العدد 2717 - الجمعة 12 فبراير 2010م الموافق 28 صفر 1431هـ

إيران سجلت نقطة لكن تحديها النووي قد يكلفها ثمناَ باهظا

سجلت الحكومة الإيرانية أمس الأول نقطة على الصعيد الداخلي بمنع المعارضة من التشويش على احتفالات الذكرى الحادية والثلاثين للثورة الإسلامية لكن تحديه في المجال النووي قد يكلفه ثمنا باهظا على الصعيد الدولي.

وتمكنت السلطات بفضل تدابير أمنية ضخمة من احتواء التظاهرات المناهضة للرئيس محمود احمدي نجاد والحؤول دون تحولها إلى مواجهات شاملة في البلاد كما حصل خلال يوم عاشوراء 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

ويصعب تحديد حجم تعبئة المعارضة يوم (الخميس) الماضي بعد أن تمكنت السلطات من شل شبكة الإنترنت التي يستعملها المعارضون في التواصل والتشويش على البرامج التلفزيونية التي تبث من الخارج ومنعت الصحافيين القلائل العاملين في وسائل الإعلام الأجنبية من تغطية الأحداث ميدانيا.

ويدل هذا الحظر غير المسبوق في ذكرى الثورة، على مدى تخوف السلطات من استعراض المعارضة قوتها بمناسبة حدث يستخدم عادة لتأكيد وحدة النظام وما يتمتع به من دعم شعبي. ولم تدخر السلطات جهدا لإحباط سلسلة تظاهرات المعارضة المتكررة منذ إعادة انتخاب احمدي نجاد في يونيو/ حزيران الماضي والتي أدت بالجمهورية الإسلامية إلى اخطر أزمة في تاريخها.

وكثفت السلطات عمليات الاعتقال الوقائية والتهديدات ومنعت (الخميس) ابرز قادة المعارضة الإصلاحيين من المشاركة في التجمعات الرسمية التي دعوا أنصارهم إلى المشاركة فيها بكثافة من اجل التعبير عن آرائهم.

واقتصرت التظاهرات على تجمعات معزولة، سرعان ما قمعتها قوات مكافحة الشغب التي اعتقلت الكثير من الأشخاص حسب شهادات حصلت عليها «فرانس برس»، في طهران حسب معلومات بثتها مواقع المعارضة التي تحدثت عن حصول تظاهرات في كبرى المدن أقل من تلك التي جرت بمناسبة عاشوراء.

وبعد أن تمكنت الحكومة من كم المعارضة، أبرزت مشاركة مئات الآلاف - بل الملايين حسب السلطات - من الإيرانيين في المسيرات الرسمية.

واعتبر المحلل الإيراني المقرب من المحافظين المعتدلين أمير محبيان أن «السلطة نجحت في إظهار قدراتها على التعبئة وتأكيد انه لا يمكن للشارع أن يفرض خياراته». وأصاف أن في الوقت ذاته «نشهد ضعفا لحركة الخضر (المعارضة) التي تقهقرت من التظاهرات الحاشدة في نهاية يونيو/ حزيران إلى تظاهرات اكثر عنفا وأعمال يائسة».

كذلك أبدت السلطة قوتها بالإعلان إيران «دولة نووية» بعد انطلاقها يوم (الثلثاء) الماضي بافتخار في إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة على الرغم من تحذيرات الدول الكبرى المتخوفة من أغراض طهران العسكرية.

وقال محبيان إن «تعبئة الخميس لصالح النظام تعزز معارضة إيران في وجه الغربيين في الملف النووي» متوقعا أن تعتمد طهران من الآن فصاعدا «موقفا حازما» من هذه المسالة.

وجدد الرئيس احمدي نجاد التأكيد (الخميس) أمام حشود من أنصاره أن طهران لا تنوي امتلاك السلاح النووي.

وقال محلل غربي طلب عدم ذكر اسمه أن «هذه الخطوة الجديدة في تحدي الأسرة الدولية لا يمكنها سوى أن تسرع في تشديد العقوبات الاقتصادية والسياسية وان تؤدي إلى تزايد عزلة وإضعاف إيران».

وأضاف «إذا لم يستغل النظام عرضه للقوة للتفاوض على الصعيدين الداخلي والخارجي على حد سواء، بل يشدد مواقفه، فإن انتصار الخميس قد لا يكون سوى فوزا بدون افق».

العدد 2717 - الجمعة 12 فبراير 2010م الموافق 28 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:50 ص

      الجمهورية تسير و الكلاب تنبح

      لا شك أن قطار الجمهورية يسير بكل قوة و عزيمة و ثبات و بوضوح و أن هذه الحركة حركة موضوعية مدروسة بعيدة عن التشنج كما يصفها الحاقدون ، و أن نهج الامام الخميني و مبادئه ثابته ومن أهمها الحرية و السيادة و العزة و الكرامة وهذه المبادئ التي يجب أن يعمل من أجل تحقيقها مل العاملون في مجال مقارعة الظلم و الاستبداد و الابتعاد عن الضعف و الاستكانة و اليأس و جلد الذات ، حيث أنه بالإيمان الحقيقي و الواعي و الالتزام بالوحدة و الحوار بين حركات التحرر يمكن أن نصل إلى أهدافنا العادلة
      تحياتي أبو سيد حسين

اقرأ ايضاً