تنتقل «الفورمولا 1» إلى المجهول للمرة الأولى منذ العام 1999م، وذلك في السباق الأول الذي سيجري في الشرق الأوسط وتحديدا في البحرين. الحلبة الجديدة، الحر الشديد، والرمال ليست إلا بضعة تحديات على الفرق مواجهتها في المملكة، إنها الجولة الثالثة من بطولة العالم.
سيجري سباق البحرين على حلبة البحرين الدولية الحديثة البناء والتي تم إنشاؤها خصيصا مع مصمم حلبة سيبانغ الماليزية الألماني هيرمان تيلكي الذي يُعتبر الأبرز بين المصممين. ليس من المتوقع أن نشهد أي هطول للمطر في نهاية الأسبوع وليس من المعروف بعد كم سيكون مستوى تآكل الإطارات. من المتوقع أن تعتمد الفرق إعدادا للسيارة فيه الكثير من القوة الأرضية.
الذهاب إلى حلبة جديدة هو دائما شيءٌ من المجهول، لكن تبقى هناك بعض الأعمال التي بإمكان الفرق القيام بها قبل الوصول إلى هناك. جميع الفرق تملك خرائط مفصلة عن الطريق وفهما جيدا لسطح الحلبة الذي تم وضعه. جميعهم يملك فكرة جيدة عن درجات الحرارة المتوقعة.
أما ما يبقى مجهولا فهي بعض العوامل الحساسة، مثلا، كم من الرمال ستتطاير إلى أرض الحلبة وكم ستؤثر سلبيا على مستوى تآكل الإطارات؟ بما أنه غير مسموح بتغيير المحركات خلال نهاية الأسبوع فإن هذا قد يشكل مشكلة للكثير من الفرق. إذا كانت الرمال ستدخل عبر مصافي الهواء خلال نهاية الأسبوع فإن المحركات ستتأثر ولن تستطيع إكمال مسافة السباق.
ستعرض الحلبة الجديدة للسائقين الجدد في «الفورمولا 1» فرصة إظهار قدرتهم على القيادة بموازاة السائقين الخبيرين لأن الجميع سيكون متساويا في المعلومات وفي التجربة للمرة الأولى على الحلبة. وفي حال تدني مستوى التماسك فسيكون مثيرا أن نشاهد من سيباشر بالخروج عن مسار الطريق.
لا ننسى طبعا أن ميشلان قد أجرت تجربة على الحلبة مع مجموعتين من الإطارات على سيارة العام الماضي عندما قاد سائق التجارب لدى الويليامز مارك جيني السيارة أمام الحشود قبيل موعد سباق ماليزيا. أما ما سبب عدم توجه جميع الفرق إلى الحلبة لإجراء التجربة بعد أن تلقى الجميع دعوة مفتوحة لذلك فإن هذا سيبقى مجهولا، لكن التجربة البسيطة التي أجرتها ميشلان ستعطيها أفضلية ولو بسيطة مع الويليامز.
مع ذلك، مازال هناك الكثير من الشك عن العدد المفضّل للتوقفات في الحظيرة خلال السباق. إذا بقي الرمل بعيدا عن الحلبة فسيكون تآكل الإطارات قليلا ما سيرجح استراتيجية التوقف مرتين. في حال ارتفع مستوى تآكل الإطارات، وهذا وارد جدا، فإن التوقف ثلاث مرات سيكون أفضل. قليلا فقط سيفكرون بالتوقف أربع مرات لأن التجاوز سيكون السبيل الوحيد حينها لتعويض المراكز، لكنها قد تعمل جيدا كاستراتيجية مع فريقٍ لا يمكنه التعامل جيدا مع تآكل الإطارات. أما بالنظر إلى المنافسة في المقدمة، فإذا كانت هناك من حلبة أخرى تناسب ميشلان عدا عن ماليزيا فإنها حلبة البحرين. في حين لم يكن خوان بابلو مونتويا في موقع المواجهة مع مايكل شوماخر في سيبانغ إلا أن احتمال سباق أبرد في نهاية هذا الأسبوع سيكون أقل بكثير، ما يعرض على سائقي الويليامز فرصة قوية للسير بمحاذاة الفيراري
العدد 575 - الجمعة 02 أبريل 2004م الموافق 11 صفر 1425هـ