمة لحقت بثلاث مدارس اثنتان منها تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الاونروا» كما جرفت قوات الاحتلال مساحة من الأراضي الزراعية قرب المخيم». وأكد مصدر طبي ان «العدوان الإسرائيلي على مخيم رفح أسفر عن استشهاد ثلاثة مواطنين وجرح واحد وعشرين آخرين لايزال غالبيتهم يعالجون في المستشفى وثلاثة منهم في حال خطرة جدا». كما أفاد متحدث أمني فلسطيني ان الجيش الإسرائيلي اعتقل صبيين فلسطينيين في حي السلام برفح جنوب قطاع غزة كما أغلق معبرا تجاريا في رفح. وقال ناطق باسم مديرية الأمن العام في قطاع غزة إن الجيش «اعتقل صبيين في الـ 14 من العمر من عائلة أبو عرمانة في حي السلام برفح». وخرج الآلاف من الفلسطينيين أمس في جنازة حاشدة في غزة لتشييع خمسة شهداء سقطوا في اجتياح حي الشجاعية. كما شيعت الجماهير في رفح ثلاثة شهداء. ودعا القيادي البارز في حماس الشيخ إسماعيل هنية، قريع بعدم عقد أي لقاء مع شارون. وقال الشيخ عبدالله الشامي احد قادة الجهاد في غزة إن «العدو مجرم وقاتل لكننا نشهد أننا طلاب حق «...» ونحن على استعداد لتقديم مزيد من التضحيات لحريتنا وحرية أرضنا». ودعا وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث الولايات المتحدة أمس إلى لعب دور أكثر فاعلية لإحلال السلام في الشرق الأوسط قبل الحملة الانتخابية الرئاسية الاميركية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. وقال «نود أن نرى الأمور تتحسن بدلا من ان تتدهور».
القدس المحتلة - أ ف ب
ذكرت صحيفة «معاريف» أمس ان الشرطة الإسرائيلية تفكر في تعليق أكياس معبأة بشحم الخنزير في الحافلات لمنع الانتحاريين الفلسطينيين من الصعود إليها لتنفيذ هجمات. وقالت إن شحم الخنزير سيلطخ الانتحاريين عندما يقومون بتفجير أحزمتهم في الحافلة. وأضافت إن الشرطة حصلت على موافقة السلطات الحاخامية على هذا «السلاح الثوري» مع أن الديانة اليهودية تعتبر الخنزير حيوانا نجسا وتحرم أكل لحمه. وأكد الحاخام اليعازر موشي فيشر الذي يتولى إدارة معهد للدراسات التلمودية في القدس في مذكرة أن «استخدام أكياس من شحم الخنزير لحماية الأماكن العامة شرعي لان الأمر يتعلق بحياة بشر»
العدد 525 - الخميس 12 فبراير 2004م الموافق 20 ذي الحجة 1424هـ