قال السفير الفرنسي ايف أودان في حديث خاص لـ «الوسط» أمس إن بلاده لا تفكر بفتح قواعد عسكرية في البحرين أو أية دولة خليجية أخرى.
وأكد أودان من مقر مكتبه بالمنامة أن «فرنسا لا تريد التنافس مع الولايات المتحدة، فهي تسعى إلى تعزيز وتطوير علاقاتها مع دول الخليج والبحرين من ضمنها».
وأضاف السفير في أول حديث لصحيفة محلية: «أما بالنسبة إلى قاعدة أبوظبي فإنها ستفتتح في المستقبل القريب وهي لا تتعدى عن كونها قاعدة صغيرة».
وبشأن الغرض من زيارة الرئيس الفرنسي ساركوزي إلى البحرين مؤخرا قال السفير: «إن فحوى الزيارة كان ينصب على توسيع أطر التعاون بين باريس والمنامة إضافة إلى ما يتعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك، وخصوصا مساعي استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط».
وعن عدد الفرنسيين في البحرين كشف السفير أودان عن وجود نحو ألف مواطن فرنسي، وأرجع زيادة العدد إلى فتح المجال لاستقطاب الشركات والمؤسسات الفرنسية المختلفة في مشاريع متعددة منها مشروع جسر البحرين وقطر ومشروع التخلص من النفايات الضارة بالبيئة.
وأشار السفير إلى اتفاق بشأن تدريب أطباء بحرينيين في فرنسا من كل الاختصاصات.
المنامة- ريم خليفة
تأتي أهمية زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في 11 فبراير / شباط الجاري إلى المنامة والأولى لرئيس فرنسي منذ العام 1980 بهدف توسيع دائرة العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، إذ تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات منها الاتفاق العسكري والإعلان المشترك بشأن التعاون في مجال الطاقة النووية لأهداف سلمية واتفاق آخر يخص تعاونا لتدريب الأطباء البحرينيين في فرنسا لمرحلة الاختصاص، كما تم الاتفاق على التوقيع مستقبلا على بروتوكول التعديل على اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي الموقعة بينهما في العام 1993 بما يتماشى مع أحدث معايير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بشأن تبادل المعلومات المتعلقة بالضرائب.
وقال السفير الفرنسي ايف اودان في حديث خاص لـ «الوسط» أمس من مقر مكتبه بالمنامة إن فحوى الزيارة تنصب على توسيع أطر التعاون بين باريس والمنامة إضافة إلى ما يتعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك، وخصوصا مساعي استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط.
من جهة أخرى كشف السفير اودان عن أنه «يوجد أكثر من ألف مواطن فرنسي يعيش في البحرين وأن الزيادة راجعة إلى فتح المجال لاستقطاب الشركات والمؤسسات الفرنسية المختلفة في مشاريع متعددة منها مشروع جسر البحرين وقطر ومشروع التخلص من النفايات الضارة بالبيئة ما سيدفع إلى جلب الموظفين لعوائلهم وبالتالي قامت حكومة البحرين مشكورة بتوفير أرض تضاف إلى مساحة المدرسة الفرنسية من أجل توفير المراحل التعليمية العليا غير المتوافرة حاليا في المدرسة عدا صفوف المرحلة الأولية»، في مقابلة هذا نصها:
*ما الهدف من زيارة الرئيس الفرنسي إلى المنطقة والبحرين على وجه الخصوص؟
- زار عاهل البلاد جلالة الملك الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة باريس في فبراير/ شباط 2008 في زيارة رسمية، وكان له اجتماع آخر تم في العاصمة باريس في أوائل ديسمبر/ كانون الأول من العام 2008 ومن ثم جاءت زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى المنامة الأسبوع الماضي من أجل تعزيز أطر التعاون بين البلدين بصورة أكبر مما كان عليه في السابق بمعنى أن حصيلة المقابلات الثلاث جاءت لاهتمام فرنسا بالبحرين وأهمية موقعها الإقليمي في المنطقة الخليجية... ونحن بدورنا نتطلع إلى مزيد من التعاون مع الجانب البحريني لأهمية ذلك على صعيد العلاقات وأيضا مع باقي دول الخليج.
*تم التوقيع على اتفاق عسكري بين البلدين، هل تنوي فرنسا فتح قواعد عسكرية في البحرين على غرار أبوظبي؟
- لا ليس هذا بالضبط، ولكن الاتفاق يركز على التعاون العسكري في مجالاته المختلفة ولا توجد هناك أية نية لفتح قواعد عسكرية في البحرين أو أية دولة خليجية أخرى. وبالنسبة إلى قاعدة أبوظبي ستفتتح في المستقبل القريب وهي قاعدة صغيرة.
*لكن يقال إن فرنسا في سباق مع الولايات المتحدة الأميركية من ناحية تعزيز وجودها في المنطقة الخليجية التي كانت مهملة لسنوات طويلة من الجانب الفرنسي. ما تعليقكم على ذلك؟
- فرنسا لا يمكن لها أن تكون في كل مكان ففرنسا لا تريد التنافس مع الولايات المتحدة، فهي تسعى إلى تعزيز وتطوير علاقاتها مع دول الخليج والبحرين من ضمنها، إذ إن منظومة مجلس التعاون واحدة من أهم المنظومات الإقليمية في المنطقة وأيضا على مستوى التعامل الدولي فهي مؤثرة، فمثلا مجموعة توتال النفطية موجودة في أبوظبي والرياض والدوحة منذ عقود طويلة في المنطقة، إذا الوجود الفرنسي في المنطقة ليس بجديد.
وحكومة بلادي لم تتجاهل قط دول الخليج بل تعتبرها امتدادا لدول حوض الأبيض المتوسط فهم جيران لدولها وقضية فتح الحوار مع الحضارات والثقافات الاخري جزء رئيسي من السياسة الفرنسية، لذلك فقد تأست شبكة مختصين «ايرو غولف» منذ ست سنوات تضم ممثلين وخبراء من دول الخليج وأوروبا هدفها تعزيز دائرة الحوار وتعقد بشكل دوري، إذ إن اجتماعها المقرر سيعقد في النصف الأخير من العام الجاري.
*هذا يقودنا إلى طرح سؤال عن أسباب فشل المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي في توقيع اتفاق التجارة الحرة الذي استغرق عشرين عاما. ما رأيكم في ذلك؟
- لست مختصا في هذا الجانب، ولكن الطموح في إنهاء ذلك مازال موجودا وباقيا، فهي كما نسمع من جانبنا لم تفشل، ومن الأسباب التي دعت إلى طول الفترة الزمنية إلى أن عملية التفاوض كانت تتم مع كل دولة خليجية على حدة، فلم تكن المنظومة صوتا واحدا كما هي اليوم، وبالتالي فإن ذلك صعّب مهمة التفاوض كما يبدو من الجانب الأوروبي مع العلم أن المفاوضات الحقيقية استغرقت في واقع الأمر نحو عشر سنوات.
*لكن هناك من يقول إن ملفات الديمقراطية والإصلاح وحقوق الإنسان هي التي أعاقت مهمة المفاوضات. ما تعليقكم على ذلك؟
- ليس لتلك الأسباب، إلا أن نظرة الاتحاد الأوروبي ترى أن أي تغيير أو تطوير مهما كان صغيرا أو تدريجيا فهي بادرة إيجابية مثلما حدث مؤخرا في السعودية مع تقليد أول سيدة سعودية في منصب حكومي رفيع المستوى.
*لنتقل إلى موضوع ما تكللته أيضا زيارة الرئيس ساركوزي إلى المنامة، ما أهمية أبعاد اتفاق يخص تدريب الأطباء البحرينيين في فرنسا لمرحلة الاختصاص؟
- نعم هذا يعود إلى حاجات البحرين الطبية، إذ سنبدأ بإرسال خمسة أطباء بحرينين من كل التخصصات في المجالات التي تحتاجها البحرين أيضا في الجانب التعليمي من المقرر معاودة فتح مركز الدراسات الفرنسية ولغتها وآدابها مع سبتمبر/ أيلول المقبل التابع لجامعة البحرين الذي كان قد أغلق في وقت سابق إلى جانب أنه حاليا يوجد أكثر من ألف مواطن فرنسي يعيش في المنامة وأن الزيادة راجعة إلى فتح باب الاسثمار واستقطاب الشركات والمؤسسات الفرنسية المختلفة في مشاريع متعددة منها مشروع جسر البحرين وقطر وأيضا مشروع التخلص من النفايات الضارة بالبيئة ما سيدفع إلى جلب الموظفين عوائلهم وبالتالي فقد قامت حكومة البحرين مشكورة بتوفير أرض تضاف إلى مساحة المدرسة الفرنسية من أجل توفير المراحل التعليمية العليا غير المتوافرة حاليا في المدرسة عدا صفوف المرحلة الأولية.
*عراقيا، زيارة الرئيس ساركوزي تعد الأولى لرئيس فرنسي إلى العراق، ما هي خطة فرنسا للعراق؟
- بلا شك أنها زيارة مهمة وهي تسعى إلى فتح باب الاستثمار واستقطاب أكبر قدر ممكن من الشركات الفرنسية، فالعراق بلد نفطي وهو وليد تجربة ديمقراطية جديدة على مستوى المنطقة وأيضا بالنسبة إلى مستوى الانتخابات المحلية التي جرت في العراق حديثا.
*فلسطينيا، كيف تقيم فرنسا الوضع الحالي بين الفلسطينين والإسرائيليين؟
- فرنسا كانت ومازالت تدفع بعملية سلام بين الطرفين وهي تدعم المبادرة المصرية، ولابد من التوصل إلى حل مرضي حتى يعم الأمن والاستقرار بين الطرفين وعلى المنطقة
العدد 2358 - الأربعاء 18 فبراير 2009م الموافق 22 صفر 1430هـ