العدد 591 - الأحد 18 أبريل 2004م الموافق 27 صفر 1425هـ

إجماع على مسئولية المعلمين في إقبال الطلبة على تعلم لغتهم

في مؤتمر «تطوير مناهج اللغة العربية»

أكدت الرئيس العام لمؤتمر (مناهج اللغة العربية - آفاق التجديد والتطوير) رئيسة قسم اللغات والعلوم الإنسانية بدرية المنصوري «ان تطوير مناهج اللغة العربية يأتي في ظل التحديات الكبيرة المتمثلة في عدم قدرة المدرسة على جذب الطالب مثل السابق في ظل تطور وسائل الاتصال والمعلوماتية التي سيطرت عليها اللغة الإنجليزية كلغة تعامل بسبب سهولة إختزال الكلمات التي نفتقدها في اللغة العربية»، مشيرة إلى أن «التحدي الذي تواجهه الوزارة في الوقت الحالي هو كيفية جذب الطلبة لحب تعلم لغتهم العربية، وإلزام معلمي جميع المواد الدراسية ضرورة التحدث بالفصحى مع طلبتهم قدر الإمكان».

جاء ذلك على هامش أعمال المؤتمر الذي افتتحه وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي ويختتم أعماله يوم غد. وناقش يوم امس أربع أوراق عمل، منها: (البلاغة العربية في ضوء البلاغة الجديدة) عرضها عبدالله صولة، كما عرض شكري المبخوت ورقة بعنوان (نحو الجملة ونحو النص-مدخل لبناء منهج اللغة العربية بالمرحلتين الإعدادية والثانوية)، وورقة أخرى ألقاها صالح رمضان بعنوان (هيكلة فروع تعليم اللغة العربية وآدابها في صلتها بالنظريات اللسانية الحديثة)، وورقة بعنوان (تحسين مستوى طلاب التعليم العام في اللغة العربية) من إعداد مكتب التربية العربي لدول الخليج.

وقالت «إن الوزارة اعتمدت برنامجا تدريبيا طوال العام الدراسي لتدريب معلمي المرحلة الثانوية على تحليل النص ونص الحجاجة والنص الوصفي»، موضحة «إن هذا التدريب كان في العام الماضي مخصصا للمعلمين الأوائل، فيما ضم هذا العام جميع المعلمين الذين تم تزويدهم بدليل يوضح لهم كيفية التعامل في النص وأسس كتابة المقال».

وفي تأكيدها على اهتمام الوزارة بتطوير مناهج اللغة الإنجليزية بالتوازي مع اللغة العربية قالت «إن الوزارة ستبدأ في تطبيق اللغة الإنجليزية بدءا من الصف الأول الإبتدائي، وستكون بداية تطبيق المشروع عبر برنامج القراءة الموجهة، الذي يزود كل فصل دراسي بمكتبة تضم عددا من القصص الإنجليزية تتناسب ومستوى الطلبة» مؤكدة «إن الوزارة بصدد تنظيم دورة تدريبية للمعلمين عن كيفية تدريس هذه المادة».

فيما أكد اختصاصي أول مناهج اللغة العربية للمرحلة الثانوية أحمد المرزوق «إن الهدف الأساسي من المؤتمر هو الخروج بتصور واضح وتوصيات تسهم في تطوير مناهج اللغة العربية في مرحلتي الإعدادي والثانوي، على أن تتولى لجنة خاصة النظر في مناهج المرحلة الإبتدائية»، مشيرا «إلى أنه تمت الإستعانة بخبرات عربية متنوعة من مكتب التربية العربي لدول الخليج وخبرات أخرى من الكويت وقطر والإمارات التي تملك باعا طويلا في مجال تطوير المناهج، اضافة إلى مشاركات أخرى من قبل أساتذة من جامعة البحرين يعرضون خلالها تصوراتهم في أحدث طرق التدريس للغة العربية للاسهام في تحفيز أذهان المعلمين المشاركين في المؤتمر لعرض مداخلاتهم ومناقشاتهم لتقديم التغذية المسترجعة والإستفادة منها في الخروج بتوصيات تعين في بناء المستقبل التدريسي للغة العربية».

