التكنولوجيا في الحقيقة هي كلمة دخيلة انجليزية تعني في المقابل التطور والحداثة والدقة في العمل مع سرعة في الانجاز.
والوسائل التكنولوجية التي ابتكرها وصنعها الغربيون ونستهلكها نحن الشرقيون كثيرة ومختلفة كتعدد وسائل الاعلام وقنواته وبرامج الحاسوب الآلي بما فيها شبكة الانترنت العالمية وكذلك المجلات والصحف التي تطلعنا على مختلف الأخبار وشتى المعلومات.
ولكن استخدامات الشباب لها تختلف من شاب الى آخر كل بحسب نشأته وتربيته وامكاناته المادية وقدراته العقلية وهم وفق ذلك ينقسمون الى فئات كثيرة فمن الشباب من تستهويهم قراءة المجلات والصحف ومنهم من يتولع بجهاز يسمى كمبيوتر ومنهم من يقضي أوقاتا كثيرة ويمضي ساعات طويلة أمام جهاز التلفزيون.
وكما هو معروف إن لكل شيء توصل اليه الانسان واخترعه نوعين من الاستخدام أحدهما حسن والآخر سيئ وكأنه أشبه بسلاح ذي حدين أحدهما نافع والآخر ضار وان الاختيار هنا يعتمد على الهدف المراد تحقيقه، فكلما كان الهدف ساميا ونبيلا كان الاستخدام فعّالا لأي من الوسائل التكنولوجية المتطورة بغض النظر عن نوعها.
ولكن يؤسفني ويحزنني في الوقت نفسه جهل مجموعة من الشباب الذين هم في مقتبل العمر وعدم وعيهم بطريقة الاستخدام الأمثل لتلك التكنولوجيا إذ ألاحظهم مثلا يقبلون على شراء المجلات والصحف ولكن ليس بغرض التثقّف والحصول على مزيد من المعلومات أو زيادة الاطلاع وإنما لغرض التسلية ومتابعة آخر صيحات الموضة في اللبس والشعر والمكياج أو لمعرفة أحدث أعمال الفنانين والفنانات، أو الذهاب لمشاهدة أفلام في احدى دور السينما كالأفلام الاجرامية أو الجنسية التي لا يجني منها الشباب أية فائدة سوى الفساد الأخلاقي والهدر للوقت، وأرى الشباب يجلسون أمام الحاسوب وقتا طويلا ليس من أجل الاطلاع أو الاستفادة من البرامج التعليمية بل من أجل التعرف على أشخاص آخرين واقامة علاقات غير مشروعة لا سمح الله أو من أجل كشف أسرار وخفايا معلومات خاصة بأفراد معينين.
في تصوري هنا يأتي دور الرقابة الأسرية من قبل الوالدين أو الأشخاص الأكبر سنا حيال استخدام هؤلاء الشباب لمثل تلك الأجهزة المتقدمة من حيث تحديد السبب والغرض الذي سيتخدم فيه الشاب أيا من هذه الوسائل السابقة كما يجب ملاحظة الوقت الذي يستغرقه هذا الشاب مع هذه الوسيلة بحيث لا نجرح كرامة الشاب أو نهز ثقته بنفسه.
كذلك ثمة دور يجب أن تلعبه الجهات المعنية في البلاد إذ لابد أن تسن القوانين وتفرض العقوبات الرادعة على كل من يتعدى بالاستخدام المصرّح به كعمل حظر على بعض المواقع على الانترنت أو منع ورود وعرض الأفلام غير اللائقة أو مصادرة المجلات والصحف المخلّة بالآداب الاسلامية والمخالفة للعادات والتقاليد الاجتماعية المتعارف عليها.
وختاما أود أن أشير الى أهمية مد يد العون والمساعدة لشبابنا في انتقاء ما هو مفيد ومجدٍ لمستقبلهم من بين جميع ما تقدمه وسائل الاعلام المختلفة وفي المقابل لنحمي مستقبلهم من أخطار ما ترسله الدول الغربية من أمور تسمم بها أفكار أولئك الشباب والتي من شأنها أن تجعلهم غير أسوياء وجيلا غير صالح.
وفاء عاشور
العدد 567 - الخميس 25 مارس 2004م الموافق 03 صفر 1425هـ