العدد 536 - الإثنين 23 فبراير 2004م الموافق 02 محرم 1425هـ

العام والخاص بين الرجل والمرأة

تخصيص الصفحات الأسبوعية والمجلات النسائية واللجان الخاصة بالمرأة يثير دائما التساؤل بشأن ما هو الخاص والعام بين المرأة والرجل؟ سؤال يبدو بديهيا للوهلة الأولى، لكن الإجابة عليه هي التي قسمت الناس لتيارات مختلفة بشأن قضية حقوق المرأة.

فمنهم من يرى أنه لا يوجد اختلاف بين الرجل والمرأة مطلقا بدءا باللباس وانتهاء بالوظائف والأدوار الحياتية المختلفة وهو يرى أن المرأة يجب أن يتملكها هوس اسمه التشابه مع الرجل في كل شيء واقتحام جميع مواقعه حتى تتحقق المساواة فتهجر المنزل وتنزل لورشة الحدادة والنجارة وكراج السيارات وتصارع للوصول إلى المناصب السياسية وتتقمص كل ادوار الرجل فهو المثل الأعلى وهي الأدنى، من دون أن يطالب الرجل بالاشتراك معها في أدوارها. ولا تنسى مساء أن تتصفح الوجوه الناعمة والأيادي الملساء في المجلات النسائية فتحقرها لأنها عاشت أنثى فقط وفكرت في هذه الأمور.

أما التيار الآخر فهو الذي يخصص بعض الشئون للمرأة ويحتقرها للرجال مثل شئون المنزل وتربية الأبناء والحقوق الزوجية والجنسية وحسن المظهر، النتيجة جيل من الأزواج والأبناء والآباء لا يكلف نفسه شربة الماء ولا ترتيب سريره ولا تنظيف غرفته ولا كي ملابسه ولا إعداد كأس من الشاي أو وجبة فطور، ولا حمل طفله ولا تربية أبنائه ولا الاهتمام بمظهره ورائحته ولا يفقه شيئا من الحقوق الزوجية للرجل والمرأة، لأن كل ذلك من اختصاص النساء من دون الرجال.

المفارقة أن القرآن وسيرة النبي والأئمة القادة تعرض عكس هذا الفهم تماما فنموذج الأب المربي للأبناء نجده عند يعقوب مع أبنائه وداوود مع سليمان ونوح مع ابنه ولقمان مع ابنه والنبي وعلي مع أولادهما. بينما نجد صورة المرأة المجاهدة والعالمة والقائدة والخطيبة عند الكثير من النساء عبر التاريخ.

هناك أدوار مشتركة وهناك مناطق فاصلة وهناك مواقع متبادلة بين الرجل والمرأة ينبغي إعادة تصنيفها جيدا، ومن اليوم نتمنى أن يوجد قراء رجال لصحافتنا النسوية إذا أحسنت تصنيف الخاص والعام بين الرجل والمرأة.

صفية يوسف

العدد 536 - الإثنين 23 فبراير 2004م الموافق 02 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً