توعية القيادات النسائية الخليجية بالحملات الانتخابية الاقليمية وإدارتها كان هو الهدف الاساسي لقيام كل من المعهد الجمهوري العالمي IRI والمعهد الوطني الديمقراطي NDI بالتعاون مع المجلس الاعلى لشئون الاسرة في دولة قطر بتنظيم ورشة عمل تحت عنوان «شركاء في المشاركة» التي استمرت لمدة خمسة أيام في الفترة (14-18) فبراير/شباط الجاري واقيمت في العاصمة القطرية الدوحة.
في نهاية الورشة رفعت المشاركات بيانا اكدن فيه عدة نقاط اولها ان الديمقراطية تبدأ باحترام حقوق الإنسان، التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين، والمتمثلة في كل الحقوق المدنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والحياتية والأمنية، كما اكدن على انه لا معنى للديمقراطية في صندوق اقتراع مادام طفل في أرض عربية يقتل من دون سبب، واشارت المشاركات إلى انتمكين المرأة في الحياة العامة هي مهمة منوطة بالمجتمعات العربية وانه يتوجب اختيار الأساليب والآليات المختلفة لوصول المرأة إلى مواقع صنع واتخاذ القرار، وهي قضية ذات خصوصية بواقع ومستوى التجربة في كل مجتمع. كما طالبت المشاركات في إعادة النظر في سياسة الولايات المتحدة الأميركية الخارجية تجاه الأمة العربية والإسلامية وضرورة اتخاذ المواقف الداعمة للحق والعدالة والسلام، ودعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة، وأكدن ضرورة العمل على تنظيم المزيد من ورش العمل التدريبية المماثلة حول كيفية إدارة الحملات الانتخابية من أجل تحقيق فرص النجاح والتغلب على الصعوبات ولتمكين المرأة من الوصول إلى المواقع القيادية.
شاركت في الورشة 60 امرأة يخدمن كموظفات في المؤسسات الحكومية، ومرشحات سابقات أو مستقبليات، وقيادات اجتماعية مدنية وناشطات من كل من مملكة البحرين ودولة الكويت وسلطنة عمان ودولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية اليمن، وقد حاضر في الورشة 15 خبيرا من كندا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية وجمهورية لبنان. يذكر ان الورشة جاءت بمبادرة من وزير الخارجية الأميركية كولن باول في 12 ديسمبر/ كانون الأول العام 2002.
وعن ضرورة اقامة مثل هذه الدورات قالت عضو جمعية الميثاق فاطمة البوعينين «إن التجربة الانتخابية التي خاضتها مملكة البحرين لم تكن على أساس موضوعي وكان ينقصها الكثير من الخبرة، لأن آلية التنفيذ أنقصت من آلية الانتخاب، ولم تقسم الأهداف العامة إلى أهداف صغيرة».
من جانبها قالت عضو جمعية العمل الوطني الديمقراطي أشرف غلوم: «إن الورشة كانت جيدة ومنظمة إلى حد كبير (...)، كما علمتنا كيفية التعامل مع المنافسين والمتطوعين والمجندين وكيفية مساعدتهم»، وتمنت غلوم تكرار مثل هذه الورش والتجمعات الخليجية للاستفادة من خبرات النساء العربيات على جميع الأصعدة، كما تمنت أن تحصل المرأة البسيطة التي لا تملك أي منصب على فرصتها في حضور مثل هذه الورش.
وأوضحت رئيسة لجنة التخطيط والتطوير في جمعية المستقبل النسائية ماجدة شاكر ان هذه الورشة ساهمت إلى حد كبير في تعليم المشاركات أساسيات الخطة الانتخابية، والحاجة إلى وضع خطة زمنية مسبقة، الى غير ذلم من تفاصيل إقامة الحملات الانتخابية، كما اقترحت شاكر تأسيس مكاتب متخصصة داعمة للانتخابات.
