طالب خبراء صحة وتغذية أوروبيون حكومات بلادهم بفرض ضريبة لمكافحة السمنة على استهلاك «الوجبات السريعة» مثل «الهمبرغر» والبطاطا المقلية والمشروبات الغازية وعامة المأكولات السريعة ذات المعدلات العالية من السكر والدهون.

كما نادى»التحالف الأوروبي من أجل الصحة العامة» المستقل بألا تقتصر مثل هذه الضريبة على رومانيا؛ إذ نشأت هذه المبادرة؛ بل تعميمها على الدول الأوروبية كافة.

وصرح متحدث باسم التحالف الأوروبي لوكالة إنتر بريس سيرفس «ندعم هذه المبادرة لتثبيط استهلاك المنتجات غير الصحية، ونرحب بفرض ضريبة على «الوجبات السريعة» بل وندعو لفرضها في دول الإتحاد الأوروبي كافة».

وأعلنت حكومة رومانيا أنه من المتوقع أن يصادق البرلمان خلال الشهر الجاري على اقتراح وزارة الصحة بفرض هذه الضريبة كوسيلة لإثناء المواطنين عن استهلاك الطعام عالي السعرات الحرارية وغير الصحي، وبهذا مكافحة التعقيدات الصحية الناجمة عن زيادة الوزن.

يذكر أن بيانات وزارة الصحة الرومانية تشير إلى أن نصف أهالي البلاد، البالغ عددهم 22 مليونا، يعانون من زيادة في الوزن، وأن معدلات السمنة بين الأطفال بين ثلاث وتسع سنوات من العمر قد تضاعفت في الأربع أعوام الأخيرة.

يشار إلى أن رومانيا تعد واحدة من أكثر دول أوروبا فقرا؛ إذ يبلغ متوسط الأجر الشهري نحو 350 يورو، فيما ينفق مواطنوها نصف دخلهم على الطعام. ومن المقدر أن تتسبب «ضريبة السمنة» هذه في رفع أسعار الوجبات السريعة بنسبة 20 في المئة.

وصرح المسئول بوزارة الصحة الرومانية، أدريان سترينو - سيرسيل، أن الرومانيين في حاجة «إلى إعادة تربيتهم على الأكل المناسب» لوقف ارتفاع مستويات السمنة المتفشية في البلاد.

يذكر أن مأكولات مثل «بيتسا» و»الهمبرغر» والبطاطا المقلية، كانت شبه غير معروفة في دول شرق أوروبا في العهد السوفياتي؛ إذ اعتبرتها حكوماتها رمزا للانحطاط الغربي.

لكن الإقبال الشعبي على المأكولات السريعة والدهنية تفشى في رومانيا وغيرها من دول أوروبا الشرقية بعد انهيار النظام الشيوعي في العام 1989؛ إذ اعتبرها المواطنون رمزا للحرية والتواصل مع الغرب والتطلع إلى الثراء والرفاهية الغربية.

بيد أنه سرعان ما اعتبرت هذه المأكولات الغربية السريعة واحدة من مسببات السمنة المنتشرة في المنطقة.