ذكر مسئول فضاء صيني أن الصين تسعى الآن «للتطوير السلمي» لبرنامج فضاء بشكل يمكنها من منافسة الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا وغيرها من الدول الناشئة في مجال الفضاء من أجل تحقيق النفوذ التجاري والتكنولوجي.
وفي هذا الصدد، قال نائب مدير مركز بكين لمراقبة الفضاء، لي تشوبين، أثناء قيامه أخيرا بجولة في المركز الذي كان يحاط بستار من السرية «لقد شهدنا الآن طفرة متعددة القطبية في صناعة الفضاء العالمية». بيد أن الحزب الشيوعي الحاكم في الصين يؤكد أن البلاد ليست قوة فضائية وأنها دخلت «سباق الفضاء» مع الولايات المتحدة. لكن فيما تستعد الولايات المتحدة لوقف برنامجها الخاص بمكاكيك الفضاء والذي دام قرابة 30 عاما يخشى نواب الكونغرس تخلف واشنطن عن الصين والهند من دون وجود خطة واضحة لمستقبلها خارج كوكب الأرض.
يذكر أن لي استضاف صحافيين أجانب لمرافقته في زيارته لمركز بكين لمراقبة الفضاء وهو أمر يدل أيضا على اتجاه الحكومة التدريجي نحو زيادة درجة المكاشفة بشأن برنامجها الفضائي الطموح. في العام 2005 صارت الصين ثالث دولة ترسل رائد فضاء في المدار الجوي. وعلى مدى الأعوام القليلة المقبلة تخطط لبناء محطات فضاء خاصة بها ويبدو أنها بصدد تشكيل تجمع دولي منفصل عن محطة الفضاء الدولية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة.
وقال لي إن المراحل التالية للصين ستشمل مناورة على الالتحام بمحطة الفضاء ضمن برنامج مكوك الفضاء «شينزهو» المأهول بالبشر وإطلاق قمر اصطناعي ثان من سلسة أقمار «تشانج» لاستكشاف القمر.
هاتان المهمتان من المقرر البدء فيهما في غضون عامين ثم يليهما هبوط مكوك غير مأهول بالبشر على سطح القمر وتجميع محطة فضاء دائمة بحلول 2020. كما تقول جوان جونسون فريز وهي خبيرة في شئون برنامج الفضاء الصيني بكلية الحرب البحرية في الولايات المتحدة إن هاتين المهمتين تدلان على التقدم الوئيد الذي أحرزته الصين في مجال تطوير تكنولوجيا الفضاء.
وقالت فريز لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) «وبالقدر نفسه من الأهمية أو أن الأمر الأكثر أهمية هو أن ذلك يظهر مدى الإرادة السياسية».
واستطردت تقول «الصينيون يتحركون الآن بخطوات تدريجية، بينما لا تزال تفكر الولايات المتحدة في مستقبلها المتعلق بالفضاء على الأقل بخصوص رحلات الفضاء المأهولة».
وفي ختام أول زيارة يقوم بها الرئيس الأميركي، باراك أوباما للصين في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي جاء في بيان مشترك أن البلدين يهدفان إلى فتح «حوار بشأن رحلات الفضاء المأهولة والاستكشاف استنادا إلى مبادئ الشفافية والتبادل والمصلحة المشتركة». كما تعهدا بتبادل الزيارات بين رئيسي وكالتي الفضاء الصينية والأميركية هذا العام، لكن يظل من غير الواضح ما إذا كانت تلك الخطة ستتأثر بالخلاف الدبلوماسي الأخير بشأن مبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان، حيث أن الصين لا تزال تعتبر الجزيرة إقليما منشقا يتعين «إعادة الوحدة» معه بالقوة كملجأ أخير.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي أعلن مساعد وزير الدفاع الأميركي، ووليس جريجسون أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب أن الصين لديها «برنامج فضاء مضاد قوي ومتعدد الأبعاد يتضمن الإطلاق المباشر لأسلحة مضادة للأقمار الاصطناعية وأسلحة طاقة موجهة وأجهزة تشويش على الأقمار الاصطناعية الخاصة بأغراض الاتصالات».
العدد 2742 - الثلثاء 09 مارس 2010م الموافق 23 ربيع الاول 1431هـ