وتتفق معها كل من عضو جمعية العمل الوطني الديمقراطي بدرية علي وعضو جمعية البحرين النسائية صبا العصفور اللتان سبق أن رشحتا في الانتخابات البلدية السابقة، كما شاركتا في ورش انتخابية سابقة، تقول بدرية:« أن المعهد الجمهوري والديمقراطي أخذا عهدا على نفسيهما أبتدريب نساء عربيات من أجل تمكينهن من الحياة السياسية، كما ان المعهد الديمقراطي قام بعقد دورات على أرض المملكة تساند المرشح عندما يدخل الانتخابات، وهذه أول مرة يقوم فيها المعهدان بالاشتراك في دورة واحدة وبالتالي فهناك شعور بأن ان ذلك يحمل رسالة سياسية من قبل أميركا لأنها صاحبة المبادرة لتسويق الديمقراطية»، وقد عبرت الاثنتان عن امتعاضهما للتمثيل الأميركي الواضح الذي حاول كلا المعهدين أن يعلنا عنه بصورة واضحة.
من جهتها قالت عضو جمعية العمل الوطني فاطمة يتيم: «إن الاستفادة من خبرات بعضنا بعضا هو أكثر ما استفدنا منه أثناء حضورنا للورشة، وخصوصا ان معظم من حضر الورشة كن من المرشحات أو المتطوعات في الحملات الانتخابية»، وأضافت « كنت إحدى المتطوعات في حملة انتخابية، وكانت من مهماتي توعية الأهالي والمرأة بالخصوص عن كيفية ممارسة حقها الانتخابي في التصويت، وعلى هذا الأساس نظمنا حملات لزيارة الاهالي، كما فتحت الجمعية مقرها لكل مترشح كي يشرح برنامجه الانتخابي مع عضوات الجمعية، وقمنا بعمل جدول مناوبة بحيث كنا نحضر يوميا في مقر الجمعية للإجابة على أي استفسار، كما أصدرنا كتيبا عن المجالس البلدية».
وقالت عضو جمعية العمل الإسلامي ليلى دشتي: «تعلمت أشياء كثيرة خصوصا مجابهة وسائل الإعلام، كماأن أمور مثل وضع خطة المرشح تعتبر آمور جديدة بالنسبة إلينا، كما تنبهنا من خلال التجارب التي عرضت علينا لبعض الأخطاء التي وقعنا فيها مسبقا».
اما رئيسة الجمعية البحرينية لتنمية المرأة خديجة السيد فقد توجهت بالشكر للمعهدين لأتاحتهما الفرصة للقيادات النسائية السياسية والاجتماعية «كلا بحسب موقعه» لحضور هذه الورشة، خصوصا ان المجتمعات الخليجية مقبلة على تغيرات إصلاحية، كما أوضحت أن الورشة اتاحت فرصة الالتقاء بقيادات عربية وخليجية عن كثب للتحاور معها فيما يدعم قضايا المرأة.
وأخيرا أكدت الإعلامية اليمنية ذكرى عباس ان الورشة لها دور كبير في مساندة النساء ولقيادة انتخابات ناجحة توصلهن إلى المجالس البلدية والبرلمان، من ناحية إعداد حملة الدعاية والإعلان، وجمع التبرعات، وتجميع المتطوعين، والتأثير على الناخبين وكيفية تهيئة المرشحين لدخول الانتخابات. وأضافة: «من الانطباعات السيئة التي تركتها الورشة هي تقديم النموذج الأميركي كمثال، وبكل تفاصيلة كجمع التبرعات، وطرح المنافسات بطريقة مثالية لا يمكن إجراؤها في مجتمعاتنا العربية التي تكون الحكومة فيها هي المنافسة(...) ولكن الفائدة تمثلت في الاستماع إلى تجارب حقيقية، إذ كانت التجربة ناجحة في جمهورية المغرب وفي سلطنة عمان، ودولة قطر، ولكنها كانت مؤلمة في بقية الدول العربية نتيجة للكثير من العادات والتقاليد، والظروف المالية، والشروط الاجتماعية»
العدد 536 - الإثنين 23 فبراير 2004م الموافق 02 محرم 1425هـ