وأضاف «إن مناهج اللغة العربية أعدت منذ ما يزيد على العشر سنوات، وكانت في بداياتها تعتبر اضافة جريئة لكثير من دول الخليج العربية التي أشادت بها واستفادت منها في مناهجها، إلا أنها اليوم أصبحت وكأي شأن آخر مضى عليه وقت طويل تحتاج لمراجعة وتجديد شاملين وتحتاج إلى التواصل مع الميدان الذي يطبق هذه المناهج لمعالجة الثغرات التي توجد بها».

وأرجع المرزوق أسباب ضعف إقبال الطلبة على اللغة العربية إلى «ضعف تقبلها في سوق العمل الذي أثر على إقبال الطلبة على دراستها، إضافة إلى الحاجة لتطوير المتطلبات المستخدمة لتدريس اللغة والحاجة (للمعرفة المتعلمة) إذ يمكن الإستفادة مما يمكن توظيفه من المعرفة لوضعه في المناهج من دون الإعتماد الكلي على المعرفة الموجودة في بطون الكتب».

أما اختصاصي مناهج اللغة العربية للتعليم الثانوي حسين يحيى فأكد «إن الممارسات التعليمية القائمة في مجال تدريس اللغة العربية مازالت قاصرة إلى حد ما في بعض جوانبها على النحو الذي يجعلها وظيفية ومتفاعلة مقارنة بتدريس اللغات الأجنبية في مدارسنا الثانوية على رغم من التوجهات التطويرية التي تتضمنها وثيقة المنهج للتعليم الثانوي، ما يتطلب البحث عن أسباب الفجوة الآخذة في الإتساع بين ممارسات بعض المعلمين في تدريس اللغة وبين التوجهات المتطورة إلى حد ما في المناهج الدراسية»، «وإن أي مشروع إصلاح إجتماعي لا يمكن أن يتم على أسس صحيحة ما لم نتجه إلى تأصيله بحيث يحافظ على ملامح الهوية الوطنية لطالب المستقبل التي تمثل اللغة احدى أهم مقوماتها الأساسية على المستوى الروحي والوجداني». مؤكدا على دور المؤتمر في «تأسيس ثقافة التعاطي مع اللغة الأم وفق منظار حضاري يستلهم مكانة هذه اللغة في وجدان أبنائنا ويستشرف آفاق العامل معها باعتبارها لغة حية قابلة للتلاؤم والتعاطي مع مستجدات قضايا عصر العولمة الثقافية والإجتماعية ومواكبة الثورة الرقمية وتجنيب أبنائنا الإحساس بالغربة الإجتماعية في ظل هذا الزمن»، آملا أن «يتم تحويل الأفكار والرؤى التي ستتمخض عن هذا المؤتمر إلى ممارسة تتأطر من خلالها إعادة هيكلة اللغة بطريقة تربط بين الممارسات اللغوية الشفوية والقرائية وصولا إلى الفعل القرائي والكتابي الحي وتمكين الطلاب من التعامل مع تقنيات الحاسوب وتوظيفها توظيفا ذكيا في استثمار المعرفة والمساهمة في انتاجها وذلك يتجلى بصورة واضحة في مشروع جلالة الملك لمدارس المستقبل». من جانبها تطرقت مديرة مدرسة سار الثانوية للبنات أنيسة علي «إلى الحلقة المفقودة بين الطالب والمعلم، وغياب الدور الواضح للمناهج والإدارة المدرسية، على اعتبار أن المسئولية لا تقع على عاتق المعلم فقط»، مشيرة إلى «دور الإدارة المدرسية في فتح قنوات لها مع المسئولين في وزارة التربية مع ضرورة الأخذ بعين الإعتبار برأيها واعطائها فرصة أكبر للمشاركة في القرار التربوي»، مطالبة «بإعادة النظر في كثافة الحصص واعطاء مجال أكبر للإبداع الذي من شأنه تغيير وجهة نظر الطلبة في مناهجهم التعليمية»

العدد 591 - الأحد 18 أبريل 2004م الموافق 27 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً