العدد 536 - الإثنين 23 فبراير 2004م الموافق 02 محرم 1425هـ

تربية العقم

تعكف المجتمعات الشرقية على أن تكون التربية بين الجنسين أمرا منفصلا، وبالتالي فإن التبعات التي تأتي من ورائها تكون منفصلة أيضا.

فالولد في هذه المجتمعات (خصوصا العربية منها) يعامل بشكل يقترب أحيانا من تربية الأمراء والسلاطين، فتجده مخدوما من قبل كل إناث المنزل بمن فيهن والدته، أما هو فيأخذ سيرة أبيه الذي من «العيب» أن يدخل إلى المطبخ ولو على سبيل ملاطفة ربة المنزل وتسليتها وهي تعد الطعام.

في المقابل، يجري تمرين الفتاة لتكون ماهرة في كل شيء، من الشراء من السوق، وتدبير أمر المنزل، إلى إجادة «خدمة» ذكورها ذوي العلاقة، وصولا إلى التفاوض مع كل الأطراف من أجل مستقبل أطفالها.

هذه التجربة المتكررة، صارت تتناقص إلى حد كبير في السنوات الأخيرة، ولكنها - مع ذلك - أنجبت أولادا لا يكادون يفقهون شيئا في فنون التعامل مع الحياة، ملولين إلى حد الضجر، معتمدين أن هناك من «يجب» أن يخدمهم ويتولى شئونهم الحياتية نيابة عنهم، وأن لابد من «امرأة» تكنس وراءهم كسلهم وفوضويتهم وعدم مبالاتهم إلا بنفسهم، وذلك لكي يتفرغوا إلى «إبداعاتهم»، إن كانوا مبدعين، ويشغلون المرأة في طاحونتها اليومية التي لا تنتهي إلا بنهايتها.

غيم الشمال

العدد 536 - الإثنين 23 فبراير 2004م الموافق 02 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً